أطنان من نترات الأمونيوم خارج مرفأ بيروت... ومنشآت متهالكة بالمطار

العثور على أطنان من نترات الأمونيوم خارج مرفأ بيروت... ومنشآت متهالكة في المطار

03 سبتمبر 2020
بلغت حصيلة قتلى انفجار المرفأ 191 بحسب حصيلة رسمية جديدة (غونزالو فوينتس/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان، اليوم الخميس، أنّه "بناءً على طلب من مفرزة جمارك مرفأ بيروت، قام فوج الهندسة في الجيش بالكشف على 4 مستوعبات في "بورة الحجز" التابعة للجمارك خارج المرفأ قرب المدخل رقم 9، فتبيّن أنّها تحتوي على كمية من مادة نترات الأمونيوم، تبلغ زنتها حوالي 4 أطنان و350 كيلوغراماً، وتعمل وحدات من فوج الهندسة على معالجتها".

وفي الرابع من أغسطس/آب الماضي، وقع انفجار ضخم في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، حيث كان يُخزّن 2700 طن من مادة "نترات الأمونيوم"، ما أدّى إلى تحويل قسم كبير من مدينة بيروت إلى ركام.

ونشرت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس، لائحة محدثة بأسماء الضحايا الذين سقطوا من جراء انفجار مرفأ بيروت الذي مرّ عليه شهر، وبلغ العدد حتى تاريخه 191.

في سياق آخر، وفي ضوء المعطيات التي توافرت عن وجود منشآت متهالكة في مطار  بيروت الدولي، مخصّصة لتزويد الطائرات بالوقود، ما يعرّض السلامة العامة للخطر، إضافة إلى هدر المال العام، طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، اتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل إصلاح هذه المنشآت ورفع الضرر الذي يمكن أن تسبّبه.

وطلب عون من المدعي العام التمييزي غسان عويدات التحقيق في ما ذكر عن وجود هدر للمال العام في المنشآت المذكورة، استناداً إلى رأي صادر عن ديوان المحاسبة في هذا الخصوص. وكلَّف من يلزم بمتابعة الموضوع في وزارتي الأشغال والعدل، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية.

من جهته، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري على النيابة العامة المالية، كتاب ديوان المحاسبة حول أعمال الصيانة في مطار بيروت الدولي، من أجل التحقيق بهدر المال العام، وذلك تحت إشراف النيابة العامة التمييزية. وتم إبلاغ قيادة الجيش للكشف على ما أشير اليه من خطر على أن يصار إلى اتخاذ اللازم.

وتحدث الإعلامي سالم زهران عن الموضوع في تصريح تلفزيوني لقناة "المنار" (تابعة لحزب الله)، مشيراً الى أنه "في 24 فبراير/شباط الماضي، أرسل متعهدٌ في أعمال الصيانة في المطار كتاباً إلى وزارة الأشغال، لفت فيه الى أن البنية التحتية للمطار مترهّلة وحصلت جُملة حوادث تمّت معالجتها، منها تسرّب 84 ألف ليتر من الوقود من قسطل أساسي يعمل على تزويد الطائرات بالوقود، فرمّموا ولحّموا القساطل على الرغم من أنها مهترئة، كما أن أنظمة الربط والضبط الإلكتروني توقفت في فترة ماضية عن السيطرة الكاملة، ويمكن أن يتوقف المطار بأية لحظة، وأن البنية التحتية في قلب المطار مهترئة. وحذّر المتعهد من حوادث قد تحصل ولا يمكن السيطرة عليها".

وفي وقتٍ لاحق، طمأن رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن، إلى أن ما أثير عبر وسائل اإاعلام من تسربات للوقود في المطار ليس صحيحاً، وليس هناك أي تسرب للفيول، مشيراً في مؤتمر صحافي اليوم، إلى أنّ آخر مرّة حدث فيها تسرّب للفيول كانت في شهر مارس/آذار 2019، وتم إصلاح العطل في مايو/أيار الماضي، وتبعاً لمفتش مجاز بالكشف عاين المنشآت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإنّ المنشآت النفطية وضعها التشغيلي سليم، وأوصى بإعادة تأهيلها كونه بلغ عليها 25 سنة، وذلك على سبيل الاحتياط، وأرسلوا إلينا كتاباً من الشركة يحدد أن التكاليف تصل إلى 5600 دولار، لافتاً إلى أننا اليوم استطعنا الحصول على الموافقة لإعادة التأهيل.

وأكد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار في مؤتمر صحافي، أنّه أرسل إلى وزير المال غازي وزني رسالة طالباً منه اعتمادات بقيمة 5.6 ملايين دولار، من أجل صيانة منشآت المطار، ولكن للأسف لم يكن هناك من أي ردّ بسبب فيروس كورونا، وقال: "انتظرت هذا الوقت كله لتصبح بتصرفي الاعتمادات الموجودة في موازنة وزارة الأشغال والنقل، وحتى اليوم لم أحصل على أي اعتماد ولم يصرف أي مبلغ في سنة 2020".

وأضاف: "فوجئنا بحديث ديوان المحاسبة عن هدر للمال العام ورفض حصول الصيانة، حيث إنه في فترة تصريف الأعمال، صلاحياتنا كوزارة محدودة، ولكن هناك صلاحيات استثنائية تأخذ موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة كي نتمكن من تأمين الاعتمادات أو اتخاذ قرار، واليوم أرسلنا مكتوباً إلى الرئيسين عون وحسان دياب وطلبنا منهما أن يقبلا بما سبق أن اقترحته بكتابي إلى ديوان المحاسبة ورُفض، بالتمديد للمتعهّد".

على الصعيد الحكومي، استقبل الرئيس ميشال عون اليوم الخميس، الرئيس المكلّف مصطفى أديب الذي أطلعه على أجواء الاستشارات النيابية التي أجراها أمس الأربعاء لتشكيل الحكومة.

وأشار أديب في تصريح، إلى أنّه لمس من الجميع التعاون والرغبة في تسريع تشكيل الحكومة العتيدة، من أجل مواجهة التحديات الداهمة، وخصوصاً تداعيات انفجار مرفأ بيروت والبدء بتنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية.

وقال: "قناعتي ورغبتي هي في أن يتشكل فريق عمل متجانس وحكومة اختصاصيين تسعى للعمل بسرعة وبشكل عاجل من أجل وضع هذه الإصلاحات التي ذكرتها موضع التنفيذ. واتفقت مع الرئيس عون على أن نبقى على تواصل، وإن شاء الله نتوفق بأسرع وقت ممكن في تشكيل هذه الحكومة".