أهالي حلب يحيطهم الخطر والمآسي والقصف المتواصل
لبنى سالم
القصف لا يهدأ والضحايا بالعشرات (جواد الرفاعي/الأناضول)


يعيش أهالي مدينة حلب أحوالاً مأساوية، يهددهم خطر الموت في أية لحظة، جراء الهجمة العسكرية الشرسة التي يشنها النظامان السوري والروسي على المدينة وريفها، بكل أنواع الأسلحة، منذ أيام عدة.

ووثقت مديرية الدفاع المدني في حلب استهداف أكثر من 180 غارة بصواريخ فراغية وبراميل متفجرة وأكثر من 200 قذيفة مدفعية وصاروخ، نحو 15 حياً من أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما تسبب بخروج ثلاثة مستشفيات عن الخدمة.

وأعلنت المديرية أن الهجمة الأخيرة سببت مقتل 49 شخصاً وجرح 160 آخرين، إضافة إلى 12 حالة اختناق بغاز الكلور في صفوف المدنيين في كل من مساكن هنانو وأرض الحمرا، مشيرة إلى أن عمل فرقها مستمر في انتشال الضحايا، والعالقين تحت الأنقاض في مجزرة حي السكري، لافتة إلى أنها انتشلت حتى الآن 21 جثة.


وبث الدفاع المدني تسجيلاً للحظة إنقاذ طفل في السادسة من عمره من تحت الأنقاض في حي المعادي بعد أربع ساعات من العمل على إخراجه. كما أظهرت صوراً نشرها ناشطون سوريون أطفالاً يسيرون بين الركام للذهاب إلى المدرسة.

وتقول صبا، وهي معلمة متطوعة في حلب: "يحاول الأطفال في المدرسة أن يكتموا خوفهم من الطائرات، ويقول الصبية لبعضهم عيب عليك أن تخاف من الطائرة صرت كبيراً، لا يمكننا القول إن أطفالنا اعتادوا على الخطر لأن لا أحد يعتاد عليه، ما زالوا يصرخون إذا اقترب صوت التفجير منا، لكنهم اعتادوا العيش في ظله".




وتضيف "في الصف الأول الذي أدرسه لا يعرف الأطفال ما هي الحياة بلا حرب، أول من أمس رأيت طفلاً بعمر الخامسة يركض ليلمس جثة كان يحملها أحد عناصر الدفاع المدني، حين اقترب منها ورأى أنها جثة طفل من عمره تراجع. مؤلم حقاً ما يعيشه هؤلاء الأطفال".

وتشهد شوارع مدينة حلب حركة خفيفة بسبب القصف، وإغلاق الأسواق. ويقول عبد الله الذي يعيش في حلب "استشهد البارحة ابن عمي، لم يعد لدينا مجال لإقامة عزاء، واريناه الثرى وعدنا ننتظر دورنا في بيوتنا، العجز عن إنقاذ أطفالي أكثر ما يؤلمني".

ويضيف "لم نعد نخرج من البيت إلا للضرورة، صوت الطيران لا يتوقف، الشوارع مليئة بالدمار والغبار ورائحة الدماء، والقصص المأساوية".

إلى جانب القصف، تتفاقم معاناة أهالي المدينة من الحصار الذي يعيشونه منذ نحو ثلاثة أشهر. تقول كفاء وهي أم لطفلين: "استلمت قبل عشرة أيام آخر علبة حليب من إحدى الجمعيات الخيرية، لكنه نفد، وأنا أحاول تعويض النقص بماء النشاء وماء السكر، ابنتي الصغيرة مريضة منذ أيام، نحن الكبار بإمكاننا أن نتحمل الجوع لكن ما ذنب هؤلاء الصغار".