أطفال فلسطين في المهجر.. حكاية بلد لا يموت

أطفال فلسطين في المهجر.. حكاية بلد لا يموت

05 ابريل 2016
أطفال المهجر يروون حكاية الوطن بطريقتهم (العربي الجديد)
+ الخط -
"جهاد" طفل رأى النور في المهجر، بلده الأصلي فلسطين، وتحديداً من "ميرون" في الجليل، لم تكلل رحلته للمشاركة في "ماراثون فلسطين" بالنجاح، حيث أوقفه جنود الاحتلال ثماني ساعات للتحقيق.

أسئلة المحققين مع الطفل الفلسطيني كانت عن أدق تفاصيل حياته ومسار إخوته الصغار، وخصوصا شقيقته الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذا ليعيدوه مطرودا على أول طائرة مغادرة.

والد الطفل جهاد، عماد كعوش، علق على الموقف الذي تعرض له ابنه بابتسامة ساخرة، وقال لـ"العربي الجديد": "لقد سألوه عن أخويه هذين، وهو يشير إلى طفلين دون السادسة من العمر".

ترعرع جهاد خارج الوطن بصحبة والده الفلسطيني وأمه الفلسطينية-المصرية، شأنه شأن المئات من أطفال فلسطين في المهجر. لكن الغربة لم تمنع جهاد ولا غيره من الأطفال أن يتعرفوا على بلدهم الأم برغم الاستنفار الأمني والسياسي.

أطفال المهجر وبطريقتهم الخاصة، آثروا أن يرووا حكايتهم احتفالاً بيوم الطفل الفلسطيني، كما تتكرر في كل مناسبة، من ذكرى النكبة إلى يوم الأرض والأسير وغيرها.

أمهات من الجيل الثاني، شاركن في هذه الاحتفالات، التحفن الكوفية وزين أولادهن بملابس تعيدهم إلى الأرض.

سألت إحداهن: "هل تعرف ابنتك فلسطين؟"، كان جوابها "تعرفها بالجينات، تنتقل إليها بالزيت والزعتر". وأضافت "أتحداك أن تسأل بيتا فلسطينيا في أقصى نقطة في الأرض إذا لم يكن فيه زعتر وزيت، القصة في الهوية، هوية أطفالنا لا نفرضها، لكننا نرويها بتسلسل كما كانت جدتي تروي الحكاية وكما روتها أمي".

يحرص "فلسطينيو المهجر" على أن تبقى فلسطين حية في ذاكرتهم "فهي الحد الفاصل بين الظلم والعدالة"، كما تقول إحدى الأمهات.


وفي مشهد منسجم تبدو الفتيات الصغيرات مزهوات بزي مطرز وهن يعتلين خشبة المسرح لأداء عروض الدبكة ولوحات فولكلورية متوارثة، وهن يعين جداً أنهن بهذا يحيين ذكرى بلد لا يموت.

مريم، طفلة مهاجرة من غزة، وناشطة في لجان العمل من أجل فلسطين، مثلها مثل مصطفى وعيسى وغيرهم من الأطفال المهاجرين الذين "تعلموا فلسطين" بكل ثقة فصاروا يدافعون عنها ويمثلونها أحسن تمثيل.

تقول "لم تفلح الغربة في طمس معالم وطن يسكننا ونرتبط به وإن باعدتنا المسافات، كل الفلسطينيين هنا إخوة".

"خيا" (أخي)، كلمة سر المخيم الذي حمل قبل الهجرة على جدرانه وفي حاراته أسماء كل قرية ومدينة في فلسطين، فدار السؤال الطبيعي، في المخيم الأصل: من أين أنا؟ مثلما يدور في الغربة سؤال فلسطين، عرسا ومناسبة، بنصف فرح ونصف حزن.

قال أحدهم ذات يوم لجمهور غربي: "في غزة وفي كل مدن فلسطين، أنت لا تحتاج لأن تقول لطفلك شيئا عن الاحتلال وبشاعته، جنود الاحتلال أنفسهم كمحتلين يزرعون في داخل هؤلاء ثورة، وفي الغربة أطفال فلسطين يكبرون على ذاكرة وطن يرعب المحتل مثلما يرعبهم مجيء جهاد ومحمد وآمنة مشاركين في ماراثون فلسطين". 

قصة أطفال فلسطين تختزلها الصغيرة التي ترسم على خدها علم فلسطين، وهي تباري في تعداد عشر من مدن فلسطين.

المساهمون