أطفال باريس خائفون بعد التفجيرات الدموية في فرنسا

أطفال باريس خائفون بعد التفجيرات الدموية في فرنسا

14 نوفمبر 2015
اقتراب الخطر يزيد المخاوف والقلق (GETTY)
+ الخط -

بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 150 قتيلاً، أقفلت المدارس أبوابها، وكذلك المؤسسات العامة، وسط إعلان حالة الاستنفار القصوى في البلاد.

وتتحول أنظار الأهل المذعورين والتربويين وكذلك الأخصائيين النفسيين إلى بحث سبل التعامل مع الأطفال الذين سمعوا التفجيرات، أو رأوا مشاهد الدم والقتلى على شاشات التلفزيون، أو حتى رأوا ردود فعل الكبار من حولهم، وما تضمنته من تعبيرات عن الخوف والقلق وترقب ما سيحصل في المستقبل.

صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تحدثت مع الأخصائية النفسية جانفياف دجيناتي التي قالت:" إنها مشاهد حرب" في تعليقها على المشاهد والصور التي تناقلتها وسائل الإعلام عن التفجيرات في نحو سبعة مواقع متفرقة من العاصمة الفرنسية.

اقرأ أيضاً: "داعش" يتبنّى هجمات باريس

واعتبرت أن على الأهل توضيح ما يحصل لأطفالهم الذين شاهدوا الصور وسمعوا عن الأحداث، إنها حرب زائفة ضد المدنيين، الجميع يشعر بالقلق، لأنها نوع من الأحداث التي لا يمكن النتبؤ بها".

وترى دجيناتي، الأخصائية بعلم نفس الأسرة، إبعاد الأطفال عن وسائل الإعلام المرئية وعن شاشات التلفزيون تحديداً، والتي تتناقل أخبار الموت وصور القتلى والدماء والأضرار التي تنجت عن التفجيرات، معتبرة أنه هذا الوقت هو أوان الحديث مع الأطفال عمّا جرى، من الجيد أن نعرف بماذا يشعرون. فالوضع بالنسبة لأطفال باريس اليوم مؤلم، لأنهم يعتبرون أن الخطر اقترب منهم".

وتضيف: "بالنسبة للبعض المسافات لا تعني الكثير، وأذكر عند الهجوم على مركز التجارة العالمي في 2001، أحد الشباب من مرضاي قال لي: في المرة القادمة سيهاجمون برج إيفل".

اقرأ أيضاً: هجمات باريس: توتر في عواصم الغرب


الخطة الأمنية في باريس ومنطقة إيل دو فرانس استثنائية، فقد أغلقت الأماكن العامة والمدارس. فقد أعلنت السلطات الفرنسية تطبيق خطة "فيجيبيرات" بحدها الأقصى، وهي نظام إنذار الأمن القومي الفرنسي، والذي أنشئ في العام 1978.

وتتابع جانفياف دجيناتي: " مهما سيحصل، البالغون هم المسؤولون عن سلامة الصغار، ففي هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية لا يمكن جعل الأطفال يتحملون مسؤولية حماية أنفسهم، كما أنه ليس الوقت لتعليمهم ذلك. على الكبار مخاطبة أطفالهم بكلام مطمئن لا يقلقهم، ومن الجيد على سبيل المثال ان نشرح لهم كيف أن الجيش والشرطة يقومون بحمايتنا من الخطر".

ولا بد من أن الكثير من الأسر الفرنسية تشعر بالقلق حيال ما يمكن أن يحصل بعد التفجيرات، وربما مصابة بالتشوش ولديها الكثير من التساؤلات حول كيفية التصرف حيال أوضاع وأحداث مماثلة. وتقول الأخصائية النفسية: "لو كان الأهل يشعرون بالخطر، فعليهم أن لا يصابوا بالذعر أمام أطفالهم، أو أن يبقوا محبوسين داخل بيوتهم. فالحبس يزيد القلق والتوتر. من الجيد عيش اليوميات بطبيعية وعدم استخدام الكلمات التي تولد الخوف عند الأطفال. من الجيد فتح نقاشات خصوصاً في المدارس، حول ما جرى، لكي يعبر الأطفال عن مخاوفهم، وبالتالي لبحث سبل تخفيف تلك المخاوف".

اقرأ أيضاً: جمعة سوداء في باريس

دلالات