أمل حجازي تتصالح مع حجابها... بأغنية

أمل حجازي تتصالح مع حجابها... بأغنية

09 فبراير 2019
أعلنت أمل حجازي اعتزالها ثم عادت للغناء (فيسبوك)
+ الخط -
في بداية الشهر الحالي، أصدرت المغنية اللبنانية، أمل حجازي، على قناتها الرسمية على يوتيوب، أغنية جديدة حملت اسم "حجابك تاج"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للحجاب.

وكانت حجازي قد اعتزلت الفن وارتدت الحجاب نهاية عام 2017، بعد أعوام ابتعدت فيها عن الساحة الفنية، إثر إصابتها بسرطان الثدي. لكنها فعلياً لم تغب عن الساحة الفنية بعد اعتزالها، بل وجدت في الأغاني والأناشيد الدينية مساحة كافية للاستمرار. فطرحت العام المنصرم خمس أغان دينية. وبذلك تكون "حجابك تاج" هي سادس أغانيها بعد إعلانها الاعتزال. والأغنية من كلمات سلمى رشيد، ألحان مصطفى شكري، وتوزيع حسام صعابي. وقد تم تصوير الأغنية على طريقة "الفيديو كليب"، وتولى مهمة الإخراج محمد الدايخ.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تعامل البعض من الجمهور مع الأغنية باعتبارها رداً على الفنانات اللواتي قمن بخلع الحجاب مؤخراً، أمثال سهير رمزي وشهيرة وحلا شيحة؛ وهو الأمر الذي قام بتأكيده ملحن الأغنية. ولكن فعلياً، الأمر الذي يميز أغنية "حجابك تاج" ليس كونها أغنية تتغنى بجمال الحجاب، ولا لأنها أول أغنية تقترن بمناسبة يوم الحجاب العالمي، ولا حتى بسبب الجدل الذي أثير حولها باعتبارها جزءاً من حرب مفترضة بين فنانات ارتدين الحجاب وأُخريات خلعنه؛ وإنما ما يميز الأغنية حقاً هو الفيديو الكليب المرافق لها. ففي الفيديو كليب الجديد لا يبدو الحجاب كعائق أمام المرأة للقيام بأمورها الحياتية، وللمرة الأولى لا نشعر بأن الحجاب يمثل عائقاً أمام أمل حجازي لإنتاج عمل فني. إذْ إنَّ حجازي كانت قد ظهرت بأغانيها الدينية الخمس الماضي بكليبات بسيطة، بدا فيها الحجاب، وكأنه عائق يحدُّ من حركتها وحريتها، فاكتفت بمعظم الأغاني السابقة بالظهور بلقطاتٍ محدودة وهي تغني أو تصلي؛ وذلك ما يبين أن ظهور حجازي بالكليب الجديد، وهي تركض وتلعب، يشكّل خطوة هامة لها في سبيل التصالح مع الحجاب فنياً.



إلا أنه، وفي الوقت ذاته، بعض اللقطات في الكليب تبدو غريبة ومستفزة، مثل اللقطة التي تلتقي بها حجازي بالراهبة المحجبة التي يتدلى من رقبتها صليب، فيبدو الكليب بهذه اللقطة، وكأنه يجرد الحجاب من بعده الديني، ويجعله مقتصراً على المظهر. وأما المشهد الذي تظهر به الطفلة المحجبة، وهي تراقب بحزن زميلاتها اللواتي يلعبن، وتتصالح مع حجابها بعد أن تشارك حجازي باللعب، فهو المشهد الأكثر غرابة، بسبب تشجيعه للفتيات على ارتداء الحجاب بعمر مبكر جداً.

وجدير بالذكر أنه سبق أن تم تداول الحجاب كموضوع للأغاني، وأبرز تلك التجارب ما قامت به مغنية "الراب" الأميركية، ذات الأصول السورية، منى حيدر؛ التي أصدرت قبل سنتين أغنية "حجابي" للحديث عن المضايقات التي تتعرض لها النساء المحجبات في الولايات المتحدة الأميركية. ولكن الجمهور العربي عموماً لم يتقبل الأغنية، ولم يتقبل تداول الحجاب كموضوع للأغاني، قبل أن تغني أمل حجازي له.

المساهمون