أفغانستان: مظاهرات لوقف الحرب بالتزامن مع سلسلة عمليات انتحارية

مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار في أفغانستان... وسلسلة جديدة من العمليات الإنتحارية

09 يوليو 2020
استهداف موقع أمني بمديرية سيد أبا بسيارة مفخخة (وكيل كوشار/فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت الحركة الوطنية للسلام سلسلة مظاهرات في نحو 20 إقليما بأفغانستان، تطالب بوقف إطلاق نار شامل، بـ"إصغاء طرفي الحرب لرموز الشعب"، وذلك بالتزامن مع سلسلة جديدة من العمليات الانتحارية، آخرها كان صباح اليوم في إقليم ميدان وردك المجاور للعاصمة.

وبدأت المظاهرات، التي دعت إليها الحركة الوطنية للسلام، من مدينتي جلال آباد في الشرق، وبلخ في الشمال، ويتوقع أن تمتد إلى 20 إقليما أفغانيا لممارسة الضغوط على طرفي الحرب (حركة "طالبان" والحكومة) من أجل إعلان وقف إطلاق النار.

وفي السياق، قال رئيس الحركة إقبال خيبر، لـ"العربي الجديد"، إن "المظاهرات تهدف إلى رفع صوت الشعب، وإيصال كلمته إلى صناع القرار في الحكومة وإلى قيادة "طالبان"، لأن الشعب يدفع الثمن"، موضحا أن "المظاهرات مستمرة وستمتد إلى نحو 20 إقليما"، وأنه "إلى جانب المظاهرات، تنظم الحركة ندوات ومؤتمرات للتباحث بشأن القضية".

وفي مدينة جلال آباد، مركز إقليم ننجرهار في الشرق، شارك عشرات المواطنين في المظاهرات، ورفعوا هتافات تطالب بوقف إطلاق النار الفوري، مؤكدين أن "الشعب تعب من الحرب ولا يريد استمرارها".

كما طلب المتظاهرون ألا تقتصر عملية السلام على طرفي الحرب، وأن يشارك فيها رموز الشعب من أجل الدفاع عن حقوقهم". 

وقال عبيد الله، أحد المشاركين في التظاهر بمدينة جلال آباد، لـ"العربي الجديد": "إننا ندفع الثمن، إذ يسقط أبناء الشعب بين قتيل وجريح كل يوم، كما تدمر منازلنا، وبالتالي لنا حق أن نرفع صوتنا من أجل المشاركة في عملية السلام، كما نطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار، لأن التصالح لا يمكن في حال كان بعضنا يقتل بعضنا".

وقال المواطن ذاته إن "الجيران والدول الأجنبية لا تريد الصلح في أفغانستان، ولا يمكن لها أن تقوم بالوساطة، لذا نحن نطالب الطرفين بقبول وساطة الزعامة القبلية ورموز الشعب، وهو حل أنسب، وبدونه لا يمكن أن تصل عملية السلام إلى بر الأمان، بينما الدول الأجنبية تسعى للحفاظ على مصالحها بدلا من مصالح الشعب"، على حد قوله.

متظاهر: "إننا ندفع الثمن، إذ يسقط أبناء الشعب بين قتيل وجريح كل يوم، كما تدمر منازلنا، وبالتالي لنا حق أن نرفع صوتنا من أجل المشاركة في عملية السلام، كما نطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار"

بدورها، قالت إحدى المشاركات في التظاهر وتدعى هوسي، من سكان جلال آباد، لـ"العربي الجديد": "نطالب بوقف العنف"، مؤكدة أن "المتظاهرين يدعون أطراف الحرب إلى أن يستمعوا للشعب، والمضي قدما نحو السلام"، محذرة من أن "ضياع هذه الفرصة قد يدفع البلاد إلى حرب أهلية ستستمر عقودا، وستحصد الأرواح بلا هوادة".

يأتي ذلك في وقت تشهد الساحة الأفغانية موجة جديدة من العنف، حيث وقعت في هذا الأسبوع ثلاث عمليات انتحارية، أولاها كانت في السابع من الشهر الجاري واستهدفت مسؤول جيش قبليا في إقليم ننجرهار في الشرق ويدعى ميرزمان خان، ما أدى إلى مقتله واثنين من حراسه. ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم.

واستهدفت العملية الانتحارية الثانية، التي تبنتها "طالبان"، مركزا أمنيا في إقليم قندهار أمس الأربعاء، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من رجال الأمن.

ووقع، اليوم الخميس، هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موقعا أمنيا في مديرية سيد أبا بإقليم ميدان وردك.

وأعلنت السلطات أن رجال الأمن أطلقوا النيران على السيارة المفخخة وأنها انفجرت قبل الوصول إلى الهدف، ما أدى إلى إلحاق ضرر بالممتلكات المدنية، ومقتل الانتحاري. ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم حتى اللحظة.