أمام كنيسة في مستوطنة أنتغوا

أمام كنيسة في مستوطنة أنتغوا

29 مارس 2019
(مبنى أثري في أنتيغوا)
+ الخط -

فلاحةٌ فلسطينية ثَكِلَتْ إلهاً
حملت النورَ والظُلْمة إلى بلاد المايا والأزتيك
منذ ألفي سنة وهم يمنعون تمثالها من الكلام
يمنعونها من أن تقول قصتها
فلاحةٌ فلسطينية صغيرة
ثكِلت إلهاً وتغرَّبتْ
منذ ألفي سنة وهي مُقيَّدةٌ بالحجر والطين
سجينةُ تماثيلها الصامتة
لا تتكلّم التي ثَكِلَتْ إلها إلّا حين يصل زائرٌ من قريتها
يحمل قناني الزيت وطحينَ اللجوء،
عنباً ذابلاً من الخليلِ
وشِباكاً ممزَّقةً من بحر الجليل

فلاحةٌ ثكلى
تَنْزِلُ من تمثالها وتمسحُ دموعَ الزائر.


■■■


أنتغوا، أنتغوا.. الاسمُ يستغيث
في لغةٍ بَتَرَ المستعمِرون أعضاءها على الخريطةِ
التي يدسُّها سائحٌ في جيب بنطاله.
الكنائسُ المهدّمةُ ملِكاتٌ نسّاءات من الطين والحجر
لا يتذكرن من جلبهن إلى هذه البِطاح لاعتقال الأبدية
أنتغوا..
هل السلام مُستقبَل المذبحة أم المذبحة هي ماضي السلام؟
لستُ جباناً لأقول إني أحبكِ
والدم يسيل من الغروب المُباع في البطاقات السياحية.


■■■


لِمَ هجرتها الآلهة؟ أهجر عشقٍ
أم ترك موات؟

أخال أحياناً أن إلهاتٍ صغيرات
يعُدن خلسةً
يسترحن في دغل قصبٍ أو تحت زيزفونة
وأني مثلهن
أعود خلسةً إلى الأرض التي هجرتُها.

المساهمون