بات من الواضح أن منظمة التحرير قدمت بتوقيعها على اتفاق أوسلو مع دولة الاحتلال الإسرائيلي خدمة كبرى لإسرائيل وللدول العربية، ويبدو جليًا من سلوك بعض العواصم العربية وانسجامها التام مع تل أبيب، أنها كانت متلهفة للتصالح مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها، وراجية تلك اللحظة أكثر من منظمة التحرير وحتى من إسرائيل نفسها، لكنها كانت بحاجة إلى أن تتطوع المنظمة بتدشين المرحلة وفتح الباب أمامها لتنطلق من عقال الحرج المكذوب مهرولة نحو إسرائيل تحت مبررات المصالح الكبرى والأمر الواقع، ويبدو أيضًا أن المكاسب والامتيازات التي حصلت عليها الحكومات العربية نتيجة لاتفاق أوسلو أكثر بكثير من تلك التي حصلت عليها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
بدون خطة مدروسة أو هدف واضح أو استعداد يرتقي لمستوى المهمة توجهت منظمة التحرير الفلسطينية إلى العاصمة النرويجية أوسلو للتفاوض مع الطرف الإسرائيلي، ولم تكن لدى مفاوضيها خبرة وممارسة في علوم التفاوض وينقصهم التمكن اللغوي والقانوني والحصيلة التاريخية التي تؤهلهم ليكونوا مفاوضين حذقاء وأذكياء، وليس لديهم الكثير من الخبرة السياسية التي يمكن من خلالها كسب جولات التفاوض وإحراز المكاسب، وكان ما يشغل المنظمة فقط هو الحصول على الاتفاق بأي ثمن كان، وتتطلع إليه بغض النظر عن الخسائر المتوقعة منه، وهذا متوقع حين يكون الباعث على التفاوض الخروج من الأزمات والتخلص من الضغط، فالمنظمة بعد حرب لبنان الأولى وجدت نفسها بعيدة عن فلسطين، مهملة ومهمشة في منافٍ متعددة بلا سلاح أو مكانة سياسية أو وزن ثوري وقد تخلت عنها الحكومات العربية وأدارت لها ظهرها وتركتها غارقة في الضائقة المالية والمشاكل التنظيمية، وعرضة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية تغتال قادتها وتدمر ما بقي من بنيتها.
ليس من الخيال افتراض أن التخلي العربي عن المنظمة وإهماله إياها والضغط عليها وحشرها في الزاوية تواجه شبح الفناء والموت التدريجي، كان يهدف إلى دفع المنظمة للتفكير في مسار التسوية والإقدام على التصالح مع إسرائيل، خصوصاً أن فكرة التسوية والسلام بدأت بالتسلل بشكل فعلي للعقل العربي منذ كامب ديفيد وتبلورت تدريجياً نتيجة للأحداث الإقليمية والدولية.
لم يدر في خلد الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يقف ببدلته العسكرية متوشحاً بالكوفية الفلسطينية مبتسماً في ساحة البيت الأبيض، أن أوسلو قد قفزت عنه بمجرد أن لامست يده يد رابين وتجاوزته إلى ما هو أكبر وأهم منه في المنطقة العربية ودول العالم، وأنها منذ تلك اللحظة لن تلبي رغباته ولن تحقق أحلامه في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وسيادة وإنجاز وطني يحسب له، ولن يدرك إلا في وقت متأخر جداً أن أوسلو ليست فرصة حقيقية للسلام الفلسطيني الإسرائيلي وأن لا شيء فيها من الحلول الوسطية المنصفة للطرفين، ولا تعدو إلا أن تكون فرضاً للقوة والهيمنة والإملاءات والشروط الإسرائيلية المجحفة على المنظمة والسلطة الوليدة.
وسيفهم أن شعارات إسرائيل في السلام والتعايش السلمي لم تكن إلا خديعة كبرى استلت من بين يديه الاعتراف بإسرائيل ومنحها الشرعية الدولية والقانونية ومهدت أمامها الطريق للوطن العربي، لكنه لن يستطيع حينها أن يصحح الخطأ ولا أن يوقف الهرولة العربية نحو إسرائيل، ولن يكون أمامه غير الصمود ورفض إنهاء مسرحية السلام الهزلية على الوجه الذي تريده إسرائيل وأميركا وترديد هتافه الخالد "ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، إعلانًا منه أنه انكفأ عن مسار التسوية وتصالح مع البندقية.
