أوسلو... قليل له وكثير عليه

أوسلو... قليل له وكثير عليه

30 سبتمبر 2017
أوسلو أنشأ سلطة ولم ينه الاحتلال (Getty)
+ الخط -
على مدى الأعوام الـ 24 الماضية، شكل اتفاق أوسلو محور الحديث الفلسطيني بعدما تم توقيعه في 13 سبتمر/أيلول من عام 1993 في حديقة البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي في حينها بيل كلينتون. الاتفاق شكل نقطة مفصلية في مسار القضية الفلسطينة، إذ بات ما بعدها مختلفاً بشكل جذري عن ما قبلها، ومهدت لكثير من الأحداث التي يعيش الفلسطينون اليوم تداعياتها، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.

غير أن الأثر الأبرز للاتفاق كان على صعيد الانقسام الذي أحدثه في المجتمع، والذي لا يزال قائماً حتى اليوم، وامتد لاحقاً إلى المستوى السياسي وأفرز الانقسام القائم حالياً بين حركتي "فتح" و"حماس"، والذي كان جوهره الاختلاف على الخيارات السياسية، بين تمسّك "فتح" بأوسلو وإفرازاته، ومنها الاعتراف بإسرائيل وسلطتها على بعض مناطق الضفة، ووضع خيار "العملية السلمية" كخيار متقدم على غيره، وبين رفض الحركة الإسلامية لعملية التسوية السياسية والتمسك بعدم الاعتراف بإسرائيل والاتفاقات معها، والإصرار على اعتبار المقاومة المسلحة طريقاً إلى التحرير. وبين الطرفين، هناك أصوات أخرى انتهجت طريقاً ثالثاً للتعاطي مع الاتفاق وتبعاته، والنظر إلى بعضها كمنجزات إيجابية، ومكافحة التداعيات السلبية له.

لكل طرف من هؤلاء مرافعاته في ما يخص النظر إلى اتفاق أوسلو، والمقدمات التي دفعت منظمة التحرير إلى اللجوء إليه، والمسار الذي تلاه، والنظر إليه باعتباره التحول الأساسي في مسار القضية. في هذا العدد من ملحق فلسطين، الذي يصدر لمناسبة مرور 24 عاماً على اتفاق أوسلو، نعرض لهذه المرافعات والرؤى، والتي رغم اختلافها حول الاتفاق وتفاصيله اللاحقة وما أفرزه، إلا أنها تتفق على أن القيادة الفلسطينية عاشت "وهم السلام" على مدى العقدين ونصف العقد الماضيين، وأن المضي في التعويل على هذا الخيار هو تضييع لمزيد من الوقت، وخصوصاً أن كل ما يمكن أن يصطلح عليه أنه "إنجازات للاتفاق" تبدد، وبدل أن تكون السلطة هي كيان مصغر لدولة فلسطينية، أصبحت سلطة بلدية تابعة أمنياً للاحتلال الذي تخفف من حمل الفلسطينيين المحتلين لحساب منظمة التحرير، من دون أن يكون هناك تحرير حقيقي.