أطباق حلب حاضرة في مهرجان "فنون الطهو" بغازي عنتاب التركية

13 سبتمبر 2020
+ الخط -

حسمت رئيسة بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، مشاركة المطبخ الحلبي ضمن أيام حصاد فن الطهي بغازي عنتاب الذي أقيم لثلاثة أيام ويختتم اليوم الأحد، بعد تأكيدها خلال المؤتمر التحضيري لمهرجان "أيام حصاد فن الطهو الدولية" أن هناك مطاعم تؤثر على مطبخ غازي عنتاب، رافعة كتاباً تقرأه "هذا الكتاب يخبرنا عن مدى أصالة الطعام والموسيقى في حلب، وحلب اليوم في غازي عنتاب، سنطور أساليب جديدة تتعلق بالاستفادة من امتزاج المطبخين".

وتعد ولاية غازي عنتاب أول مدينة مثلت تركيا في فن الطهو عالمياً، حيث وُضعت ضمن شبكة المدن الإبداعية في مجال فن الطهو UCCN، بين 116 مدينة من قبل اليونسكو.

وفي هذا العام تنظّم "أيام حصاد فن التذوق بغازي عنتاب" الثالث في مهرجان فن الطهو الدولي، حيث ينتظر أن تكون المدينة من أهم مراكز التذوق عالمياً، وتمت مناقشة مساهمة فن طهو الأطعمة في الاقتصاد الإقليمي مقارنة بالأعوام الماضية، والتعريف بمطبخ غازي عنتاب وتأثيره على المدينة.

وأقامت الولاية مهرجان "حصاد فن الطهو" بالتعاون مع مؤسسة تطوير غازي عنتاب ووكالة التنمية إيبيكيولو، وعقدت عن بعد، ضمن إجراءات الوقاية من وباء كورونا، ورش عمل وطرح الاستثمارات التي تم القيام بها حتى الآن باسم (المدينة الذكية).

كما ركز المهرجان على تدريبات للتعريف بالمأكولات الصحية التي تقوي مناعة الجسم وتحميه، وعلى التعاون بين اقتصاد الولاية واقتصاد المنزل وزيارة العائلات للتعرف إلى مشاركات النسوة اللاتي يجففن الباذنجان والكوسة في النهار ويقدمن الدعم لأزواجهن عند عودتهم من العمل في المساء.

وبينت شاهين أنهم في مدينة غازي عنتاب التي احتلت المرتبة الخامسة في الصادرات، "لا نسعى لمنافسة جيراننا إقليمياً، بل على العكس نهدف لتحقيق النهضة إقليمياً، ونبذل لذلك قصارى جهدنا، وهمنا أن تكون لنا مكانة عالمية. تتزايد مكانة وقيمة منطقتنا يومياً، وينبغي أن نعمل بتعاون ونوحّد جهودنا لنوجد في كل قطاع. شهدنا بذهول كيف أثر ميكروب لا يرى بالعين المجردة على العالم بأكمله، وعلينا تحديد وجهتنا الجديدة في المنظومة الجديدة والعمل وفقا لذلك".

ويقول مؤسس سلسلة مطاعم طربوش بتركيا، نزار بيطار، لـ"العربي الجديد": "أسست عشرة فروع لسلسلتنا، كان نصيب عنتاب منها مطعماً واحداً، لكنه الأكثر نجاحاً وإقبالاً حتى من الأتراك"، مشيراً إلى أن "الأتراك شعب لا يرغب في الأكل الغريب، لكننا وعبر الفلافل والشاورما السورية، جررنا رجله للمطاعم حتى أحب أكلنا واعتاده. وربما تساهم مشاركة المطبخ الحلبي في زيادة استساغة الأتراك للطعام الحلبي والسوري لأن بعضهم يحكم عليه من دون أن يتذوقه".

 

ويرفض بيطار الوقوع في فخ المقارنة، على حسب قوله، بين لمن الأولوية والقدم، هل للمطبخ الحلبي أم التركي، موضحاً أن المطبخ الحلبي كان من ضمن المطبخ العثماني عموماً، ولكن هذا لا يعني إلغاء أصالة وخصوصية المطبخ الحلبي الذي تأثر وأثر بالمطبخ التركي حتى اليوم، فتركيا صدرت الكبة، لكن حلب أول من قلتها بالزيت.

ويشير صاحب المطاعم إلى أن المطبخ الحلبي من أكثر المطابخ العربية تميّزاً وأكثرها تنوعاً، ولكن لا يمكن فصله عن المطبخ العثماني خلال التطور والشهرة، مكرراً أن هذا لا يعني أن الأصل عثماني، بل تمازج وتبادل التأثير رغم الخصوصية حتى اليوم وتفرّد كلا المطبخين بأكلات لا يعرفها الآخر.

وفرّق بيطار بين الأكلات الشهيرة في الولايات التركية، فقونيا التي تشتهر بـ"إكلي اكمك وفرن كباب" غير ولاية قيصري التي تمتاز باللحوم المجففة و"قيصري تيريدي وكورشون أشي".

ولكن "يمكنني القول كسوري مقيم في تركيا منذ 10 سنوات، إن مطاعمنا السورية دخلت جميع الولايات التركية من دون استثناء"، ويؤكد بيطار، "بل في شارع واحد بإسطنبول "أكسراي" يوجد 150 مطعماً سورياً. لكنني حتى اليوم، لا أقع في فخ المقارنة، لأن العادة والذوق والطبائع مختلفة بالعموم، وإن كانت متقاربة بين العرب والأتراك عبر التاريخ".

المساهمون