أنقذوا بقيّة المعتقلين في سورية

أنقذوا بقيّة المعتقلين في سورية

18 يناير 2015
(فيسبوك)
+ الخط -
لا تغيب صور آلاف المعتقلين في أقبية النظام السوري عن عقول السوريين يوماً واحداً... لذا، أطلق ناشطون سوريّون حملاتٍ كثيرة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، أو للتنديد بالمجازر داخل المعتقلات، إلّا أنها مرّت من دون أن تكترث المنظمات الإنسانية إليها حتى، في وقت يواصل النظام فيه اعتقال الشبّان المعارضين له، أو "المشكوك بأمرهم"، ليخفيهم في أقبية سرية أو علنية، لا فرق..

وأطلق ناشطون، ينتمون لمختلف مناطق سورية، أخيراً، حملة سمّوها "أنقذوا البقية... Save the rest"، للمطالبة بالكشف عن أماكن المخفيين قسراً ومصيرهم. وللمطالبة بالإفصاح عن أماكن دفن المعتقلين المتوفين تحت التعذيب.

"لم يكن هذا الهدف الوحيد، إلّا أنه الأقرب إلى التنفيذ، فيما يغلق النظام كافة أبواب النقاش فور الحديث عن المعتقلين"، تقول سوزان الأحمد، إحدى مُنظِّمات الحملة لـ"العربي الجديد".

وتتابع الأحمد: "طالبنا أيضاً بإرسال لجان تفتيش إلى سجون النظام وفروعه الأمنية السرية والعلنية، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لكافة المعتقلين تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري". 

بدأ العمل على حملة "أنقذوا البقية" في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، من خلال مراسلة منظمات دولية وإنسانية، ومطالبتها بتحمّل مسؤوليتها تجاه المعتقلين، فضلاً عن رمي منشورات في معظم شوارع دمشق، تبدو من النظر إلى أحد وجهيها ورقة نقدية، فيما كتب على وجهها الآخر عبارات للتضامن مع المعتقلين، تضمّنت إحداها "وليس كل ما تحت الأرض أموات في دمشق، فهناك مئات الأرواح التي تنتظر مَن ينقذها".

ووفقاً لسوزان الأحمد، فإنّ "نشاطات الحملة ستتواصل بجهود كل المتطوعين، لإقامة اعتصامات في معظم العواصم العالمية مترافقة بعواصف من التغريدات على "تويتر"، والاستمرار في توجيه رسائل إلى كل صنّاع القرار، علّ رداً مفيداً يصل إلينا".

وكانت الحملة، بشقّها الإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قد بدأت من خلال صفحة ووسم موحّد يحملان عنوان "أنقذوا البقية".

ويقبع عشرات الآلاف من المعتقلين منذ بداية الثورة السورية، في أقبية تفتقد لأدنى الظروف الإنسانية، ويتعرّضون لأقسى عمليات التعذيب، في وقت يموت كثيرون منهم نتيجة نقص العناية الطبية، وأكبر دليل على ذلك، صور سربّها منشق عن الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام مع بداية العام الماضي، لجثث أحد عشر ألف معتقل قضوا تحت التعذيب، نشرت وكالة "الأناضول" عدداً منها.

المساهمون