الرجل الحر
يحاول براندن رودجرز الاستفادة من القماشة الكروية المتاحة له، وبعد أن حاول خلال الموسم الماضي اللعب بطريقة الاستحواذ المميت والسيطرة على الكرة باستمرار، وبسبب عدم امتلاكه لنوعية قادرة على التمرير والحيازة بالوسط، تحول سريعاً إلى فكرة الضغط العالي والتمرير الخاطف السريع من الخلف إلى الأمام، فنافس بقوة على لقب الدوري الإنجليزي حتى المحطات الأخيرة.
وهذا الموسم بعد البداية السيئة والخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، مع ابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري، اختار الإيرلندي خطة جديدة تعتمد على التحكم الفعّال في المساحات داخل المستطيل الأخضر، من خلال خطة 3-4-2-1، التي تعتمد على التناغم الدائم بين كتلة الفريق ككل من أجل خلق الفراغ اللازم لتحرك اللاعب "الحر" من خلاله، ومباغتة المنافس.
يتحرك الثنائي جيرارد وكوتينهو كثيراً في الثلث الأخير، ليس فقط على مستوى الأطراف بل في العمق أيضاً، حتى يتم توفير الغطاء اللازم لعودة المهاجم المتقدم إلى الخلف على مشارف منطقة الجزاء، والحصول على الكرات دون مزاحمة من ارتكاز المنافس المنشغل بإيقاف الأسماء الأخرى بين الوسط والدفاع.
وينضم المهاجم بوريني إلى جيرارد وكوتينهو، حتى تتحول التحركات إلى ما يُشبه "الفوضى" في المنطقة الحمراء بين الخطوط، كما حدث في هدف ليفربول أمام سندرلاند، ثلاثي متقدم يحاول تشتيت تركيز دفاع الخصم، من أجل فتح الطريق أمام لاعبي الأطراف، ماركوفيتش ليس جناحا حقيقيا أو ظهيرا خالصا، بل هو لاعب الطرف المحمي من ثلاثي خلفي، والحاصل على الدعم الكامل من مهاجمي العمق، لذلك زادت أهداف "الوينج باك" مع الريدز، مورينو من قبل وماركوفيتش هذه المرة.
المنقذ الدائم
لعب أنشيلوتي بأسلوب المرتدات القاتلة أمام الفرق الكبيرة خلال الموسم الماضي، ونجح في التفوق على برشلونة في الكأس، وبايرن ميونخ في الأبطال، معتمدا على خطة 4-4-2 الدفاعية الصريحة، بوجود رباعي حقيقي بالوسط، يُغلق الأطراف والعمق أمام هجوم المنافسين، مع الضرب المستمر أثناء التحولات عن طريق بنزيمة المتحرك ورونالدو القاتل أمام المرمى.
وخلال المواجهات بالبرنابيو، يُحّول كارلو سريعاً خططه، ويخلع جلده الدفاعي في سبيل أسلوب هجومي أكثر شمولية، بوضع إيسكو بالمنتصف كصانع لعب متأخر، ليقوم بالدور القديم الذي أتقنه الغائب "لوكا مودريتش"، ويساند توني كروس بمنطقة الارتكاز، مع تقدم الظهيرين إلى الأمام، وضرب الدفاعات المتكتلة بالثنائي بيل ورودريجيز على الأطراف، وكريستيانو وبنزيمة في العمق، لتصبح طريقة 4-4-2 أقرب إلى 2-4-4.
يعتبر إيسكو أحد أفضل لاعبي أوروبا خلال الفترة الحالية، جناح مهاري يجيد اللعب على الخط والقطع في العمق، مع إمكانية اللعب كلاعب وسط هجومي صريح في مركزي 8 و10 بالملعب، وحينما يعود الكرواتي لوكا من الإصابة، يجب أن يستمر الإسباني الشاب داخل الملعب، مع الاكتفاء باسم واحد من الثنائي رودريجيز/بيل رفقة رونالدو وبنزيمة بالأمام، إذا أراد الريال فعلاً الحصول على أكبر قدر ممكن من الألقاب هذا الموسم.
الغائب الأهم
دعني أشاهد لاعب الوسط الذي تعتمد عليه، وسأقول لك ما نوع الفريق الذي تمتلكه، يقول خوانما ليّو هذا الحديث ليؤكد أهمية لاعبي المنتصف في الكرة الحديثة، ويحيى توريه أحد الأسماء التي تقدم مردودا خياليا في منطقة الوسط مع فريق مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز، وغيابه الحالي بسبب بطولة كأس أفريقيا 2015 يُمثل باختصار الضربة القوية التي وضعت المدرب بليجريني في مأزق شديد الصعوبة.
توريه لاعب ارتكاز يجيد قطع الكرات لكنه يلعب في أغلب الأوقات كلاعب وسط مهاجم، يسجل ويصنع أكثر من قيامه بالواجبات الدفاعية. يتمركز الإيفواري في منتصف الملعب بدون ثبات في منطقة واحدة، وبالتالي أفضل وصف تكتيكي له هو لاعب الوسط غير التقليدي الذي يتحول في بعض الأوقات إلى صانع لعب صريح، يأتي من الخلف إلى الأمام بدون رقابة، لذلك يمتاز اللاعب دائماً بصفة عدم التوقع التي تجعله في أفضلية دائمة أمام لاعبي المنافس.
وأمام إيفرتون، افتقد الفريق لموهبة توريه، ورغم أن المدرب راهن على الهجوم الضاغط من البدايات، إلا أن دافيد سيلفا لعب وحيداً أمام دفاعات التوفيز، لأن بليجريني يراهن دائماً على ثنائية صناعة اللعب، بمعنى تواجد سيلفا خلف الهجوم ووراءه توريه بشكل أفقي، من أجل الجمع بين المهارة الإسبانية واللعب المباشر السريع، وإذا كان سيتي هو الطائر الذي يحلق بجناحيه من أجل اللقب، فإنه يدخل المباريات الحالية بجناح واحد فقط، مع غياب الآخر في أدغال القارة السمراء.