أوتو مولر.. حداثة ما بعد الحرب

أوتو مولر.. حداثة ما بعد الحرب

23 نوفمبر 2018
(من المعرض)
+ الخط -
"الرسام، المرشد، الساحر: أوتو مولر وشبكته في فروتسواف" عنوان المعرض الذي افتتح في الثاني عشر من الشهر الماضي في "متحف الفن المعاصر" في برلين، ويتواصل حتى الثالث من آذار/ مارس المقبل في استعادة لأعمال الفنان الألماني البولندي (1874 – 1930).

يسلّط المعرض الضوء على حياة الفنان الذي بدأ مشواره متأثراً بالإنطباعية، والرمزية، ومدرسة الفن الجديد التي صعدت منذ نهاية القرن التاسع عشر، وعندما انتقل من بلدته لوبافكا التي تقع اليوم داخل الحدود البولندية إلى برلين عام 1908 أصبح جزءاً من حركة تضمّ مجموعة من الفنانين التعبيريين قبل أن يغادرها عام 1913 إثر خلافات مع بعض أعضائها.

في تلك الفترة تعرّف على النحّات ولهلم ليمبروك والشاعر راينر ماريا ريلكه والرسام إريك هيكل وجمعتهم لقاءات دورية، وحين اندلعت الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) حارب كجندي في صفوف الجيش الألماني في فرنسا وروسيا، والتي تركت تحوّلاتها الكبيرة في حياته الفنية.

بعد انتهاء الحرب، عمل مولر مدرّساً في "في أكاديمية الدولة للفنون والحرف" في مدينة فروتسواف البولندية (كانت جزءاً من الدولة الألمانية حتى عام 1945)، وكانت تعدّ واحدة من أكثر المدارس تقدمية في الفن في أوروبا.

في هذه الأكاديمية، تعايشت حركات فنية مختلفة، حيث مثّل الفنان الفرنسي هنري ماتيس والألماني أوسكار مول المدرسة الوحشية، والفنانان ألكسندر كانولدت وكارلو مينس ما بعد التعبيرية، وكان أوسكار شليمر وجورج موتشيه ويوهانس مولزهان ممثيلين عن مدرس الباوهاوس، بينما كان مولر أحد أبرز رموز المدرسة التعبيرية آنذاك.

يركّز المعرض على تلك المرحلة التي شهدت تجربة مولر ذروتها نتيحة تأثره وتأثيره بزملائه في الأكاديمية، كما تظهر لوحاته وبياناته المكتوبة اندفاعه نحو التغيير وتوقه إلى الحرية في لحظة سيطر فيه هذا الاتجاه على الثقافة والفن في ألمانيا قبل صعود النازية أواخر العشرينيات.

إلى جانب خصوصيته كرسام، يسعى المنظّمون إلى الإضاءة على مكانته كمعلم ومرشد لطلابه في تلك المرحلة نظراً للكاريزما التي كان يتمتع بها، لذلك تأثر به العديد من تلاميذه مثل ألكسندر كامارو وهورست ستريمبيل وأحبوا التزامه الكامل للفن، وبدا في الوقت نفسه ساحراً بسبب النزعة الرومانسية التي طغت على شخصيته وفنه في آن.

يقدّم المعرض صورة واضحة عن الحداثة ما بعد الحرب العالمية الأولى من خلال فنان ألماني بولندي شكّل أهم تفاعل بين الثقافتين، حيث تمّت دراسة وتقديم أعمال الفنانين التي عكست هذه التفاعل والتبادل في التأثير، ومنهم يانكيل أدلر ومارغريت كوبيسكا وويلي شميت وهاينريش تشيلر.

المساهمون