أول عائلة سورية لاجئة تصل أيسلندا

أول عائلة سورية لاجئة تصل أيسلندا

24 فبراير 2016
بدأت عائلة المحمد بالتأقلم على الحياة (التلغراف)
+ الخط -
خطاب المحمد البالغ من العمر 48 عاما، وزوجته وأطفالهما الستة، ووالدته كانوا من بين 35 لاجئا سوريا استضافتهم أيسلندا الشهر الماضي، بعدما قدموا من لبنان، فالبلد الذي يتجاوز عدد سكانه 300 ألف وافق مبدئيا على قبول 75 لاجئا.

وتستقبل بلدة "أكوريري" الثلجية شمال أيسلندا، مئات آلاف السياح سنويا، متحدين سرعة الرياح الشديدة، وانخفاض درجات الحرارة، للاستمتاع بالتزلج على المنحدرات، ومشاهدة الحيتان والشفق القطبي.

لكن أحدث سكان البلدة لا يعرفون شيئا عن معالمها هذه، حتى أنهم لم يكونوا قد سمعوا بدولة أيسلندا من قبل، لكنها عائلة سورية لاجئة بدأت حياة جديدة هناك، ويجب أن تتكيف مع العيش في مكان يبعد 3 آلاف ميل عن وطنهم.

كان خطاب مدرسا سابقا للغة الإنكليزية في مدرسة ثانوية بحلب، ومثل بقية الأسر لم يكن الذهاب إلى أيسلندا خيارا، تركت العائلة منزلها عام 2012، جراء الهجمات الصاروخية المتكررة على حيهم، وبعد أن بدأ جيرانه يتسلحون بالكلاشينكوف، قال خطاب إنه شاهد عناصر من الجيش السوري يسحبون رجلا من سيارته في الشارع، وأن ثلاثة من أصدقائه قتلوا، أحدهم لم ير نقطة للتفتيش وهو يقود السيارة فأطلقوا عليه النار.

اتخذ خطاب قراره بالفرار حفاظا على سلامة أسرته، مفترضا أنهم سيعودون بعد فترة قصيرة، لكنهم أمضوا ثلاث سنوات في لبنان، حيث نادرا ما تنخفض درجات الحرارة عن 10 درجات تحت الصفر، عاشوا خلالها في مرآب مهجور، وكان خطاب ينام إلى جانب زوجته ووالدته وأطفاله الخمسة.

وقال "عندما عرضت علينا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذهاب إلى أيسلندا، كان ذلك مفاجئا لنا، وقتها سألت الموظف أين تقع أيسلندا، أجاب أنها بعد النرويج، لكن فيما بعد عرفت أنها تبعد ألف ميل، ولم أفهم لماذا كان يحدثنا طوال الوقت عن الصيف الجيد في أيسلندا، لكنني الآن أدركت السبب".

في أيسلندا نادرا ما ترتفع درجات الحرارة عن نقطة التجمد، لكن العائلة تعيش الآن في بيت بتدفئة جيدة ومساحة مناسبة، حيث يتكفل المجلس المحلي بإيجاره لمدة سنة، وتحصل الأسرة على دروس مجانية في اللغة الآيسلندية لساعتين يوميا، كما عرض المجلس المحلي البحث عن عمل للأبوين.

يقول خطاب الذي عمل كمرشد سياحي بالإضافة لكونه مدرسا للغة الإنكليزية، إنه يوافق على أية وظيفة فقط ليدعم عائلته.

اقرأ أيضا:دول أوروبية تميّز اللاجئ السوري طائفياً... وآيسلندا استثناء