أفضلية صاحب الأرض: هل يصنع الجمهور الفارق؟

أفضلية صاحب الأرض: هل يصنع الجمهور الفارق؟

25 يونيو 2020
غياب الجمهور يؤثر سلباً في معنويات اللاعبين (أوسكار باروسو/Getty)
+ الخط -
عادت كرة القدم في جميع الدوريات الأوروبية تقريباً. هذه العودة كانت مشروطة ببروتوكول صحي مُتفق عليه بين الاتحادات والحكومات. وواحد من هذه الشروط هو غياب الجمهور عن المدرجات والذي شكل تغييراً كبيراً في عالم كرة القدم بالنسبة للجميع وخصوصاً اللاعبين. وفي وقت تتحضر الأندية الأوروبية لخوض ما تبقى من بطولة دوري أبطال أوروبا في شهر آب/أغسطس في منافسات ستُقام على مدى شهر كامل، سيكون لغياب الجمهور عن المدرجات تأثير كبير، لأن المباريات تُلعب دائماً على قاعدة الذهاب والإياب. مع التنبيه إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر خوض مباريات الدور ربع النهائي ونصف النهائي بنظام جديد وهو مباراة واحدة إقصائية في ملعب مُحايد.

وهنا تُطرح بعض الأسئلة المهمة: هل يؤثر غياب الجمهور على الأداء؟ هل يتأثر صاحب الأرض كثيراً بسبب غياب الرقم 12؟ هل تبدلت حظوظ الأندية لناحية الفوز على الأرض وخارج الأرض، خصوصاً أن الجميع يلعب في نفس الظروف (مدرجات خالية)؟
نشر موقع "تيفو" على "يوتيوب" في هذا الإطار تقريرا خاصا عن تأثر الأندية من غياب الجمهور عندما تلعب على أرضها، وتبين أن نسبة الانتصارات لأصحاب الأرض في الجولة الأولى من عودة "البوندسليغا" كانت نادرة جداً، حين سُجل فوز وحيد لصاحب الأرض وهو دورتموند على شالكه (4 – صفر)، بينما انتهت 3 مباريات بالتعادل و5 مباريات بانتصارات خارج القواعد.
ومنذ عودة كرة القدم بدا واضحاً الانخفاض الكبير لنسبة انتصارات أصحاب الأرض، إذ إن النسبة التي كانت 43% تقريباً انخفضت إلى 21%، في وقت ارتفعت نسبة الانتصارات خارج القواعد من 34% إلى حوالي 48% بحسب مصدر "StatsPerform".
اللافت أن بطولتي "البوندسليغا" و"البريميرليغ" تملكان نسبة الانتصارات نفسها لصاحب الأرض تقريباً (46%) بين مواسم 1992-1993 و2019-2020. في الدوري الألماني مثلاً، شهدت 6 مواسم نسبة 50% انتصارات لأصحاب الأرض، بينما شهد موسمان فقط هذه النسبة في إنكلترا.

أفضلية الأرض
هناك ثلاثة عوامل تُحدد أفضلية صاحب الأرض في المباريات: الجمهور، الاعتياد على الملعب والتنقل. وفي هذا الإطار أشارت صحيفة "ذا أتلتيك" في تقرير خاص لها إلى أن أندية تقع على جُزر مثل لاس بالماس الإسباني وماريتيمو البرتغالي وكالياري الإيطالي تُحقق نقاطاً أكثر على أرضها مقارنةً بمعدل حصد النقاط في أوروبا.
فبين سنوات 2010 و2020، وصل معدل حصد النقاط على الأرض من الأندية التي تقع على جُزر حوالي 60,5%. وهذه الأندية هي ناسيونال وماريتيمو البرتغاليان، كالياري وكاتانيا وباليرمو من إيطاليا، لاس بالماس ومايوركا من إسبانيا وأجاكسيو وباستيا من فرنسا.
في المقابل تنخفض هذه النسبة إلى 60,1% للأندية التي تتمركز في المناطق الداخلية من البلد المُحدد. لكن هذه المسألة تبدو شائكة، ففي الدوري الألماني والإنكليزي مثلاً لا توجد أندية تتمركز في الجزر، وهنا يأتي دور الاعتياد على الأرض الجديدة وصعوبة تأقلم الفريق الزائر بسرعة بسبب عدد المباريات القليلة التي يخوضها على هذا الملعب.

قيمة الجمهور
ربما يلعب الجمهور دوراً كبيراً في تحديد النتائج أو رفع حظوظ فوز الفريق صاحب الأرض، لكن تبقى هذه النظرية غير حاسمة. ففي عدة دراسات كروية متخصصة، أشارت المعلومات إلى أن معدل الحضور الجماهيري في بطولة دوري أبطال أوروبا للشباب هو 1000 مشجع في المباراة بينما يرتفع الرقم إلى 40 ألفاً في البطولة الكبيرة.
ففي دوري أبطال أوروبا للشباب يُسجل الفريق صاحب الأرض والجمهور 18% أهدافاً أكثر من الفريق الضيف، بينما في دوري أبطال أوروبا للكبار يُسجل صاحب الأرض 41% أهدافاً أكثر من الفريق الزائر، وهو ما يعني أن الجمهور يشكل 50% تقريباً من العوامل التي تمنح الأفضلية لصاحب الأرض.
في المقابل تُشير الدراسات إلى أنه بين سنوات 2004 و2015، لُعبت حوالي 40 مباراة أوروبية بدون جمهور، سجل الفريق صاحب الأرض آنذاك 15% أهدافاً أكثر من الفريق الضيف، لكن الأندية صاحبة الأرض حققت 14 فوزاً وخسرت 14 مباراة أيضاً، ما يُشير ربما إلى أن الجمهور يلعب دوراً كبيراً في منح الأفضلية لصاحب الأرض.
والأندية التي لعبت خلف أبواب مغلقة بين سنوات 2004 و2015، لم تُحقق الانتصارات في جميع مبارياتها رغم أنها لعبت على أرضها، بل على العكس فقدت الكثير من أفضلية الأرض وخسرت 14 مباراة وهو رقم كبير مقارنة بعدد المباريات التي لُعبت من دون جمهور (40). إلا أن كل هذه المعلومات ليس لها أجوبة واضحة.



عوامل أخرى تؤثر؟
طبعاً هناك تأثير كبير لوجود الجمهور في المدرجات لأنه المُحفز الأول والأخير لكل اللاعبين على أرض الملعب، لكن بعض الأرقام في "البوندسليغا" تؤكد وجود عوامل أخرى. مثلاً الأهداف المتوقعة قبل التوقف كانت بمعدل (1,7) لصاحب الأرض وانخفضت إلى 1,5 مع العودة، بينما بقيت (1,5) للفريق الزائر بين الفترتين.
لكن اللافت أن نسبة الانتصارات لأصحاب الأرض انخفضت أكثر بنسبة 20% تقريباً، وهذا ربما يُشير إلى أن الأداء تأثر قليلاً بفترة التوقف وأيضاً بسبب غياب عنصر الجمهور من المدرجات. وفي النهاية ربما على الجميع انتظار نهاية أزمة الفيروس لكي يعود كل شيء كما كان، أقله على مستوى النتائج.

المساهمون