أوروبا خائفة من الإرهاب: إقفال مطار لندني وقلق فرنسي

08 سبتمبر 2014   |  آخر تحديث: 20:57 (توقيت القدس)
تخشى فرنسا عملاً إرهابياً (آلان جوكارد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تعيش أوروبا على وقع الخوف من حصول أعمال إرهابية، في ظل وجود عدد من المواطنين  الأوروبيين في سورية والعراق للقتال مع المجموعات الإرهابية، وسط تخوّف من عودتهم إلى بلادهم وتنفيذ عمليات إرهابية.

وظهر هذا الخوف واضحاً في إنجلترا وفرنسا، مع إعلان إخلاء مطار بريطاني بعد الاشتباه بطرد مشبوه، فيما كانت السلطات الفرنسية تسارع إلى طمأنة مواطنيها بنفي الأنباء المتواردة عن إمكان حصول عمليات إرهابية على أراضيها.

فقد أخلت السلطات الأمنية في مطار لوتون البريطاني، بعد ظهر اليوم الإثنين، صالة المسافرين الرئيسية بعد الاشتباه بطرد وُجد في منطقة تفتيش المسافرين.

وقالت إحدى المتحدثات باسم المطار الذي يقع على بُعد 56 كيلومتراً شمالي العاصمة البريطانية إن "سلطات المطار اتخذت بالتعاون مع أجهزة الأمن والشرطة قرار إخلاء صالة المسافرين حفاظاً على سلامة وأمن المسافرين والعاملين". وأعلنت سلطات المطار أنه تم إلغاء جميع الرحلات القادمة، كما أغلقت الطرقات المؤدية إلى المطار.

يُذكر أن مطار لوتون الدولي يقع في مدينة لوتون بمقاطعة بيدفوردشير شرقي لندن، ويُعتبر في المرتبة الرابعة بين خمسة مطارات دولية تخدم منطقة لندن، ويستخدمه نحو عشرة ملايين راكب سنوياً.

أما في فرنسا، فقد تعددت الروايات في الساعات الماضية عن خطر حصول تفجيرات أو أعمال إرهابية في البلاد في ضوء معلومات نقلها الصحافي الفرنسي نيكولا هينان الذي كان مختطفاً في سورية.

وبحسب هينان الذي أُطلق سراحه مع ثلاثة صحافيين فرنسيين آخرين في أبريل/نيسان الماضي، فإن مهدي نموش الفرنسي الذي قتل أربعة يهود في متحف يهودي في بلجيكا، كان من بين المجموعة التي خطفته مع رفاقه الثلاثة في سورية. ونقل هينان عن نموش الذي اعتُقل في فرنسا وسُلم إلى بلجيكا، أنه كان يعد لعملية إرهابية كبيرة في 14 يوليو/تموز الماضي خلال احتفالات اليوم الوطني الفرنسي.

وقد أثارت هذه التصريحات التي نقلتها الصحف الفرنسية مخاوف من عمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية خصوصاً، وفي دول أوروبية أخرى عموماً. ولكن النيابة العامة الفرنسية ووزارة الداخلية نفتا علمهما بمخطط لتنفيذ هذه العملية الإرهابية.

وأوضحت النيابة العامة في باريس في بيان أن كل التحقيقات التي أُجريت في إطار قضائي، منذ اختطاف الرهائن الفرنسيين الأربعة وكل المعلومات المتوافرة لديها، لا تشير أبداً إلى وجود مخطط لتنفيذ عمل إرهابي على الأراضي الفرنسية وتحديداً في ذكرى اليوم الوطني في 14 يوليو/تموز.

هذا النفي جاء أيضاً على لسان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي قال إن "لا علم للأجهزة الأمنية التابعة له بوجود مخطط من هذا النوع". ودعا الجميع إلى "تحمل مسؤولياته في السياق الراهن من خطر أعمال إرهابية". واتهم صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، التي نشرت معلومات عن مخططات نموش، "بنشر معلومات خاطئة".

ولكن صحيفة "ليبراسيون" تمسّكت بصحة المعلومات التي لديها، وأكدت أن الصحافي هينان الذي يعمل في مجلة "لوبوان" كشف أمام المحققين في أجهزة الاستخبارات الفرنسية بعد عودته من سورية، عن كلام ردّده نموش أمامه وأمام زملائه الصحافيين الثلاثة حين كانوا محتجزين في مستشفى مهجور في حلب. حينها قال نموش إنه "يُحضّر لعملية توازي خمس مرات حجم العملية التي نفذها محمد مراح". ومراح هو الفرنسي من أصل جزائري المتهم بقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين ومهاجمة مدرسة يهودية في مدينة تولوز موقعاً أربعة قتلى.

وذكرت "ليبراسيون" أن "التقرير بقي بين أيدي أجهزة الاستخبارات ولم يُضَف إلى الملف القضائي لنموش لأنه كان من المفترض أن يبقى الأمر سراً".

ووسط هذا الهلع والمخاوف من أعمال إرهابية، أعلن القاضي السابق المتخصص في قضايا الإرهاب جان لوي بريغيير أن خطر الإرهاب فرضية محتملة وليست ظاهرة جديدة.

كما اعتبر مسؤول مكافحة الإرهاب في مديرية مراقبة الأراضي الفرنسية بين الأعوام 1998 و2004 لوي كابريولي أن ظاهرة الجهاديين "ظاهرة جماعية تتخذ حجماً متزايداً". وقال إن المديرية العامة للأمن الداخلي مع متعاونيها الـ3300 تقوم بـ"عمل ممتاز لكنها تعاني من نقص في عددها، وتعزيزها المزمع بـ300 إلى 400 عنصر لا يشكل رداً بمستوى التحدي".

وكانت دول أوروبية عدة، منها فرنسا وبريطانيا قد حذرت في الأيام الماضية من خطر عمليات إرهابية، بعدما أشارت تقارير متعددة إلى وجود أكثر من 12 ألف جهادي أجنبي في سورية والعراق.