أطفال الفقراء أصغر دماغاً وأقل ذكاء من الأغنياء

02 مايو 2015
التغذية المتنوعة مطلوبة للأطفال (Getty)
+ الخط -

اكتشف خبراء أميركيون من مستشفى لوس أنجلوس للأطفال، أنّ أبناء الأغنياء يتمتّعون بدماغ أكبر من الفقراء أو متوسطي الحال. وذلك من خلال دراسة أجريت على ألف طفل وشاب بين 3 أعوام و20 عاماَ.
وقارنت الدراسة بين حجم الدماغ ومستويات الدخل والتعليم لدى الأهل. وبيّنت أنّ هناك علاقة بين مدخول العائلة ونسبة مساحة الدماغ التي يتمتّع بها الأبناء. واتضح الفارق، ولو بشكل بسيط، ما بين دماغ الشخص الذي ينشأ في بيئة فقيرة، والذي يؤمّن له الثراء مستوى معيشة أفضل.

وتقول الأستاذة في طبّ الأطفال الحديثي الولادة إليزابيث سويل من مستشفى لوس أنجلوس للأطفال، إنّ الفقر يعتبر مشكلة على مستوى وظائف الدماغ. وتضيف أنّ العائلة التي تحظى بمبلغ 38 ألف دولار أميركي سنوياً، تنخفض مساحة دماغ أبنائها بنسبة 6 بالمائة عن تلك التي تحصل على 225 ألف دولار.
ويشير الخبراء إلى أنّ هذا الرابط بين الوضع الاقتصادي وحجم الدماغ يعود لعدّة عوامل، منها أنّ المال يشتري طعاماً أفضل، ومنزلاً في بيئة جيدة وأكثر أمناً، كما يحصل الأبناء على تعليم أرقى وخدمات اجتماعية مميزة.

وتلفت سويل إلى أنّ العائلات ذات الدخل المحدود، ربّما تواجه مشكلة في تأمين إيجار السكن أو شراء الطعام، بينما العائلات الاكثر يسراً تشغلها وجهة إجازة الصيف وما شابه.
كذلك اكتشف الخبراء أنّ مستوى الأهل التعليمي يؤثّر على مساحة دماغ أبنائهم، وكلّ سنة دراسية إضافية للأهل تزيد من تلك المساحة.

ومن أجل توسيع دائرة بحوثهم، يفكّر الخبراء حالياً في تقديم مال إضافي للعائلات ذات الدخل المحدود، ومراقبة حدوث أيّ تغييرات في حجم الدماغ لدى الأبناء في وقت لاحق.
وتؤكد سويل أنّ بعض أطفال الفقراء يتمتعون بمساحة دماغ توازي أولئك الذين يحصلون على مرتّب يوازي 450 ألف دولار سنوياً. ما يعني أنّه ليس بالضرورة أن يكون دائماً دماغ الطفل الفقير أقل مساحة من الثري.

وفي هذا الإطار، تقول خبيرة التغذية في مركز الدماغ الحيوي في العاصمة البريطانية لندن، ديبورا كولسون لـ"العربي الجديد" إنّ الدماغ يتكوّن من 60 بالمائة من الدهون، ويحتاج الطفل في سنواته الأولى إلى تلك المادة. أمّا الخلايا التي تطوّر الدماغ فتحتاج كلّ منها إلى نوعية تغذية مختلفة. لذلك تصبح مساحة الدماغ لدى أطفال الأغنياء أكبر كونهم أكثر قدرة على توفير تغذية متنوعة. وتضيف أنّ تلك التطورات قد تتبدّل في حال العيش في بيئة أفضل وتحسين مستوى التغذية، لكنّ بعضها قد يبقى ثابتاً.
دلالات