في عام 2006 أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على ما اعتقدوا أنه مسلح فلسطيني، رصد قبل صلاة الفجر، داخل مسجد صلاح الدين الأيوبي في قرية العقبة، شرق طوباس، شمال الضفة الغربية، وأردوه قتيلا.
تبين فيما بعد أن المسلح جندي إسرائيلي متطرف، كان ينصب كميناً للمصلين الفلسطينيين داخل المسجد المهدد بالهدم، بحجة بنائه في منطقة عسكرية مغلقة.
هذان السببان دفعا الفلسطينيين للتضامن بغضب مع قرية العقبة، بعدما نشر رئيسها، أمس، بياناً في صفحته على "فيسبوك"، أوضح فيه أن مديرية أوقاف محافظة طوباس، تركت المسجد ورواده من دون خطيب يوم الجمعة الماضي.
رئيس مجلس قروي العقبة، سامي صادق، والذي أقعدته رصاصة أطلقها جنود الاحتلال على ظهره، قبل أربعين عاماً، قال، لـ"العربي الجديد": "الجمعة الماضية كان في المسجد 300 فلسطيني، تجمعوا من كل مناطق الغور، للتضامن معنا بأداء صلاة الجمعة في مسجد العقبة المهدد بالهدم، لكن خطيب الأوقاف الفلسطينية لم يحضر، فسقطت فريضة الجمعة، وصلينا الظهر ومضينا بحزن وغضب".
ومن المفترض أن ترسل مديرية أوقاف طوباس خطيباً ترشحه ليخطب بالمصلين في مسجد العقبة كل جمعة، ولما غاب الخطيب خاف سامي صادق من فكرة عدم عودة المصلين مرة أخرى إلى المسجد الذي أرسل الاحتلال ثلاثة إخطارات لهدمه.
لكن مدير أوقاف محافظة طوباس، حسن شحادة، شدد في اتصال مع "العربي الجديد" أن "ما جرى في مسجد صلاح الدين بالعقبة، ليس إلا خطأ غير مقصود في تبليغ الخطيب أن الجمعة الماضية دوره في خطابة مسجد العقبة وليس في مسجد آخر، وأنا مستعد لتحمل مسؤولية هذا الخطأ شخصياً، رغم أنني في إجازة مرضية منذ شهرين".
وأضاف شحادة: "وزارة الأوقاف تعطي مسجد العقبة أهمية خاصة نظرا لحساسية وضعه وموقعه، وبالتالي الاهتمام به مضاعف، لذلك زرت قرية العقبة اليوم، ووعدتهم أن أتابع بشكل شخصي برنامج الخطابة في مسجدها"، فيما أكد صادق، الذي يدير قريته الزراعية من تحت شجرة خروب، "وزير الأوقاف الفلسطيني اتصل بي اليوم ووعدني بتشكيل لجنة تحقيق، ومحاسبة المسؤول عن الخطأ الذي لن يتكرر أبداً".
ولقرية العقبة وجميع قرى الأغوار الشمالية خصوصية فائقة، نظرا لسيطرة الاحتلال على 95 في المائة من أراضي الأغوار، التي يسميها جيش الاحتلال بالمناطق العسكرية المغلقة، ويدرب جيشه على أراضيها التي تشبه في تضاريسها الجنوب اللبناني.
وفي إثر الضجة التي ثارت حول موضوع الخطيب المفقود، قرر مدير أوقاف طوباس، حسن شحادة، إلقاء خطبة الجمعة اليوم في مسجد العقبة، فيما وعد وزير الأوقاف رئيس مجلسها بزيارة قريبة.
اقرأ أيضاً:فلسطينيّو الأغوار يتحدّون الاحتلال