أمسيات الموسيقى الصوفية: من ابن الفارض إلى السيرة الهلالية

في العقد الأخير، أصبح حضور مصطلح "الصوفية" مرتبطاً بالفنون أكثر من قبل وبشكل خاص بالموسيقى، حيث يطلق على الموسيقى ذات الأرتام المتكرّرة، مثل الزار والقناوة وموسيقى حلقات الذكر، الموسيقى الصوفية، بالنظر إلى تقاطعها مع غناء قصائد المتصوفة ونصوصهم، وقد انتشر هذا الغناء في مصر وسورية والمغرب بشكل خاص.

وفي رمضان تلجأ معظم المراكز الثقافية إلى إقامة حفلات خاصة بهذا النوع من الموسيقى لتناسبها مع مزاج الشهر وطقوسه. في هذا السياق تنظم مكتبة الإسكندرية و"مركز الجيزويت الثقافي" سلسلة من الأمسيات الرمضانية تنطلق اليوم وتتواصل حتى نهاية الشهر، تشارك فيها فرق متصوفة ومغني إنشاد مصريين من أجيال مختلفة.

الأمسيات تنطلق عند التاسعة مع مجموعة "الحضرة" للإنشاد الصوفي التي تهتم بنقل الحالة الروحانية للحضرات الخاصة بالطرق الصوفية في مصر، وكل ما يتعلق بالذكر الجهري بـ أسماء الله أو بالمدائح النبوية والابتهالات والإنشاد، سواء كان تراثياً لكبار الصوفية أمثال محي الدين بن عربي والحلاج ورابعة وعمر بن الفارض، أو لـ الإمام الشافعي ومحمد أبو خليل والشيخ صالح الجعفري والحاج أحمد أبو الحسن والحاج عباس الديب.

عند التاسعة من مساء الإثنين، يغني الشيخ إيهاب يونس الذي بدأ الاهتمام بالإنشاد منذ الصغر وتأثر بكبار المنشدين مثل الشيخ محمد الهلباوي والشيخ ممدوح عبد الجليل والشيخ سيد محمد حسن .

تخرج يونس من الأزهر وعمل في بطانة الشيخ ممدوح عبد الجليل حتى تدرب وأنشأ فرقتة الخاصة عام 2007، وعمل كمدرب ومحكم لفن الإنشاد والابتهالات وعلم المقامات على نهج التراث القديم واشتهر بغنائه "يا مالكاً قدري" مع فرقة "كايرو ستيبس" إلى جانب شراكات موسيقية أخرى دمجت التراثي بالغناء الحديث وغيرها.

أما ليلة 29 من الشهر الجاري فيحييها الشيخ زين محمود وفرقته المتخصصة ليس فقط بالمدائح والابتهالات، بل وبغناء السيرة الهلالية والتراث الشعبي الحكائي المصري.

كما تشارك فرقة المولوية في موسم رمضان، بحفل مساء 31 من الشهر الجاري، وهي فرقة إنشاد صوفي تأسست على يد المنشد عامر التونى الذي عاد إلى الحقبة التي كانت تحيا فيها المولوية في مصر منذ دخول الفتح العثمانى حتى ثورة 1952.

تتبع التوني الآثار الموسيقية من الموشحات والابتهالات والمديح الموروثة عند الطرق الصوفية في مصر أمثال الطريقة الميرغنية والشاذلية والرفاعية والبيومية وغيرها من الطرق التي تستخدم القوالب الموسيقية الدينية المختلفة.

من المنشدين الحاضرين أيضاً الشيخ موسى الأسناوي الذي يعتبر أحد أبرز مغني الموال الشعبي، ويقدم تراث صوفي صعيدي بمصاحبة فرقته الموسيقية، حيث يغني مساء الخامس من حزيران/ يونيو المقبل على خشبة مركز الجيزويت