أطفالٌ كبار.. لامعون يرسمون مستقبلهم المهني

أطفالٌ كبار.. لامعون يرسمون مستقبلهم المهني

العربي الجديد

العربي الجديد
20 اغسطس 2016
+ الخط -
كلّ تلميذ يُسأل مرة أو أكثر خلال سنوات الدراسة الطويلة: ماذا تريد أن تفعل عندما تكبر؟ غالباً ما يجيب التلاميذ، خصوصاً من هم في مرحلة التعليم الأساسي، إجابات بديهية تقليدية. من ذلك من يتأثر بالمدرّسة أو المدرّس الذي يسأل السؤال، فيقول: "أريد أن أصبح مدرّساً". ومن ذلك من يتأثر بالبيئة العائلية، فيجيب الطفل مباشرة مسمّياً مهنة والده أو والدته.

يشرد بعضهم عادة عن ذلك. كلّ طفل مميز بطريقته في كلّ الأحوال. ولكلّ منهم فرصة مستقبل يمكن أن يصنعه كما يشتهي، خصوصاً إذا سمحت ظروف بلده المستقرة اقتصادياً وأمنياً وبالتالي اجتماعياً بذلك. حتى أولئك الذين يجيبون إجاباتهم التقليدية هم مميزون أيضاً، وربما أجاب الواحد منهم عن تأثر بالمحيط لكن في الوقت عينه عن شغف بتلك المهنة التي اختارها وذلك المستقبل الذي رسمه لنفسه. قد يكون مدرّساً مبدعاً، من يعلم!؟

أما الشاردون أولئك، فمنهم من لا يملك أيّ إجابة. أو ربما يملك إجابة تعتبر في صورتها الأولية سلبية اجتماعياً، كأن يقول: "لا أريد أن أصبح شيئاً". لكنّ هذه الإجابة تحمل إيجابية كذلك في عيش الطفل طفولته الكاملة. فكينونته كطفل قد توجهه إلى التصرف كطفل لا أكثر؛ يلهو وينمو ويحصّل المعارف المختلفة بأنظمتها التقليدية والعصرية.

وهناك دائماً تلك الأقلية من الشغوفين الذين أفكارهم تفوق أقرانهم، وآمالهم تتجاوز كلّ من في محيطهم. أولئك اللامعون، وربما العباقرة، منذ الآن ولو كانوا أطفالاً.