التوجه الإسرائيلي لأوسلو لم يكن قراراً عبثياً ولا عشوائياً بل صدر عن دراية وتخطيط ودراسة ضمن خطة محكمة وأهداف واضحة ونتائج مقررة سلفاً، بخطوات معلومة ومحسوبة بدقة لتحقيق مصالح جوهرية واستراتيجية لدولة الاحتلال بطريقة هادئة لا تسبب لها أي إحراج في المجتمع الدولي وتفتح أمامها أبواب الدول وقلوب الشعوب. المحامي الإسرائيلي يوئيل زينغر، أحد أهم مخططي الاتفاق، صرح بأن "إسرائيل حققت ثلاثة أمور استراتيجية من خلال اتفاق أوسلو، وهي: الاعتراف المُتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وفتح الباب على مصراعيه أمام دولة إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية، ووضع حجر الأساس لتوقيع اتفاق نهائي شامل وعادل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
الانعكاسات الأكثر خطورة وكارثية لاتفاق أوسلو على المشروع الوطني الفلسطيني تمثلت في انفتاح إسرائيل على الوطن العربي واندماجها مع معظم الأنظمة فيه سواء بشكل علني أو سري، وهذا ليس تقليلاً من آثار أوسلو على الداخل الفلسطيني، إذ إن كل الإجراءات الإسرائيلية المترتبة على أوسلو في فلسطين المحتلة من استيطان وتهويد القدس، وتقطيع أوصال الضفة، وتدمير الحياة في غزة، والسيطرة على الاقتصاد الفلسطيني، والتحكم في المستوى المعيشي للفلسطينيين، كان من الممكن أن تحدث بدون أوسلو وذلك بفعل السياسة الاحتلالية، لكن مقدرة الاحتلال الإسرائيلي على اختراق العواصم والمجتمعات العربية لا يمكن له أن يحدث بدون أوسلو، ومن الدلائل على ذلك أن اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والاعتراف العلني والسلام بينهما لم يغير من حالة العداء العربية الإسرائيلية ولم يفعل شيئاً أكثر من كسر الحاجز النفسي في قبول الأمر.
لقد قلبت أوسلو كل المعايير المنطقية وغيرت مجرى التاريخ في الشرق الأوسط، وحولت الصراع العربي الإسرائيلي من صراع وجود إلى تفاهمات ناعمة حول الحدود والموارد الطبيعة والمصالح المشتركة، وجعلت من القضية الفلسطينية شأناً خاصاً بالفلسطينيين والإسرائيليين بعدما كانت قضية عربية إسلامية مركزية مقدسة لا يمكن المساومة عليها، فتقزمت القضية وسُلخت من عمقها العربي والإسلامي، ومهدت لإسرائيل أن تكون جزءاً فاعلاً في المنطقة ليس في المجال السياسي فحسب بل والأمني والاقتصادي والتقني والعلمي والثقافي والرياضي وفي معظم مناحي الحياة، وبتنا نرى الوفود العربية في تل أبيب تحت عناوين شتى، من أهمها محاربة ما يسمى الإرهاب والتطرف والتعاون بل التحالف في صد الخطر الإيراني عن المنطقة، وصار استقبال الوفود الإسرائيلية في العواصم العربية مقبولاً دون حرج، بعدما كان المجتمع العربي يتقزز من ذكر إسرائيل ويعد ذكرها دون اقترانها بالعدو أو الاحتلال من خوارق المروءة ودليل على ضعف الانتماء للعروبة.
استطاعت إسرائيل من خلال اتفاقية أوسلو وما تبعها من اتفاقيات وتفاهمات مع عواصم عربية أخرى أن تبرز نفسها كقوة إقليمية وحليف للبلدان العربية وراع لمصالحها، وتمكنت من اختراق الأسواق العربية وإغراقها بالمنتجات والتكنولوجيا الإسرائيلية ومدها بالخبرات الأمنية التي تحتاجها الحكومات العربية في قمع شعوبها. يقول يوسي بيلين في المكاسب الإسرائيلية من أوسلو "إن التغيير المهم الذي حملته اتفاقات أوسلو، هو التنسيق في جميع الميادين، وعلى وجه الخصوص الأمنية منها. إن اتفاق أوسلو أدى إلى ازدهار اقتصادي غير مسبوق في إسرائيل، وحسن صورة الدولة العبرية في نادي الأسرة الدولية، وفتح أمامها مجالاً كبيراً لإقامة علاقات دبلوماسية مع دول كثيرة بما فيها دول عربية".
