أنجليكا كوفمان.. سيرة فنية في لوحة

أنجليكا كوفمان.. سيرة فنية في لوحة

23 يوليو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

وُلدت أنجليكا كوفمان في بلدة خور السويسرية وانتقلت في سن باكرة إلى مدينة لومباردي الإيطالية التي كانت تحت الحكم النمساوي، وكان والدها يعمل رساماً، حيث درّبها لتنتقل معه وتساعده في العديد من البلدان الأوروبية لتستقرّ أخيراً في لندن، وتبدأ عرض لوحاتها في "رابطة الفنانين الأحرار". 

حظيت الفنانة السويسرية البريطانية (1741 - 1807) بمكانة في مرحلة شهدت صعود أفكار تحرّرية ليبرالية، حيث ساهمت في تأسيس "الأكاديمية الملكية للفنون" مع ماري موزر، وكانتا الفنانتين الوحيدتين اللتين نالتا اعترافاً وقبولاً في وسط يهيمن عليه الذكور.

حتى التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل في متحف "قصر الفن" بمدينة دوسلدورف الألمانية معرض "أنجليكا كوفمان، الفنانة الاستثنائية المؤثرة"، الذي افتتح نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي قبل أن يغلق المتحف ثم يعاد افتتاحه منذ حوالي شهرين.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يضمّ المعرض حوالي مئة من اللوحات والرسومات والمنحوتات التي تُعرض مجموعةً لأول مرة، إلى جانب المطبوعات والأشياء الفنية والحرفية التي قدّمت الفنانة نماذج عدة منها لاقت استحساناً نقدياً وجماهيراً لم تلقه فنانة من قبل، واستطاعت أن تكرّس حضورها بعد عقود طويلة من تجاهل النساء في تاريخ الفن.

يشير بيان المنظّمين إلى مقولة الفيلسوف الألماني يوهان جوتفريد هردر (1744 – 1803) بأن كوفمان كانت "المرأة الأكثر تعليماً في أوروبا"، كونها أتقنت العديد من اللغات وكانت مؤلّفة موسيقية بارعة لكنها فضّلت الرسم على الموسيقى، وكانت تمتلك رؤية تقدمية حول المجتمع والسياسة، فضلاً عن دراستها لجميع أشكال الفن، حيث رسمت البورتريهات في سنّ الثانية عشرة.

تُعرض لوحة بعنوان "بورتريه ذاتي كمغنية مع نوتة موسيقية" (1753)، وفيها تظهر بثوب مصممّ بطراز الروكوكو الذي كان حينها موضة لنخبة من النساء، و"بورتريه بقلم رسم" (1768)، ونسختان من "بورتريه في مفترق الطرق بين الموسيقى والرسم" نفّذتا بين عامي 1791 و1794، و"بورتريه لزي بريغنزرفالد" (1781) وتظهر بلباس تقليدي يعود إلى بلدتها الأصلية.

يبرز المعرض تحولاً في رسومات كوفمان خلال الفترة التي عاشتها في روما، مع ظهور لوحات بمضامين تاريخية، ومواضيع مختارة من الكتاب المقدس، وقد احتاجت تلك اللوجات معرفة متعمقة بالأدب الكلاسيكي والإنجيل، ودراسة التشريح لأجساد الرجال العارية، وهو ما شكّل عائقاً أمام احتراف النساء لهذا النوع من الفن.

اهتمّت أيضاً بمواضيع تاريخية أخرى قدّمتها في لوحات "كليوباترا تزين قبر ماركوس أنطونيوس" (1769)، و"إليانورا تمتص السم من جرح زوجها، الملك إدوارد الأول" (1776)، واللتين كان لهما دور كبير بموهبتها، ودافعاً لافتتاح أول استوديو لفنانة، وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، كما تناولت موضوعات أكثر حساسية استمدّتها من مسرحيات وليم شكسبير.

قدّمت كوفمان أعمالاً تضمّ شخصيات نسائية بأبعاد أسطورية، لم ترسم من قبل، كما في لوحة "إيما، سيدة هاملتون" (1791)، أو في لوحتها التي تصوّر الراقصة الإيطالية تيريزا بينديتيني التي نفّذتها عام 1794.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون