أكبر هبوط للدولار في 10 سنوات وأسواق المال تنخفض

أكبر هبوط للدولار في 10 سنوات وأسواق المال تنخفض

27 مارس 2020
الأسهم الآسيوية خالفت الاتجاه الهبوطي العام اليوم (فرانس برس)
+ الخط -
يتابع الدولار الأميركي مساره نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من 10 سنوات، اليوم الجمعة، فيما اتجهت أسواق المال العالمية نحو الهبوط، فيما ساهمت جهود تحفيز بتريليونات الدولارات من جانب حكومات وبنوك مركزية في تهدئة حالة الفوضى في الأسواق العالمية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
وارتفع الدولار في مارس/ آذار في ظل اتجاه صوب العملة الأميركية من جانب المستثمرين الذين كانوا يسعون للحصول على أكثر عملات العالم سيولة، والتي تُعتبر ملاذا آمنا. وأبرزت قفزة غير مسبوقة في طلبات إعانة البطالة الأميركية، أمس الخميس، تأثير فيروس كورونا على اقتصاد البلاد، ما أضعف الدولار أكثر.
وكان من شأن تعهدات بإنفاق كبير للحكومات، بما في ذلك حزمة أميركية بقيمة 2.2 تريليون دولار، وجهود منسقة من جانب بنوك مركزية في أنحاء العالم لزيادة إمدادات الدولار، مساندة ارتفاع في بقية العملات الرئيسية.
وارتفع الدولار خلال جلسة اليوم مقابل عملات رئيسية، لكنه ما زال متجها للانخفاض بنحو 3% للأسبوع، وهو أكبر تراجع منذ مايو/ أيار 2009. ويبرز التأرجح تقلب سوق العملة بعدما حقق مؤشر الدولار، الأسبوع الماضي، أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ الأزمة المالية.
ومقابل الين، هبط الدولار 0.7%، اليوم، إلى 108.855 ينات، في الوقت الذي يحول فيه المستثمرون والشركات اليابانية أموالا من الخارج قبل نهاية السنة المالية الأسبوع القادم. وتراجع اليورو قليلا بنسبة 0.2% إلى 1.10080 دولار، لكنه ما زال على مسار تحقيق مكسب بنسبة 3% تقريبا مقابل الدولار هذا الأسبوع، وفقاً لبيانات وكالة "رويترز".
ولم يتحرك الدولار سوى على نحو طفيف مقابل الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي مع تعزيزهما للمكاسب هذا الأسبوع. لكن الدولار ارتفع أكثر من 3% مقابل الكرونة النرويجية والراند الجنوب أفريقي المنكشفين على التصدير.

أسواق الأسهم

وتراجعت أسواق المال القلقة جدا من تسارع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، وخصوصا في الولايات المتحدة، من جديد، الجمعة، رغم الدعم المالي الذي أعلنت عنه الدول والمصارف المركزية. 

الأسهم الأميركية سجلت تراجعا حادا عند الفتح اليوم الجمعة، بعد موجة صعود لثلاث جلسات هي الأفضل للمؤشرين ستاندرد أند بورز 500 وداو جونز الصناعي في نحو 100 عام، مع عودة المخاوف حيال الأضرار الاقتصادية لفيروس كورونا سريع الانتشار إلى الواجهة.

ونزل داو 2.90% إلى 21898.47 نقطة، وفقد ستاندرد اند بورز 2.82% مسجلا 2555.87 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 3.12% إلى 7554.25 نقطة.

وسجلت مؤشرات البورصات ارتفاعا في آسيا وخصوصا طوكيو 3.88%، متأثرة بوول ستريت التي تقدمت عند الإغلاق، الخميس، لكن أسواق المال في أوروبا تراجعت.
وحوالى الساعة 9:15 بتوقيت غرينتش، تراجعت بورصات باريس 2.75% ولندن 3.83% وفرانكفورت 1.76% وميلانو 1.62% ومدريد 2.06%، بحسب رصد وكالة فرانس برس.
وكانت البورصات الأوروبية قد تمكنت من تسجيل ارتفاع لثلاثة أيام على التوالي حتى الخميس، على الرغم من ارتفاع الطلبات الأسبوعية لتعويضات البطالة التي وصلت إلى مستوى قياسي تاريخي بلغ 3.3 ملايين. ومن جانب المصارف المركزية أو الدول، ساد بعض التفاؤل في هذه البورصات في الجلسات السابقة.

الذهب والمعادن

وتراجع الذهب، اليوم الجمعة، إذ باع المستثمرون المعدن الأصفر لجني الأرباح، لكنه يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ ديسمبر/ كانون الأول 2008، إذ تسبب ارتفاع قياسي في طلبات إعانة البطالة الأميركية بسبب فيروس كورونا في تغذية الآمال بمزيد من التحفيز لكبح الضرر الاقتصادي الناجم عن الجائحة.
في غضون ذلك، يتجه البلاتين والبلاديوم المستخدمان في الحفز الذاتي لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي على الإطلاق، إذ أدت حالة الإغلاق في جنوب أفريقيا، وهي منتج كبير، إلى تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات.
وتراجع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1624.41 دولارا بحلول الساعة 6:16 بتوقيت غرينتش، بعد 5 جلسات متتالية من المكاسب. ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.5% إلى 1643.3 دولارا.
وربح المعدن الأصفر ما يزيد عن 8.4% منذ بداية الأسبوع الجاري، بدعم من بيانات أميركية ضعيفة وإجراءات تحفيز اقتصادي غير مسبوقة اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

وبالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، ارتفع البلاديوم 1.8% إلى 2373.08 دولارا، بعدما زاد أكثر من 44% منذ بداية الأسبوع الجاري، بينما صعد البلاتين 1.7% إلى 748.51 دولارا، وربح 22% في الأسبوع الجاري، بحسب رويترز. وارتفعت الفضة 1% إلى 14.54 دولارا وتتجه صوب تحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 2008.

المساهمون