القلق الدائم، الذي يعيشه الطلاب وهم ينتظرون اللحظة الأخيرة، يمثّل جريمة موصوفة تقترفها الدول المانحة بحق اللاجئين الأكثر ضعفاً، غير آبهة بالأضرار النفسية المرتبة على فعلتها، والتي ستخلّف ندوباً تبقى إلى الأبد.
لم يعد مقبولاً بعد اليوم أن يبقى اللاجئ الفلسطيني ينتظر بقلق المساهمات الطوعية التي تقدّمها الدول المانحة لموازنة "أونروا" السنوية، والتي تقلّصت عبر السنوات الماضية أو بقيت ثابتة من دون مراعاة للزيادة الكبيرة في احتياجات مجتمع اللاجئين، ما انعكس سلباً على خدمات الصحة والإغاثة وليس التعليم فقط. المطلوب اليوم انتزاع قرار يحوّل موازنة الوكالة الأممية إلى مساهمات إلزامية، تزداد كلّما ازدادت احتياجات مجتمع اللاجئين، بفعل التحديات الاقتصادية التي يواجهونها في الدول المستضيفة، حتى يتمكنوا من العيش بشكل لائق في انتظار تحقّق حلم عودتهم.
وينعقد اليوم (الخميس)، في روما، المؤتمر الاستثنائي للدول المانحة بمشاركة تسعين دولة، للتباحث في الأزمة المالية المزمنة التي تعيشها "أونروا"، وهو اجتماع يمثّل اختباراً حقيقياً للضمير الإنساني. ينظر الطلبة بكثير من الأمل إلى النتائج التي ستخرج عن الاجتماع، وبالتأكيد سيحبطون وأسرهم إن انتهت نتائجه مثل سابقيه "تدخل اللحظة الأخيرة"، فهم يريدونه بداية جديدة لحل شامل يقيهم العودة مع انطلاق كل عام دراسي، إلى مربع الاحتمالات.