أوبك هل انتهت؟

أوبك هل انتهت؟

23 أكتوبر 2015
من اجتماع سابق لمنظمة أوبك (فرانس برس)
+ الخط -
قبل أيام، احتفلت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بمرور 55 عاماً على تأسيسها.
وجاء الاحتفال في وقت تمر فيه المنظمة الدولية بوقت حرج ومنعطف خطير دفع البعض إلي طرح سؤال حول مدى استمراريتها.

وحسب تقديرات دولية، فإن الدول الأعضاء في المنظمة خسرت أكثر من 500 مليار دولار من إيراداتها، بسبب تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية، منذ شهر يونيو/حزيران 2014 وحتى الآن، بل إن هناك دولاً اقتربت من حالة الإفلاس، أو على الأقل تعاني من أزمات اقتصادية عنيفة، بسبب تراجع إيراداتها من النفط.

خذ مثلاً فنزويلا والعراق وليبيا والجزائر وإيران ونيجيريا. كما تعاني موازنات دول خليجية كبرى من عجز حاد، على خلفية فقدان أسعار النفط نحو 60% من قيمتها على مدي الـ 16 شهراً الأخيرة.

ولن أتحدث هنا عن حالات دول من خارج أوبك، مثل روسيا وشركات النفط الصخري الأميركية التى افلس العديد منها وخرج من السوق.

وفي الوقت الذي تشهد فيه أسواق النفط هذه الأيام واحدة من أعنف الأزمات، حيث إن هناك فائضاً كبيراً في معروض النفط، وهبوطاً مستمراً للأسعار، وفقدان الأمل في تحسن الأسعار في المستقبل القريب، فإن الأنظار تلقي باللوم على منظمة أوبك في عدم القيام بدورها الأساسي، وهو تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء وتوحيدها، حتى تضمن استقرار الأسعار وحماية مصالح الدول المنتجة للنفط.

بل إن البعض بات يتساءل: هل انتهى دور أوبك؟ وهل باتت السياسة والمؤامرات هما من يسيطران عليها ويتحكمان في قراراتها؟ ويستند هؤلاء إلى وقائع كثيرة شهدتها المنظمة خلال الفترة الماضية منها مثلاً مواقفها من روسيا عقب فرض العقوبات الغربية عليها على خلفية أزمة أوكرانيا.

هناك إشارات متناقضة تجاه أوبك، الأولى ترى أن المنظمة انتهى دورها أو كاد، ويستند هذا الرأي إلى أسباب موضوعية، من أبرزها فشلها في التعامل مع واحدة من أخطر الأزمات التي تمر بها، وهي أزمة تهاوى أسعار النفط، وفشلها في التوصل إلى حل للأزمة خلال الاجتماع الفني الذي عقد أول من أمس في فيينا وشارك فيه خبراء من داخل أوبك وخارجها

وربما عبر عن هذا الرأي إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية، أكبر منتج للنفط في العالم، أمس، حينما قال إن أوبك فقدت تماماً دورها كمنظم لسوق الخام.

وفي المقابل، يرى البعض أن المنظمة الدولية لا تزال تلعب الدور الأكبر في تنظيم سوق النفط العالمية، ويدللون على ذلك يدورها في منع انزلاق الأسعار لمزيد من التدهور، والطلبات الجديدة المقدمة من بعض الدول كالسودان وإندونيسيا للانضمام للمنظمة التي تأسست في بغداد عام 1960.

أوبك لن تختفي في المستقبل المنظور والمتوسط، لأن الدول الأعضاء بها تملك 40% من النفط العالمي، و81% من الاحتياطي العالمي للنفط، وهي نسبة في حاجة إلي منسق حتي لا تتدهور الأسعار ومعها تتدهور اقتصاديات هذه الدول.

اقرأ أيضا: صندوق النقد: تأثير محدود للنفط على تحويلات عمالة الخليج

المساهمون