أغاني الانتفاضة الثالثة.. التاريخ يُعيد نفسه

أغاني الانتفاضة الثالثة.. التاريخ يُعيد نفسه

10 أكتوبر 2015
من مشاهد الانتفاضة الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -


هي ملامح انتفاضة جديدة في فلسطين، هدفها الأسمى الدفاع عن حرية الفلسطينيين وأرضهم، الحياة الطبيعية بدأت تتوقف في مدن فلسطين، وفي العواصم القريبة من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تنتفض الناس في مسيرات واحتجاجات عفوية، استنكاراً لما يحدث في الأرض المغتصبة منذ عشرات السنين.

في الماضي القريب، وعندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كان للمطربين العرب، هبتهم وقدموا أغنيات ثورية اللهجة، تطالب العرب بالدفاع عن شرفهم وعرضهم وعن فلسطين التي تحتضن الديانات السماوية، قلباً بقلب، فكانت أغنيات مثل "أناديكم" لأحمد قعبور و"لو يوم تنادينا" لسميح شقير حاضرة في الإعلام العربي، كما تم اعتبار أغنية "وين الملايين" لجوليا بطرس من الأغنيات التي تستنهض الهمم.

في الانتفاضة الثانية، كان الهم الفلسطيني موجوداً ومستباحاً، فكان المطربون العرب، أول ما قدموا أغنياتهم التي تغنت بالأقصى وفلسطين، مثل كاظم الساهر ومحمد عبده ولطيفة التونسية وأصالة نصري وفضل شاكر وميادة الحناوي وهاني شاكر وسواهم، حيث استخدم النجوم شهرتهم واستثمروها "عندما كان الإنتاج الفني سخياً" في تقديم غناء يلامس وجع الشعوب العربية.

اليوم ونحن على أعتاب انتفاضة ثالثة، يبدو أن وجع القدس وشقيقاتها من المدن الفلسطينية، لم يعد يلفت الانتباه.

اقرأ أيضاَ: أغاني الانتفاضة: سلام لأولاد البلد

وفي غياب المنتج الواعي، والذي لا يبحث فقط عن المكسب المادي والانتشار الجماهيري، تكاسل المغنون العرب وهفتت نخوتهم نحو الحضيض، فما عادت القدس ولا غيرها تهمهم، وصار المطربون متفرجين على ما يجري، أو مشغولين باكتشاف المواهب الغنائية، واستمراء الغياب عن القضايا الوطنية والقومية، بحيث احتلت مواقع التواصل الاجتماعي الأغنيات القديمة التي تبلغ من العمر عشرات السنوات، وصارت مناسبة لواقعنا اليوم.

قد لا يشمل الحديث السابق، بعض المطربين الذين، لم يرتبط الغناء لفلسطين معهم بموقف، إنما ظلوا يغنون لها في مختلف المناسبات، ومنهم المطرب الأردني عمر العبداللات الذي قدم قبل نحو شهرين من اليوم، أغنية "يا جبل ما يهزك ريح" مهدياً إياها للشعب الفلسطيني، ممثل جعل المطرب الفلسطيني قاسم النجار يقدم أغنية رداً على أغنية العبداللات بعنوان "شعب واحد مش شعبين"، دلالة على عمق العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني. وفي الأمس القريب، كان المطرب الأردني الشعبي متعب الصقار، يطرح أغنية جديدة تضامناً مع الأحداث الساخنة التي تجري في فلسطين، بعنوان "لهون وبس"، حيث كان لافتاً أن كلمات الأغنية تدعو بشكل صريح إلى الثأر للدم الفلسطيني، والدعوة علانية إلى استهداف المستوطنين بالسكين والحجر وصولا إلى الحرية.

اليوم تضج مواقع التواصل الاجتماعي بأغنيات تساند الانتفاضة الفلسطينية، حيث عادت أغاني الانتفاضة لتتسيد المشهد مجدداً، وعاد المواطن العربي يستذكر الأرض القديمة ولو بأغنية.













اقرأ أيضاً: الأغاني الوطنية العربية.... تعالوا نودع الجيل السابق

المساهمون