أطباء بلا رواتب في السعودية

14 يوليو 2015
أطلق الأطباء وسماً خاصاً بقضيتهم على تويتر (العربي الجديد)
+ الخط -

يعيش القطاع الطبي في المملكة العربية السعودية أزمة جديدة تتعلق بالعاملين فيه، وخصوصاً أطباء الامتياز. فهؤلاء يعانون من عدم تقاضيهم لرواتبهم منذ ما يقرب من عشرة أشهر.

وتشير التقارير إلى أنّ عدد أطباء الامتياز (متخرجون حديثون يؤدون فترة عمل في المستشفيات) الذين يشملهم الأمر يبلغ نحو 3 آلاف طبيب. أما حجة عدم منحهم حقوقهم فهي غياب الميزانية الكافية لصرف رواتبهم. مع العلم أنّ راتب الطبيب الشهري نحو 2450 دولاراً أميركياً، وميزانية وزارة التعليم، التي يرجعون لها، في العام الحالي كانت أكثر من 217 مليار ريال (نحو 58 مليار دولار).

ويشتكي أطباء الامتياز الذين تخرجوا من الجامعات والكليات الأهلية السعودية، والمبتعثين داخلياً، من تأخر تسلّم رواتبهم الشهرية، وحرمانهم من مستحقاتهم المالية، لكنّ الأزمة الأخيرة هي الأكبر.

وعلى الرغم من أن هؤلاء الأطباء يمارسون عملهم ودراستهم في الوقت ذاته بلا انقطاع، إلاّ أنّ هذا لم يشفع لهم في الحصول على رواتبهم أو الوصول إلى أسباب حقيقية ومقنعة لغيابها طول تلك الفترة. وهو ما يتركهم في حيرة، بين ملاحقة حقوقهم الضائعة وتوفير احتياجاتهم اليومية المتعددة. وقد بات البعض منهم يعمل طبيباً نهاراً وفي وظيفة أخرى بعيدة عن الطب مساءً، ليتمكن من تأمين معيشته اليومية مع أسرته. فيما لم يجد أحدهم بداً من العمل كسائق تاكسي في سبيل ذلك.

المشكلة التي بدأت في الأساس في مستشفيات مدينة جدة، لم تنحصر فيها، وامتدت إلى الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية وتبوك. ويؤكد الطبيب علي الرشيدي، الذي يقود حملة للمطالبة بحقوقهم كأطباء امتياز، على أنّ مطالباتهم الرسميّة مستمرة منذ أشهر لدى وزارة التعليم بلا جدوى. وهو ما دفعه هو ومجموعة كبيرة من الأطباء المتضررين باختلاف تخصصاتهم في جميع الكليات الطبية الأهلية السعودية، إلى إطلاق وسم "أطباء بلا رواتب" على موقع تويتر. وفيه يكشفون تفاصيل عدم صرف رواتبهم من وزارة التعليم لعشرة أشهر، وعدم انتظام الصرف بشكل شهري أسوة بزملائهم في الكليات والجامعات الحكومية.

في المقابل، يتعاطف كثير من السعوديين مع معاناة أطباء الامتياز. ويظهر ذلك من خلال مشاركة تغريدات الأطباء على تويتر، ونقاشهم فيها أو سؤالهم عمّا استجدّ بالنسبة لأوضاعهم.

وقد راجع الأطباء المتضررون مكتب وزير التعليم أكثر من مرة فلم يحصلوا على رد شاف، أو حل لمعاناتهم. ويشدد الطبيب رامي الحسن على أنهم يعانون بشكل كبير، فكثير منهم اشترى سيارات بالتقسيط، أو ينوي الزواج بعد أن تم تثبيتهم كأطباء امتياز، خصوصاً في ظل الوعود المستمرة من مديري المستشفيات التي يعملون فيها بحل مشكلتهم سريعاً. ويضيف: "هذا التأخير تسبب في أزمات مالية خانقة لنا، ونحن لا نريد سوى حقوقنا، لا أكثر". ويتابع: "كأطباء امتياز، لدينا مهام كبيرة نقوم بها، ولا يقبل منا مدير المستشفى أن نتحجج بعدم تسلمنا لحقوقنا. فنحن على الرغم من صفتنا كأطباء ما زلنا طلاباً في المستشفى، ومطالبين بالحضور يومياً للدراسة ومتابعة المرضى. وفي كلّ مرة نشتكي من عدم صرف رواتبنا، يرد علينا مدير المستشفى بأنّ هذا الأمر لا يتعلق به. ويطلب منا التوجه إلى وزارة التعليم.. والأخيرة لا ترد علينا رداً مقنعاً".

تغيب وزارة التعليم عن السمع رغم المطالبات المتكررة. فيما تقدّر الحقوق المتأخرة للأطباء بنحو 110 ملايين ريال (نحو 29 مليون دولار). ومع أنّ هذه المبالغ مرصودة في الميزانية السنوية للوزارة إلا أنها لا تُصرف، وهو ما يريد الأطباء المتضررون معرفة أسبابه تمهيداً لحلّ الأزمة. ويقول الحسن: "في كل مرة نشتكي ونسأل عن سبب تأخر صرف رواتبنا، يكون الجواب أنّ التأخير من الوزارة وليس من المستشفيات، وفي الوزارة لا أحد يعطينا موعداً لحلّ الأزمة".

وبالرغم من ذلك، يتوقع بعض أطباء الامتياز أن تصل مشكلتهم إلى الحلّ قريباً بعد تجاوب وزير التعليم عزام الدخيل معهم قبل عدة أشهر عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر، عندما قال لهم إنّ هناك بعض المشكلات الأكاديمية والنظامية، وقد تم وضع الحلول والتنسيق مع الجهات المختصة. لكنّ آخرين يستبعدون الحلّ خصوصاً أنّ الوزير طالبهم بتحديث بياناتهم على رابط "امتياز" التابع للوزارة، لتسريع إجراءات الصرف. فحدّث الأطباء بياناتهم بالفعل، لكنهم ما زالوا ينتظرون حتى اليوم.

اقرأ أيضاً: المرأة السعوديّة تخوض الانتخابات البلديّة