التهافت العربي نحو إسرائيل سهل عليها محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتجاوز اتفاقية أوسلو التي كانت جسر الوصول إلى العرب، ومكنها من التربع في الديار العربية مرتاحة مطمئنة دون أن تُقلق مسامعها بالحقوق الفلسطينية أو استحقاقات السلام المزعوم، وإن كانت أوسلو قد فتحت الباب أمام إسرائيل للولوج إلى المنطقة العربية، فإن العرب قد خلعوا الباب من جذوره وألقوا قرابين الود والحب طواعية ورغبة في رضا إسرائيل، وحذار أن يحطموا الجدار كله فنقف بعد حين من الزمن عاجزين عن التفريق بين ما هو عربي وما هو إسرائيلي.
بدون خطة مدروسة أو هدف واضح أو استعداد يرتقي لمستوى المهمة توجهت منظمة التحرير الفلسطينية إلى العاصمة النرويجية أوسلو للتفاوض مع الطرف الإسرائيلي، ولم تكن لدى مفاوضيها خبرة وممارسة في علوم التفاوض وينقصهم التمكن اللغوي والقانوني والحصيلة التاريخية التي تؤهلهم ليكونوا مفاوضين حذقاء وأذكياء، وليس لديهم الكثير من الخبرة السياسية التي يمكن من خلالها كسب جولات التفاوض وإحراز المكاسب، وكان ما يشغل المنظمة فقط هو الحصول على الاتفاق بأي ثمن كان، وتتطلع إليه بغض النظر عن الخسائر المتوقعة منه، وهذا متوقع حين يكون الباعث على التفاوض الخروج من الأزمات والتخلص من الضغط، فالمنظمة بعد حرب لبنان الأولى وجدت نفسها بعيدة عن فلسطين، مهملة ومهمشة في منافٍ متعددة بلا سلاح أو مكانة سياسية أو وزن ثوري وقد تخلت عنها الحكومات العربية وأدارت لها ظهرها وتركتها غارقة في الضائقة المالية والمشاكل التنظيمية، وعرضة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية تغتال قادتها وتدمر ما بقي من بنيتها.
ليس من الخيال افتراض أن التخلي العربي عن المنظمة وإهماله إياها والضغط عليها وحشرها في الزاوية تواجه شبح الفناء والموت التدريجي، كان يهدف إلى دفع المنظمة للتفكير في مسار التسوية والإقدام على التصالح مع إسرائيل، خصوصاً أن فكرة التسوية والسلام بدأت بالتسلل بشكل فعلي للعقل العربي منذ كامب ديفيد وتبلورت تدريجياً نتيجة للأحداث الإقليمية والدولية.
لم يدر في خلد الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يقف ببدلته العسكرية متوشحاً بالكوفية الفلسطينية مبتسماً في ساحة البيت الأبيض، أن أوسلو قد قفزت عنه بمجرد أن لامست يده يد رابين وتجاوزته إلى ما هو أكبر وأهم منه في المنطقة العربية ودول العالم، وأنها منذ تلك اللحظة لن تلبي رغباته ولن تحقق أحلامه في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وسيادة وإنجاز وطني يحسب له، ولن يدرك إلا في وقت متأخر جداً أن أوسلو ليست فرصة حقيقية للسلام الفلسطيني الإسرائيلي وأن لا شيء فيها من الحلول الوسطية المنصفة للطرفين، ولا تعدو إلا أن تكون فرضاً للقوة والهيمنة والإملاءات والشروط الإسرائيلية المجحفة على المنظمة والسلطة الوليدة.
وسيفهم أن شعارات إسرائيل في السلام والتعايش السلمي لم تكن إلا خديعة كبرى استلت من بين يديه الاعتراف بإسرائيل ومنحها الشرعية الدولية والقانونية ومهدت أمامها الطريق للوطن العربي، لكنه لن يستطيع حينها أن يصحح الخطأ ولا أن يوقف الهرولة العربية نحو إسرائيل، ولن يكون أمامه غير الصمود ورفض إنهاء مسرحية السلام الهزلية على الوجه الذي تريده إسرائيل وأميركا وترديد هتافه الخالد "ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، إعلانًا منه أنه انكفأ عن مسار التسوية وتصالح مع البندقية.
