أنا العدوّ الذي قتَلتَه يا صديقي

أنا العدوّ الذي قتَلتَه يا صديقي

02 ديسمبر 2015
+ الخط -
أجل عبثيّة هي الحرب، ففي ماراثونها لا خط نهاية ولا فائزون، ولا كؤوس إلّا كؤوس المرارة والعدم. عبثاً تحاول أنْ توصل رسائلها بضجيج قنابلها وتفجيراتها فنصم الآذان عن نشازها. عبثاً تحاول أنْ تُجمّل قبحها بنبل قضيّتها وبقدسيّة أهدافها فنشيح البصرعن لوحاتها المتّشحة بسواد الحزن وغبار الدمار وجثث الأبرياء.
الحرب أنواع: عالمية بتحالفات عظمى أو حاقدة بحزام ناسف، أو محليّة بدكتاتور وعصابةٍ حاكمة. لكن مهما كان نوعها ما هي إلّا لصٌّ وضيعٍ يسرق الأحلام، ويترك لنا فواتير باهظةً ندفع ثمنها لأجيالٍ متعاقبةٍ. كلّما يخمد بركان الحرب نقف في حيرةٍ أمام "أسبابها المقدّسة" متسائلين: هل حقاً كانت تستحق المحاولة؟ كيف غيّبتْ "المصلحة العليا" الضمير والعقل ليقتل الإنسان أخاه في الإنسانية؟ و لعلّ من شارك بها أو عاشها يدرك جنونها ولامنطقها، كما أدركه الشّاعر "ويلفرد أوين" عندما كان جنديّاً في الحرب العالميّة الأولى، إذ كتب في قصيدته "لقاء غريب": "أنا العدو الذي قتلته يا صديقي"، ليتحول للبيت الأكثر جدليّةً في "أدب الحروب"، حيث يرسم تناقض الكلمات في هذا البيت صورةً معبّرةً عن تناقضات الحرب.
avata
avata
سيناء دباغ (سورية)
سيناء دباغ (سورية)