أنا وحَبيبَتاي

أنا وحَبيبَتاي

22 نوفمبر 2016
+ الخط -
يتسابقُ العاشقونَ والمحبّون في نسج الكلام وترتيب أحرفِ الحبّ والوفاء لمن يبادلونهم هذه المشاعر، وقد يمضون وقتاً طويلاً لكتابة بضعة أبياتٍ شعرية، يملأون بها هواء تلك العلاقة برائحة المسك الممزوج بالحنين، فالعشق كما النبتة التي تحتاج الماء في كلّ حين.
والعشق، في مقالتي قد يُعتبر غريباً عن هذا المصطلح، وقد يظنَّ بعضهم أنّني خرجت عن السلّم الموسيقي لهذا المفهوم، وآخرون قد يعتبرون كاتب هذا المقال يحاول تورية عشقه بستارة من حروف.
عيناي، يا عشقي وحبّي ومهجة قلبي ونور حياتي، امنحوني فرصة أن أتحدّث بصيغة المفرد، فوصف الشبيه للشبيه أمرٌ عادل، قد تنجلي الحروف من خاطري، وتغادر السطور خجلاً عندما أنظم كلاماً في وصفي وعشقي لعينيّ.
فهما اللاتي جعلنَ لي الحياة ربيع من بعد خريف، ونوراً من بعد ظلام، و دليلاً من بعد تيه.
يُمكنُ أن أقول إنّني شخص مولعٌ بالقراءة إلى حدّ كبير، سواء كانت في كتب تخصّصية أو في مجالاتٍ أخرى، إضافة إلى الكتابة ومشاهدة التلفاز.
كلًّ هذا لم يكن بدون مرافقة هذه الحبيبة لي طوال الوقت، بدون صبرها وتركيزها بدقائق الأمور وتفاصيلها، لتلخّص لي ما أريده، وتساعدني في فهم الأشياء والاستفادة منها، هي من ساعدتني على الصعود في درجات العلم، من دون أن تبخل علي بشيء من جهدها، فهي تقدمّه من دون مقابل، كما الأمُّ في حبّ أطفالها.
لا بخل في العطاء عند حبيبتّيّ، فهي معي في حزني وفي فرحي، ففي الألم تراها كالغيوم الممطرة، وفي الأمل تراها كما الشمس المشرقة تبثّ خيوط الرجاء لكلّ من يراها.
وهما في العشق يتكلّمان كما الشفاه ويكتبان كما القلم وينثران الحب والعطف في كلّ مكان، نعمةّ وأي نعمة تلك التي وهبنا إياها ربّنا، فمن دونها لا شيء نفعله كما حبّات الرمال التي تهوي بها الريح حيث تشاء.
ليتَ حروفي تسعفني، لأكمل الوصف والغزل. لكن، لا بدّ لي أن أكتب رثاءً يليقً بكما يا حبيبَتيّ، حيث يقول الشاعر علي الجارم: من مجيري من حالكات الليالي/ نُوبُ الدَّهر ما لكنُّ وما لي/ فإذا نمتُ فالظلام أمامي/ أو تيقظت فالسواد حِيالي.
هو ابتلاء إذاً كغيره من الابتلاءات التي قد يتعرّض لها الإنسان في هذه الحياة، فالفقد وإن كان عزيزاً لكنّ الصبر ينزل على قلوب الصابرين من غير ميعاد.
هو الفراق الذي لطالما ظننته سيأتي ولو بعد حين، وكنتُ أُشغلُ عنه تفكيري، لأتأمل الدنيا وجمالها، وأحفظ أكبر موسوعة من الصور تكون لي عوناً في ظلمتي القادمة، هو مستقبلٌ لا بدّ من تقبّله وإن كان ليس مشرقاً في التعبير المجازيّ، لكنّه يُعتبر فرصةً لي للتحضير لهذا المستقبل، فكم من ليالٍ داهمت المبصرين فجأة وجعلت كل أيامهم ليال.
وفقد العينين ليس كأيّ فقدٍ في هذه الدنيا، فعلى الرغم من الألم والعذاب الذي سيُعانيه من يصيبه هذا البلاء. لكن، أجرٌ كبيرٌ ينتظر العبد المؤمن الصابر يخفّف عنه حزنه ويمسح عنه دمعه ويغذي قلبه بروح الأمل الذي يعقبه الجنّة، حيث قال رسول الله صلى عليه وسلّم: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة".
هو جزاء كبيرٌ مقابل صبرٍ عظيم، نسأل الله أن يُلهم من فقدوا أعينهم صبراً ويدخلهم الله الجنّة.
C741516E-C8ED-4D4F-BB6F-58114ABA9CAD
C741516E-C8ED-4D4F-BB6F-58114ABA9CAD
أيهم أبا زيد (سورية)
أيهم أبا زيد (سورية)