أمير قطر في لندن: مباحثات تؤكد متانة العلاقات المشتركة

أمير قطر في لندن: مباحثات تؤكد متانة العلاقات المشتركة

30 أكتوبر 2014
الأمير تميم وكاميرون بحثا العلاقات الثنائية (كارل كورت/Getty)
+ الخط -
في ما يبدو وكأنه رد بريطاني على كل الحملات الإعلامية التي حاولت طيلة الأشهر الماضية النيل من العلاقات القطرية البريطانية، حرصت الكثير من الشخصيات والفعاليات السياسية والاقتصادية البريطانية على لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في لندن، للتشاور والتنسيق في الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، خلال زيارته الرسمية إلى بريطانيا التي يقوم بها منذ يوم الثلاثاء الماضي.

واستقبل الأمير تميم وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي، ووزير الدفاع البريطاني مايكل فالون. واستعرض أمير قطر والوزيران علاقات التعاون الثنائية بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها. كما تم التداول بشأن آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وفي اليوم الثاني للزيارة الرسمية، أجرى أمير قطر مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها على الأصعدة كافة، إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات الدولية ذات الاهتمام المشترك.

لقاءات أمير قطر شملت أيضاً زعيم حزب العمال المعارض، أيد ميليباند، إذ تباحثا في آخر المستجدات السياسية في المنطقة.

كما التقى الأمير تميم، مساء الثلاثاء عمدة مدينة لندن بوريس جونسون، واللورد بول كلايف دايتون وزير الدولة المسؤول عن الشؤون التجارية في وزارة الخزانة البريطانية. واستقبل الأمير تميم رئيس مجلس إدارة شركة "سنتريكا" البريطانية ريك هيثورنثويت، والرئيس التنفيذي للشركة سام ليدل، إضافة الى حشد كبير من رجال الاقتصاد والنواب وأعضاء مجلس اللوردات والإعلاميين.

البارونة موريس عضو مجلس اللوردات البريطاني، في تعليق لها على أهمية زيارة الأمير تميم إلى لندن، قالت لـ"العربي الجديد" إن الزيارة في هذا الوقت بالذات تنطوي على أهمية قصوى. وأشارت إلى أنه "رغم أن التركيز ينصبّ على الجوانب الاقتصادية التي تربط البلدين، فإن الزيارة تأتي في وقت يستدعي تعزيز العلاقات بين قطر والمملكة المتحدة على كل المستويات".

وأضافت البارونة موريس "من المهم أن تقيم بريطانيا علاقات وثيقة مع حلفائها في المنطقة، لأن الازمات التي تعصف بالعراق وسورية اشتدت، وعلينا جميعاً مواجهتها بتعزيز الحوار الذي من شأنه حل المشاكل مهما تعاظمت". وأكدت البارونة موريس أن "التنسيق والتشاور والحوار سيعود على قطر وبريطانيا ومصالحهما المشتركة بالفائدة".

كما رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تحليل للكاتب إيان بلاك، حول زيارة أمير قطر إلى لندن، أن "زيارة الأمير الشاب تأتي بالطبع في إطار التعاون الاقتصادي الواسع بين قطر وبريطانيا، لكن الهدف الرئيس منها هو التأكيد على عدم إغفال انضمام الدوحة إلى التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المتشدد في سورية والعراق، وهو الرد الذي تقدمه الدوحة إلى لندن مقابل الحملة التي تروّجها بعض الصحف البريطانية، والتي تسعى إلى تشويه صورة قطر ودورها".

وقال بلاك "إن حرب العلاقات العامة أدت دوراً مهماً في تضخيم المزاعم، وغذّت الحرب بالوكالة الدائرة حالياً في المنطقة التي تضع تركيا وقطر في جانب، ومصر والسعودية والإمارات على الجانب الآخر". وأشار إلى أن بعض التسريبات الأميركية كشفت أخيراً أن أحد المصادر الرئيسة للصحافيين حول أنشطة قطر، كان شركة دولية للعلاقات العامة استحوذت الإمارات عليها أخيراً.

وفي خطوة يمكن اعتبارها كرد بريطاني رسمي على الحملات "الموجّهة والمدفوعة" التي تورطت بها بعض الصحف البريطانية بهدف تعكير صفو العلاقات القطرية البريطانية، قام وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، ونظيره القطري خالد بن محمد العطية، وباستضافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في 10 داوننغ ستريت، بالتوقيع الرسمي على إطار جديد للعمل السياسي تحت اسم منتدى "الشراكة" البريطاني القطري.

وتهدف "الشراكة" إلى تأسيس منتدى لمناقشة القضايا المشتركة في مجالات الدفاع والأمن، والثقافة والرياضة، والتعليم والبحوث، والسياسة الخارجية، والتجارة والاستثمار، والصحة والطاقة.

وبالتوازي مع اللقاءات المكثفة التي شهدها برنامج زيارة الأمير تميم إلى العاصمة البريطانية، وحفاوة الاستقبال التي أُحيط بها والوفد المرافق من قِبل كبار المسؤولين البريطانيين، شهدت لندن فعاليات "المنتدى الاقتصادي القطري البريطاني"، الذي حضره عدد كبير من المسؤولين الاقتصاديين القطريين، إضافة الى عدد كبير من مسؤولي كبريات الشركات البريطانية.

وفي افتتاح أعمال المنتدى، قال وزير الاقتصاد والتجارة القطري، الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، إن قطر باتت تُصنّف عالمياً في مقدمة الدول التي تنعم بمناخ استثماري يتسم بالأمن والاستقرار، ليس على المستوى الإقليمي وحسب، ولكن على المستوى العالمي.

وأكد وزير الاقتصاد والتجارة القطري للمشاركين في المنتدى، "أن قطر باتت تتبوأ الموقع الثاني عشر عالمياً كأفضل دولة من حيث السلم والأمن، وهما الشرطان الاساسيان للتنمية وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية".

وأضاف أن "الشركات الأجنبية العاملة في قطر تتمتع بميزات وتسهيلات تحفيزية وضريبية منافسة، ومحمية بمظلة من التشريعات والقوانين العصرية".

من جهته، قال وزير الدولة البريطاني اللورد استور، إن بلاده حريصة على توطيد علاقاتها مع قطر، مع استعدادها الدائم لمساعدة قطر على تنفيذ خططها الاقتصادية الطموحة. وأكد أن الحكومة البريطانية تدعم استضافة قطر لكأس العالم 2022، وتتطلع إلى ذلك الحدث المهم كمناسبة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

إلى ذلك، قالت رئيسة غرفة التجارة العربية البريطانية في لندن، البارونة سيمونز، إن مكانة قطر في العالم لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية، بل تتجاوزها إلى الدور المحوري الذي تقوم به قطر على الساحة الدولية. وأكدت الوزيرة أن القيادة القطرية تتميز على المستوى الدولي بأفكارها ومبادراتها التي تقدمها وترعاها على مستوى حل النزاعات وتوطيد السلام العالمي.

وكان لافتاً، أنه رغم ازدحام جدول زيارته القصيرة إلى لندن، أصرّ أمير قطر، على لقاء وفد من الطلاب القطريين المبتعثين للمملكة المتحدة. وأكد الشيخ تميم خلال اللقاء، حرص الدولة القطرية على توفير أعلى فرص التعلم لأبنائها. وحث الطلاب القطريين على بذل الجهد للتسلح بالعلم والمعرفة، وشد العزم والإرادة للإفادة من الخبرة المعرفية التبادلية التي يوفرها الابتعاث.