أطفال ضحايا الاتجار بالبشر وتجارب الخطف المرعبة

أطفال ضحايا الاتجار بالبشر وتجارب الخطف المرعبة

05 يونيو 2015
الطفل بعد إنقاذه من المهربين(منظمة أنقذوا الأطفال)
+ الخط -



اختطفه المهربون من بيته في ميانمار وهو لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره، وعندما تأكدوا بأن والده لن يستطيع دفع فدية لاستعادته، وضعوه على قارب في المياه.

إنه الطفل عبد (اسم مستعار)، الذي تتابع حالته مع غيره من الأطفال، منظمة "أنقذوا الأطفال"، بعد تحريره من المهربين، من مخيم فانغ نغا في جنوب تايلند، حيث أمضى ستة أشهر على متن قارب للمهاجرين. 

وتوضح قصة عبد، وهو من أقلية الروهينغيا، الذي شهد خلال خطفه واحتجازه حالة قتل أحد الأشخاص بإطلاق رصاصة في رأسه، كما رأى آخر وهو يتعرض للضرب حتى الموت، المأساة البشرية المروعة التي يعيشها المهاجرون من ميانمار وبنغلادش، والتي باتت قضية كل من تايلاند وماليزيا وإندونيسيا. فقد كشفت السلطات في تايلاند وماليزيا أخيراً عن قبور مئات الجثث ضحايا عمليات الإتجار بالبشر.

ويقول عبد: "والدي في ميانمار، عمره 40 عاماً، وأمي في الثلاثين، نصطاد الأسماك لكسب المال لعائلتنا"، "المال الذي نحصل عليه قليل جداً، ولذلك ليس لدينا طعام كثير. ساعدت والدي في بعض الأعمال، وكانت أعمالاً شاقة جداً، ولكن المال قليل".

ويتحدث عبد عن وصوله إلى المأوى جنوب تايلند، ويقول: "الوسيط الذي أخذني من بيتي، قال لي إنه سيطلب من والدي فدية. ولكن والدي لم تكن لديه أية أموال، لذلك أحضروني إلى القارب"، مضيفاً: "لم أتمكن من توديع والدي وأمي. أخذوا أختي أيضاً معهم. أنا لا أعرف أين هي الآن. أشتاق إليهم جميعهم. أريد أن أراهم من جديد".


قبل نقله في القارب، الذي بقي على متنه مدة شهر تقريباً، غطوا عينيه بقطعة قماش، لذلك لم يعرف بأي اتجاه أخذوه. كانوا يطعمونه القليل من الطعام، وأحضروه إلى غابات المانغروف التي بقي فيها مدة شهر آخر.

وعندما نقلوه من غابة المانغروف إلى المخيم، ربطوا عينيه من جديد بقطعة من القماش لفوها جيداً حول رأسه، قبل توقف القارب في الغابة. وقال: "في الغابة، أكلت براعم الخيزران لأستمر على قيد الحياة"، موضحاً: "تم إخراجي من الغابة من قبل اثنين من المهربين".

وأوضح درارات سوث، مسؤول مأوى فانغ نغا، أنّ وصول عبد إلى المأوى حصل عندما "كانت هناك سيارتان فيهما مهاجرين. استطاعت الشرطة إيقاف السيارة الأولى التي تحمل 17 شخصاً بينهم أطفال، وأرسلتهم إلى هنا. أما السيارة الأخرى فقد تمكنت من الهرب في الغابة".

مأوى فانغ نغا يأوي حالياً 77 مهاجراً في البحر، بما في ذلك 20 صبياً و24 فتاة.

ويقول عبد: "آمل في يوم من الأيام أن حياتي ستكون أفضل. لقد كنت هنا لمدة ستة أشهر. أنا سعيد هنا. ربما إذا انتظرت بصبر وتصرفت بشكل جيد، قد يرسلوني إلى أميركا"، مضيفاً: "أريد أن أدرس هناك. والدي يعرف ذلك، ويعرف أنه يمكن أن يجدني هناك".

منظمة "أنقذوا الأطفال" تبحث حالياً في كيفية دعم الأطفال مثل عبد، لمساعدتهم على التعافي من ويلات الاتجار بالبشر وتلك التجارب المريرة.

اقرأ أيضاً ميانمار: قانون "تنظيم الأسرة" لتقليل مواليد المسلمين

المساهمون