أوجلان يكرّس مرحلة السلام في عيد النوروز

أوجلان يكرّس مرحلة السلام في عيد النوروز

22 مارس 2015
من احتفالات عيد النوروز أمس (ايلياس أكينغين/فرانس برس)
+ الخط -
كما كان متوقعاً بعد فترة طويلة من التحضيرات ومن اللقاءات المتعددة، دعا الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، أمس السبت، حزبه إلى رمي السلاح في تركيا. وجاءت دعوته في احتفال عيد النوروز، الذي نظّمه حزب "الشعوب الديمقراطي"، الجناح السياسي لـ"العمال"، في ديار بكر، رغم الأمطار الغزيرة والأجواء الباردة في المدينة.

وكانت هيئة "عملية السلام" تسلّمت رسالة أوجلان قبل أكثر من أسبوع، وألقت نص الرسالة، أمس السبت، النائبة عن "الشعوب الديمقراطي" برفين بولدان، باللغة الكردية، وعضو "الشعوب الديمقراطي" وعضو الهيئة التابعة للحزب المختصة بعملية السلام، النائب عن إسطنبول سري ثريا أوندر، باللغة التركية، رغم المطالبات بأن يكون الخطاب منقولاً عبر قنوات التلفزة أو الإذاعات.

ولم يشهد خطاب أوجلان أي خروقات كبيرة، مثل تحديد يوم لعقد المؤتمر الاستثنائي لـ"العمال" أو الدعوة إلى تعزيز العلاقات مع إقليم كردستان العراق، بل اكتفى بالتأكيد على دعوة حزبه إلى إعلان وقف النضال المسلح ضد الحكومة التركية، والدخول في مرحلة جديدة من النضال الديمقراطي.

وشدد أوجلان على البنود العشرة للتفاوض، التي كان قد دعا إليها في البيان الذي ألقاه ثريا أوندر باسمه، في شباط/ فبراير الماضي، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عُقد مع الحكومة التركية في مكتب رئاسة الوزراء، في قصر دولمة بهجة في إسطنبول.

وكرّر أوجلان دعوته إلى "مواطنة متساوية تحت سقف دستور جديد، يضمن الحريات الدينية والقومية ضمن حدود الجمهورية التركية الجديدة"، داعياً في الوقت عينه إلى "إنهاء مئتي عام من الواقع الذي فرضته الإمبريالية الرأسمالية، عبر إنشاء الدول القومية المبنية على أساس العامل القومي والديني".

وكان الخطاب يسارياً أكثر منه خطاباً قومياً، في تماشٍ مع حملة "الشعوب الديمقراطي" للانتخابات التشريعية في يونيو/ حزيران المقبل. وحمّل أوجلان "السياسات الاستبدادية للرأسمالية والإمبريالية، التي عملت على نشر سياسات النيوليبرالية، مسؤولية الأزمة السياسية الحالية في المنطقة".

وأضاف: "تحوّلت النيوليبرالية إلى وسيلة مدمّرة للغاية للتنوع العرقي والديني والثقافي لشعوب المنطقة، واستهلكتهم في حروب وحشية، تستدعي تدخلاً عاجلاً نابعاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والسياسية"، في تبرير لانخراط "العمال" بشكل مباشر، أو عبر جناحه السوري، حزب "الاتحاد الديمقراطي"، في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، الذي وصفه أوجلان بأنه "آخر نتائج الاستبداد الإمبريالي".

اقرأ أيضاً: أوجلان.. السلام في المرحلة المقبلة

وحيا أوجلان الانتصار الذي حققته قوات "حماية الشعب" التابعة لـ"الاتحاد الديمقراطي"، في مدينة عين العرب السورية، على الحدود مع تركيا، معتبراً إياه "رمزاً تاريخياً لحقبة جديدة". ولم يُشر إلى دور الحكومة التركية والتحالف الذي تقوده الإدارة الأميركية في هذا الانتصار.

وحضر الاحتفال الآلاف من أنصار "العمال". وعلى الرغم من دعوات بعض المثقفين الأتراك الحزب لرفع أعلام الجمهورية التركية، إلا أن الرايات اقتصرت على تلك التابعة لـ"العمال"، وعدد قليل من رايات إقليم كردستان، إضافة إلى صور أوجلان وصور قتلى الحزب في كل من سورية والعراق.

في موازاة خطاب أوجلان، تمّت الموافقة على السكرتارية التي كان يُطالب بها من أجل إدارة عملية المفاوضات، إذ نُقل أربعة من سجناء "العمال"، الذين كانوا مع أوجلان منذ العام 2009، وتم إحضار أربعة آخرين من سجون عدة إلى سجن إمرالي، وجميع السجناء الجدد هم من القيادات الكبيرة في الحزب، التي تقضي أحكاماً بالسجن المؤبد.

وأمام السكرتارية مهمة واحدة، وهي متابعة عملية التفاوض مع لجنة المتابعة، التي تضاربت الأنباء حول عدد أعضائها ومرجعياتها. وعلى الرغم من أن الحكومة التركية كانت قد توافقت مع الهيئة التابعة لـ"الشعوب الديمقراطي" على إقامة لجنة متابعة عملية التفاوض، إلا أن رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، أعرب عن عدم رضاه على الفكرة، لكن نائب رئيس الوزراء، وأحد مؤسسي حزب "العدالة والتنمية"، بولنت أرينج، اعتبر تصريحات أردوغان "عاطفية وتعبّر عن آراء شخصية، لأن مسؤولية اتخاذ القرار عائدة للحكومة". ودعا أرينج إلى "التركيز على التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، أو نائبه يالجين أكدوغان، اللذين يديران عملية السلام".

اقرأ أيضاً: السلام الكردي في بازار الانتخابات التركية

المساهمون