أوروبا وجهة الاستثمارات العقارية الخليجية

أوروبا وجهة الاستثمارات العقارية الخليجية

15 يونيو 2015
السوق البريطانية من الأكثر جذباً للشركات الخليجية (فرانس برس)
+ الخط -
تعد السوق الأوروبية واحدة من أكثر الأسواق التي تشهد نشاطاً عقارياً من قبل الشركات العربية والخليجية، انطلاقاً من التسهيلات العالية التي تمنحها السلطات في الدول لرجال الأعمال، والإقبال الكبير من العملاء على زيارة القارة العجوز على مدار العام، وشرائهم واستئجارهم للوحدات السكنية فيها.

وأشار الرئيس التنفيذي في مجموعة الشبكة العربية العقارية، عمرو علي، إلى أن الدول الأوروبية استفادت في السنوات الخمس الأخيرة من الإقبال الكبير على زيارتها من قبل المواطنين العرب خصوصاً الخليجيين منهم، ما ساهم في تنفيذ العديد من المشاريع بين الشركات العقارية الخليجية وتلك المحلية. ولفت إلى أن أغلب المشاريع تتوزع على السوق البريطانية في قطاع التأجير وبيع الوحدات السكنية، وتركيا بشقها الأوروبي والبوسنة وإسبانيا التي باتت تمنح المستثمرين حق الإقامة فيها بشكل دائم في حال استثمارهم في القطاع العقاري في المدن الإسبانية مقابل نحو 10 ملايين دولار تقريباً، في حين تمنح العميل الإقامة في حال شراء شقة مقابل 100 ألف دولار.

اقرأ أيضا: العقار سيد الاستثمارات الخليجية في 2015


وقال علي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن الاستثمار العقاري في القارة العجوز يساهم في تحقيق إيرادات ضخمة بالنسبة لجميع الشركات، منوهاً بأن عدد الشركات التي تقدّم مشاريعها في البلدان يصل إلى نحو 130 شركة موزعة على الكويت والسعودية وقطر والإمارات والبحرين، ومبيناً أن السبب في ذلك يعود إلى السيولة العالية التي يملكها رجال الأعمال وبحثهم عن الفرص لتوظيف أموالهم في مشاريع مربحة وبعيدة عن المخاطر، حيث تتراوح عوائد المشاريع السكنية في الدول الأوروبية بين 10 و22% سنوياً، وهي من أعلى النسب على المستوى العالمي تقريباً.

ومن ناحيته، أشار الخبير العقاري حسين حاجي إلى أن الشركات العقارية تبحث بشكل دائم عن الفرص المجزية حول العالم، وهو ما توفره السوق الأوروبية. وبيّن أن عدد عمليات التأجير التي تقوم بها الشركات العقارية الخليجية في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا والتي تعد الوجهات الأكثر إقبالاً من العملاء في المنطقة يصل إلى نحو 100 ألف عملية، تراوح قيمة إيجار الوحدة السكنية فيها لمدة 3 أشهر بين 10 آلاف و25 ألف دولار شهرياً، ومنوهاً إلى أن عوائد الشركات العقارية السنوية منها تصل إلى نحو 15%.

اقرأ أيضا: عشرة مليارات دولار مبيعات شركات الخليج العقارية في تركيا

ومن ناحيته، أوضح الرئيس التنفيذي في شركة الديار المتحدة، علي الفرارجي، أن السلطات في البوسنة تمنح المستثمرين العديد من المحفزات للقيام بإنشاء المشاريع في العاصمة سراييفو وفي غيرها من المناطق، كما تمنحهم إعفاءات ضريبية لفترة تمتد إلى 3 سنوات من بدء تشغيل المشاريع، مبيناً أن الشركات العقارية تلجأ إلى السوق البوسنية من أجل تحقيق الإيرادات الضخمة. نوه بأن العوائد تتراوح بين 15 و32% سنوياً، وهو ما يشجع الشركات على تنفيذ المشاريع فيها.


وأفاد الفرارجي بأن إيجار الوحدة السكنية في منتجعات البوسنة يتراوح بين 2500 دولار و7 آلاف دولار شهرياً، لافتاً إلى أن الشركات العقارية توفر للعملاء إمكانية شراء منزل في العاصمة البوسنية لقاء مبلغ يصل إلى 80 ألف دولار تقريباً، وأن الشركات التي تستثمر في السوق البوسنية تصل إلى 5 شركات توفر سنوياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية، وتبني نحو 5 منتجعات سياحية تتراوح مساحاتها بين 25 ألف و150 ألف متر مربع.

وتستفيد الشركات العقارية الخليجية أيضاً من العدد الكبير من الطلبة الذين يتابعون دراستهم في بريطانيا، فتعمد إلى توقيع الاتفاقيات مع الشركات البريطانية لتسويق وإنشاء المشاريع في المدن البريطانية لقاء دفع من 35 إلى 5 % من قيمة المشروع، والحصول على 40% من الأرباح بشكل سنوي. وفي هذا الإطار، أوضح عضو مجلس إدارة شركة المزايا في قطر للتطوير العقاري إبراهيم الصقعبي أن بريطانيا تعد من أعلى الأسواق ربحية بالنسبة للشركات العقارية التي تعمل فيها، في ظل العدد الكبير من العرب الذين يدرسون في الجامعات البريطانية، ما يساهم في تحقيق مبيعات عالية على مدار العام.

وقال الصقعبي إن الاستثمار في السكن الطلابي يشهد نشاطاً كبيراً في العاصمة لندن وفي مدن مانشستر وليدز وليفربول التي تشهد تركز أكبر عدد من الطلبة الكويتيين والقطريين والسعوديين، لافتاً إلى أن عدد الشركات العربية التي تعمل في السوق البريطانية يصل إلى 80 شركة تقريباً، وتحقق عوائد تتراوح بين 7 و10% سنوياً، ومقدراً أن مبيعات العقارات البريطانية تؤمن 5 إلى 7% من المبيعات السنوية للشركات العقارية.

ونوه بأن المعارض العقارية التي تستضيفها المنطقة تؤدي إلى تحقيق مبيعات في بريطانيا تصل إلى مليار دولار سنوياً.

وتابع الصقعبي أن الشركات العقارية تحقق أيضاً مبيعات عالية في العقارات البريطانية في ظل حرص العائلات على شراء وحدات سكنية هناك.

اقرأ أيضا: السكن الطلابي في لندن: فرص استثمارية خليجية

إسبانيا: جاذبية الأرباح
قال الرئيس التنفيذي في شركة "إتش إم جي" العقارية رائد برجاس، أن إسبانيا تمنح تسهيلات كبيرة للمستثمرين العرب في القطاع العقاري في البلاد، ومن بينها منحهم حق الإقامة الدائمة في الدولة، مبيناً أن الشركات العقارية الخليجية تعمد إلى بيع نحو 20 ألف شقة في العاصمة مدريد وفي برشلونة وغيرها من المناطق، وكاشفاً أن أرباح الشركات العقارية العاملة في السوق الإسبانية تتراوح بين 3 و10 ملايين دولار سنوياً. 

المساهمون