أن تقود سيارة في غزّة

أن تقود سيارة في غزّة

12 سبتمبر 2014
+ الخط -

قيادة السيارة في غزة، أثناء الحرب، مهمة ليست سهلة، ويمكن اعتبارها مهمة حربية، ولا تحتاج فقط إلى رخصة قيادة محلية أو دولية، بل تحتاج قلباً شجاعاً وقوياً، كما تحتاج عقلاً متفتّحاً، وعيون صقر، وسمعاً مرهفاً.

أن تقود سيارة في غزة، أثناء الحرب، يعني أنك لا تعرف هل ستصل إلى المكان الذي تقصده، أم أن طائرة زنانة، من دون طيار، تترصّد بك، وربما تكون أنت هدف اللعبة التي يلعبها محركو هذه الطائرة المجنونة. فعندما تقرر قياده سيارتك، ستجد تردداً كبيراً ينتابك قبل اتخاذ هذا القرار، وإذا اتخذت قرارك، ستراودك الأفكار الكثيرة وأنت تقف أمام سيارتك وتقول في نفسك: هل أقود تلك السيارة، أم الأفضل أن أمشي؟

هل سأصل، أم سأكون هدفاً للموت الهابط من السماء؟

هل وهل وهل..؟

ولكن، لا بد من الانطلاق، فالوقت يمضي، والعمل أو إحضار حليبٍ لأطفالك، لا ينتظر. ثم تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتقنع نفسك بأن القدر والمكتوب واحد. لكن، هناك مَن يذكّرك بأن البقاء فرار من قدر الله إلى قدر الله.

والآن، جلست في السيارة، وقبل الانطلاق، تقرأ دعاء الركوب، وسورة الكرسي، وتتمنى لو يسعفك الوقت لقراءة حصن المسلم كاملاً، والقرآن الكريم وافياً. لكن، لا وقت.

avata
avata
محمد جبريل العطار (فلسطين)
محمد جبريل العطار (فلسطين)