أوكاسيو كورتيز... من نادلة إلى أصغر نائبة بالكونغرس الأميركي

ألكسندريا أوكاسيو كورتيز... من نادلة إلى أصغر نائبة في الكونغرس الأميركي

07 نوفمبر 2018
أوكاسيو كورتيز أصغر نائبة بالكونغرس الأميركي (دون إميرت/فرانس برس)
+ الخط -
دخلت نجمة موسيقى الروك اليسارية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، التاريخ، بكونها أصغر امرأة تُنتخب في الكونغرس الأميركي، لتمثّل أحد معاقل الحزب الديمقراطي في نيويورك.

تمكّنت أوكاسيو كورتيز، الثلاثاء، من هزيمة منافسها الجمهوري أنطوني باباس، في الانتخابات النصفية في دائرتها الانتخابية، وهي منطقة ذات طابع تعددي تقع في جزء من كوينز وذا برونكس، بحسب وسائل إعلام أميركية.

وبفوزها تحل الديمقراطية الشابة كأصغر نائبة منتخبة، مكان عضو الكونغرس الجمهورية أليس ستيفانيك، التي اُنتخبت عام 2014 عن إحدى دوائر نيويورك وهي في عمر الثلاثين.

وقبل ذلك كانت أصغر نائبة منتخبة هي الديمقراطية إليزابيث هولتزمان التي اُنتخبت نائبة عن بروكلين عام 1972 وهي في الـ31 من عمرها.

وتحتل النساء 23 بالمئة من مقاعد مجلس الشيوخ الحالي، و19,3 بالمئة من مقاعد مجلس النواب، وهما معدلان منخفضان نسبياً في دولة متقدمة تملك أقوى اقتصاد في العالم.

من نادلة... إلى نائبة

الشابة البالغة 29 عاماً والتي تعود أصولها إلى بورتو ريكو، انتصرت لطبقتها العاملة، وشقّت طريقها من العمل كنادلة، حتى انتزاعها ترشيح الحزب الديمقراطي، في انتخابات تمهيدية حزبية، في وقت سابق هذا العام.

في عام 2008، توفي والدها. ولمساعدة أسرتها التي فقدت مصدر دخلها الأساسي، عملت في وظائف بعدد من المطاعم، بحسب موقع حملتها.

حصلت في جامعة بوسطن على درجات علمية في الاقتصاد والعلاقات الدولية، ثم انتقلت إلى العمل في مكتب السناتور الديمقراطي تيد كينيدي ممثّل ولاية ماساتشوستس. وفي عام 2016، عملت في حملة السناتور بيرني ساندرز الرئاسية.

شقّت أوكاسيو كورتيز طريقها من العمل كنادلة (ريك لوميس/getty)


تُعتبر أوكاسيو كورتيز، صوتاً من أصوات الديمقراطيين "الاشتراكيين"، إذ تدعو إلى تأمين فرص العمل وفق نظام فيدرالي، فضلاً عن تحجيم وول ستريت، وإزالة رسوم الكليات العامة، وإنهاء خصخصة السجون، وسن سياسات تحد لنشر السلاح.

وتُعد من الداعمين لحقوق المثليين والسود، وقد تحدثت في مسيرة "Black Lives Matter"، في عام 2017.

وقد لقي جدول أعمالها المتقدّم للغاية في المناطق ذات الغالبية المختلطة بين ذوي البشرة البيضاء والسوداء، تأييداً بنسبة 75%، وفقًا لبيانات التعداد السكاني بالولايات المتحدة.

جعلت من عدم قبول أموال الشركات حجر الزاوية في حملتها، مثل الكثير من المرشحين المتقدمين الآخرين. وجمعت ما يقل قليلاً عن 800 ألف دولار في الربع الثالث من الحملة الانتخابية، ومعظمها تبرعات فردية كبيرة.

"الرعاية الطبية للجميع"

خلال حملتها الانتخابية، قدّمت أوكاسيو كورتيز اقتراح "الرعاية الطبية للجميع". وقد أيّد التقدميون في الحزب الديمقراطي، بمن فيهم السيناتور بيرني ساندرز، الفكرة على الرغم من أنّ بعض الدراسات تظهر أنّ المقترح قد يكلّف أكثر من 30 تريليون دولار، غير أنّها استدلّت في مقترحها بأنظمة الرعاية الصحية المماثلة في كندا والمملكة المتحدة وفرنسا.

