أوسلو تستجيب للأطلسي وترسل جنودها إلى ليتوانيا

أوسلو تستجيب للأطلسي وترسل جنودها إلى ليتوانيا

30 اغسطس 2014
تباينات داخل الأطلسي حول طرق مواجهة روسيا (دورسون ايدمير/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تتصاعد لهجة حلف "شمال الأطلسي" في المحيط الروسي بعد الكشف عن إرسال جنود روس إلى شرق أوكرانيا. ولا يبدو أنّ اللهجة وحدها هي "الساخنة" فيما بات يطلق عليه بعض المعلّقين "شبح الحرب الباردة"؛ فالنرويج، وحسب وزيرة دفاعها، إينا أريكسن، استجابت لطلب "الأطلسي" بـ "دعم الدول الحليفة المحيطة بروسيا" عبر إرسال 200 جندي وعدد من الدبابات إلى الدولة الجارة لروسيا في بحر البلطيق، ليتوانيا.

ووفقاً لما صدر عن الوزيرة لوسائل الإعلام النرويجية، فإن هؤلاء الجنود وتلك الدبابات لن يكونوا فقط لتأمين ليتوانيا، وإنما أيضاً من أجل "المشاركة في مناورات عسكرية واستجابة لطلب (الأطلسي) بتعزيز التواجد في دول البلطيق".

وعلى الرغم من أنّ النرويج ترسل دباباتها وجنودها إلى البلطيق على اعتبار ذلك جزءاً من المناورات، غير أنّ الإبقاء عليها هناك "يحمل رسالة واضحة لروسيا بألا تخطئ الحسابات"، بحسب أريكسن.

وبغرض طمأنة الرأي العام، قالت وزيرة الدفاع إنّ "هذه المناورات والتدريبات التي لم يطلق عليها تسمية بعد ستستمر حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وهي تعزيز وتهدئة لحلفائنا الذين طالبوا برفع وتيرة النشاط في المنطقة".

وتشير المصادر العسكرية النرويجية إلى أنّ الجنود ودباباتهم ليسوا من "المبتدئين" بل من "النخبة العسكرية"، التي تملك خبرة قتالية، وشاركت في حرب أفغانستان؛ فهم من كتيبة (تيليمارك) الميكانيكية الثالثة، الخبيرة في الانتشار والقتال خارج الحدود خلال السنوات العشر الماضية.

وفي نفس السياق، أجرى موقع "أخبار النرويج" استطلاعاً عن صحة خطوة إرسال الجنود والدبابات إلى ليتوانيا، فتبين أنّ أكثر من 74 في المئة يوافقون، بينما يعارض 21 في المائة من أصل 4600 مستطلع، الأمر الذي يؤكد على ما خلص إليه المراقبون أن المسألة تتعلق برسائل قوة لروسيا بعد "الكثير من الضخ الإعلامي المرافق".

وتعتقد النرويج أن اجتماع وزراء دفاع "الأطلسي" المقبل في ويلز، في الرابع والخامس من سبتمبر/ أيلول، سوف يرسل المزيد من "الإشارات" تتعلق بزيادة الانتشار حول روسيا؛ فالنرويج وغيرها تعمل في بحر البلطيق الآن عبر سفن وطائرات مراقبة.

انقسام مواقف "الأطلسي"
يعترف بعض المراقبين بالصعوبات التي تواجه دول "الأطلسي" إثر بروز انقسام في المواقف حول المضي في سياسات الضغط على روسيا ووسائله.  وحسب "المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية"، يواجه أعضاء "الأطلسي" مشكلة في "عدم جرّ روسيا إلى صدام عسكري حقيقي في أوكرانيا، ويخشى المحللون والموظفون في بعض الدول الأعضاء في (الأطلسي) مشاركة مباشرة لحلفهم في أوكرانيا".

ويعتبر أعضاء حلف "الأطلسي" الاجتماع المقبل في ويلز هاماً "لجهة لجم التحركات الروسية". وتقول الخبيرة في شؤون "الأطلسي" يانا ماتلاري، في تصريحات لوكالة أنباء النرويج، إن "روسيا من اختار التحول من شريك إلى معاد، وهذا أمر يتطلب ديبلوماسية ضاغطة وتهديدات واضحة لإعادة التعاون على الحلول، لا أن ترسل تهديدات للي ذراع الغرب في دول البلطيق".

ويقترح البعض عقوبات أشدّ على روسيا مع ممارسات استعراض قوة في البلطيق وبولندا، التي تقف في معسكر الولايات المتحدة الأميركية ودول البلطيق وبريطانيا المطالب بمواقف مواجهة لروسيا.

في المقابل، يقف المعسكر الألماني والفرنسي والإسباني والإيطالي مطالبين بـ "مواجهة اقتصادية" لروسيا دون استعراض قوة، وتهدئة روسيا وطمأنتها بأن أوكرانيا لن تصبح عضوا في حلف "الأطلسي". وحسب الخبيرة ماتلاري، فإن "كل ما تريده روسيا في مسألة توسع (الأطلسي) حصولها على حق النقد (الفيتو). وأخشى أن ألمانيا ستعطيها هذا الحق"، غير أن آخرين يرون أن اجتماع قمة "الأطلسي"، "فرصة لإيجاد حلول ما"، وخصوصاً بمشاركة أكثر من 60 دولة كضيوف على مستوى وزاري.

المساهمون