ألمانيا تتخوّف من عمليات شبيهة بهجمات باريس

ألمانيا تتخوّف من عمليات شبيهة بهجمات باريس

15 يناير 2016
رفع حالة التأهب القصوى في ألمانيا (Getty)
+ الخط -
 
يسود الحذر والخوف في ألمانيا من أعمال "إرهابية" محتملة، لا تقل خطورة عن تلك التي ضربت باريس، لا سيما بعدما دخلت برلين، التي تستقبل مئات آلاف اللاجئين، على خط "محاربة الإرهاب"، بشكل مباشر ضمن قوات التحالف الدولي.

وفي هذا الإطار، كشف تقرير سري لوزارة الداخلية، نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية، أمس الخميس، أن ألمانيا معرضة لتهديد "إرهابي" ملموس يمكن أن يسفر عن أعمال عنف في أي لحظة.

اقرأ أيضاً: الرعب الفرنسي يتمدد أوروبياً... استنفارات وشكوك أمنية

وبيّن التقرير، أن "ألمانيا تُعدّ هدفا مُعلنا وفعليا للجهاديين، الذين يستهدفون المؤسسات الحكومية والمدنية، كما المواطنين"، مُشبّهاً الهجمات التي يمكن أن تطاول برلين بتلك التي حصلت في باريس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ولفتت الصحيفة إلى أن "التقرير السري أُعدّ قبل حصول الهجوم الإرهابي، الذي استهدف مواطنين ألمانا في إسطنبول قبل أيام".

ولا يخفي المراقبون كون ألمانيا أحد أهم الأهداف لتلك التنظيمات المتطرفة، لاسيما بعد دخولها الحرب بشكل مباشر ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لافتين إلى وجود مؤشرات وتقارير تبيّن أن هناك تحركات لتلك الجماعات.

وتناقل الإعلام الألماني، أخيراً، أنباء تفيد بأن أحد الأشخاص العائدين من سورية، وهو من أصول غانية، قام بتقديم معلوماته لأجهزة الشرطة، كاشفاً أنّه مُكلف مع آخرين بالمشاركة بتنفيذ أعمال مسلّحة، وهو الأمر الذي رفع درجة التأهب في البلاد.

وما يعزز مخاوف ألمانيا، الاعتداء الذي وقع في باريس الأسبوع الماضي، والذي انتهى بمقتل المهاجم، الذي تبين لاحقاً أنّه أقام في مقاطعة شمال الراين وستفاليا (غرب ألمانيا) بعدما اندسّ بين اللاجئين، كما كان يحمل شريحة هاتف ألمانية.

وسبق أن أشارت تقارير صحافية إلى أن هناك عدداً من المندسين بين صفوف اللاجئين، كانوا قد وصلوا بجوازات سفر سورية مزورة أو مسروقة، مصدرها مناطق وجود "داعش"، الذي استولى على دوائر ومؤسسات رسمية في سورية والعراق.

وتقدر أعداد هذه الجوازات بالآلاف، وهي شبيهة بتلك التي كان يحملها عدد من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين نفذوا هجمات باريس.

وتشير الاستخبارات الألمانية الداخلية إلى أن هناك 430 شخصاً مصنفين بـ"الخطرين".

من جهةٍ ثانية، يلقي بعض المراقبين مسؤولية الوضع الحالي على الشرطة، معتبرين أن هناك تقصيراً لجهة مراقبة ورصد ما يعرف بـ "شرطة الشريعة"، وهي مجموعة معروفة بتشددها الديني.

كما بيّنت تقارير أخرى، أنّ السلطات لم تقم بواجباتها عندما سمحت لأصحاب الجوازات المزورة وغيرهم بالدخول إلى البلاد من دون الحصول على بصماتهم كما عدم متابعتهم ومعرفة مكان إقامتهم. واستناداً إلى معلومات رسمية ألمانية يقدر عددهم بعشرة أشخاص.

ويرى خبراء أمنيون، أن قدرات عناصر الشرطة الألمانية تعتبر محدودة، وذلك من النقص في العتاد، بدءاً من السلاح الفردي، وغيرها من المقومات التي تجعلهم قادرين على حماية أنفسهم.

إلى ذلك، تعول برلين من خلال رئاستها، لهذا العام، لمنظمة الأمن والتعاون، التي تضم 57 دولة بينها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، على وضع "مكافحة الإرهاب" في صدارة الأولويات الأمنية، وهو ما أكّد عليه وزير الخارجية الألمانية، قائلاً إنّ "ألمانيا وأوروبا تواجهان أخطر تهديد للسلم والأمن منذ نهاية الحرب الباردة"، داعياً إلى "العمل على نظام أمني أوروبي يقوم على أساس الثقة".

اقرأ أيضاً: ألمانيا تحت وقع الصدمة بعد هجوم إسطنبول