تُعتبر أوكاسيو كورتيز  صوتاً من أصوات الديمقراطيين "الاشتراكيين" (جيسيكا رينالدي/getty)


دافعت أوكاسيو كورتيز عن مقترحها، وقالت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، في سبتمبر/أيلول الماضي، إنّ "توفير الرعاية الصحية للجميع سيوفّر على الشعب الأميركي قدراً كبيراً جداً من المال. وما نراه أيضاً هو أنّ هذه الأنظمة ليست مجرد فطيرة في السماء. ما نحتاج إلى إدراكه هو أنّ هذه الاستثمارات أفضل وجيدة لمستقبلنا. هذه استثمارات على مدى أجيال".

قانون الهجرة

جعلت أوكاسيو كورتيز من إلغاء تطبيق قانون الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، واحدا من الأهداف الرئيسية في حملتها الانتخابية، وقد زارت ملجأ في ولاية تكساس حيث تم احتجاز عائلات مهاجرة منفصلة.

خلال تفقدها ملجأ في تكساس حيث احتجزت عائلات مهاجرة (جو رايدل/getty)


في يونيو/حزيران الماضي، علّقت على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فصل المهاجرين عن أبنائهم بالقول، "إننا نرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان على هذه الحدود ونفصل الأطفال عن أسرهم وهذا جزء من هيكل الوكالة. يمكننا استبدالها بوحدة إنسانية موجهة نحو الممر الآمن بدلاً من التجريم".


العمل مع بيرني ساندرز

كانت أوكاسيو كورتيز، عضواً في فريق المنظمين لسناتور ولاية فيرمونت بيرني ساندرز الذي خاض الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في انتخابات الرئاسة لعام 2016. على الرغم من أنّه لم يوافق على تعيينها رسمياً، إلا أنّ ساندرز هنأ أوكاسيو كورتيز على فوزها الأولي، كمرشحة تقف لصالح الحركة التقدمية.

عملت في حملة السناتور بيرني ساندرز الرئاسية (جاي بات كارتر/getty)


مناهضة إسرائيل

بعد استشهاد 60 متظاهراً فلسطينياً في احتجاجات "مسيرة العودة" في غزة، في 14 مايو/أيار 2018، انتقدت أوكاسيو كورتيز استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوة المميتة، وغرّدت على "تويتر" قائلة، "هذه مجزرة. أتمنى أن يكون لدى أقراني الشجاعة الأخلاقية لتسميتها هكذا. ليس هناك أي دولة أو كيان يُغفر لها إطلاق النار الجماعي على محتجين. ليس هناك أي مبرر. فالشعب الفلسطيني يستحق الكرامة الإنسانية الأساسية، مثل أي شعب آخر. لا يمكن للديمقراطيين الصمت بشأن هذا بعد الآن".


وفي مقابلة لاحقة، قالت إنّ "العديد من الناخبين، بمن فيهم أميركيون يهود، قد شكروها على ذلك الموقف، موضحة أنّها تؤيد "حل الدولتين" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

موقفها من ترامب

لدى أوكاسيو كورتيز عائلة في بورتوريكو، حيث كان جدها يعيش في دار لرعاية المسنين قبل أن يموت بسبب إعصار ماريا. وبعد وفاة والدها في عام 2008، انتقلت أمها وجدتها للعيش في  ولاية فلوريدا بسبب الصعوبات المالية التي واجهتها العائلة.

تحدّثت عن إيمانها الكاثوليكي، وتأثيره على حياتها وحملتها من أجل إصلاح العدالة الجنائية في مقال في مجلة "أميركا".

تهتم أوكاسيو كورتيز بقضايا المناخ، وهي تدعو لاعتماد الولايات المتحدة بحلول عام 2035 على شبكة كهربائية تعمل على إنتاج الطاقة المتجددة بنسبة 100٪، وتطالب باتفاق أخضر جديد في الولايات المتحدة، يمكّن الحكومة الفيدرالية من الاستثمار في بناء مشاريع بنية تحتية صديقة للبيئة على نطاق واسع.

بعد القضايا التي طبعت عامه الرئاسي الأول، قالت أوكاسيو كورتيز، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، في 28 يونيو/حزيران 2018، إنّها ستؤيد إقالة الرئيس دونالد ترامب، قائلة: "أعتقد أنّ لدينا أسباباً للقيام بذلك"، مشيرة إلى انتهاكات ترامب للدستور، في موضوع قبول هدايا من جهات أجنبية.