التوجه الإسرائيلي لأوسلو لم يكن قراراً عبثياً ولا عشوائياً بل صدر عن دراية وتخطيط ودراسة ضمن خطة محكمة وأهداف واضحة ونتائج مقررة سلفاً، بخطوات معلومة ومحسوبة بدقة لتحقيق مصالح جوهرية واستراتيجية لدولة الاحتلال بطريقة هادئة لا تسبب لها أي إحراج في المجتمع الدولي وتفتح أمامها أبواب الدول وقلوب الشعوب. المحامي الإسرائيلي يوئيل زينغر، أحد أهم مخططي الاتفاق، صرح بأن "إسرائيل حققت ثلاثة أمور استراتيجية من خلال اتفاق أوسلو، وهي: الاعتراف المُتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وفتح الباب على مصراعيه أمام دولة إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية، ووضع حجر الأساس لتوقيع اتفاق نهائي شامل وعادل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
الانعكاسات الأكثر خطورة وكارثية لاتفاق أوسلو على المشروع الوطني الفلسطيني تمثلت في انفتاح إسرائيل على الوطن العربي واندماجها مع معظم الأنظمة فيه سواء بشكل علني أو سري، وهذا ليس تقليلاً من آثار أوسلو على الداخل الفلسطيني، إذ إن كل الإجراءات الإسرائيلية المترتبة على أوسلو في فلسطين المحتلة من استيطان وتهويد القدس، وتقطيع أوصال الضفة، وتدمير الحياة في غزة، والسيطرة على الاقتصاد الفلسطيني، والتحكم في المستوى المعيشي للفلسطينيين، كان من الممكن أن تحدث بدون أوسلو وذلك بفعل السياسة الاحتلالية، لكن مقدرة الاحتلال الإسرائيلي على اختراق العواصم والمجتمعات العربية لا يمكن له أن يحدث بدون أوسلو، ومن الدلائل على ذلك أن اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والاعتراف العلني والسلام بينهما لم يغير من حالة العداء العربية الإسرائيلية ولم يفعل شيئاً أكثر من كسر الحاجز النفسي في قبول الأمر.
لقد قلبت أوسلو كل المعايير المنطقية وغيرت مجرى التاريخ في الشرق الأوسط، وحولت الصراع العربي الإسرائيلي من صراع وجود إلى تفاهمات ناعمة حول الحدود والموارد الطبيعة والمصالح المشتركة، وجعلت من القضية الفلسطينية شأناً خاصاً بالفلسطينيين والإسرائيليين بعدما كانت قضية عربية إسلامية مركزية مقدسة لا يمكن المساومة عليها، فتقزمت القضية وسُلخت من عمقها العربي والإسلامي، ومهدت لإسرائيل أن تكون جزءاً فاعلاً في المنطقة ليس في المجال السياسي فحسب بل والأمني والاقتصادي والتقني والعلمي والثقافي والرياضي وفي معظم مناحي الحياة، وبتنا نرى الوفود العربية في تل أبيب تحت عناوين شتى، من أهمها محاربة ما يسمى الإرهاب والتطرف والتعاون بل التحالف في صد الخطر الإيراني عن المنطقة، وصار استقبال الوفود الإسرائيلية في العواصم العربية مقبولاً دون حرج، بعدما كان المجتمع العربي يتقزز من ذكر إسرائيل ويعد ذكرها دون اقترانها بالعدو أو الاحتلال من خوارق المروءة ودليل على ضعف الانتماء للعروبة.
استطاعت إسرائيل من خلال اتفاقية أوسلو وما تبعها من اتفاقيات وتفاهمات مع عواصم عربية أخرى أن تبرز نفسها كقوة إقليمية وحليف للبلدان العربية وراع لمصالحها، وتمكنت من اختراق الأسواق العربية وإغراقها بالمنتجات والتكنولوجيا الإسرائيلية ومدها بالخبرات الأمنية التي تحتاجها الحكومات العربية في قمع شعوبها. يقول يوسي بيلين في المكاسب الإسرائيلية من أوسلو "إن التغيير المهم الذي حملته اتفاقات أوسلو، هو التنسيق في جميع الميادين، وعلى وجه الخصوص الأمنية منها. إن اتفاق أوسلو أدى إلى ازدهار اقتصادي غير مسبوق في إسرائيل، وحسن صورة الدولة العبرية في نادي الأسرة الدولية، وفتح أمامها مجالاً كبيراً لإقامة علاقات دبلوماسية مع دول كثيرة بما فيها دول عربية".
التهافت العربي نحو إسرائيل سهل عليها محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتجاوز اتفاقية أوسلو التي كانت جسر الوصول إلى العرب، ومكنها من التربع في الديار العربية مرتاحة مطمئنة دون أن تُقلق مسامعها بالحقوق الفلسطينية أو استحقاقات السلام المزعوم، وإن كانت أوسلو قد فتحت الباب أمام إسرائيل للولوج إلى المنطقة العربية، فإن العرب قد خلعوا الباب من جذوره وألقوا قرابين الود والحب طواعية ورغبة في رضا إسرائيل، وحذار أن يحطموا الجدار كله فنقف بعد حين من الزمن عاجزين عن التفريق بين ما هو عربي وما هو إسرائيلي.