16 يونيو 2014
أصبح للسوريين عيدٌ جديد

مزنه دريد (سورية)
"نحن أبناء الزمن الذي فقد فيه حتى الحزن جلاله، صار مملًا هو الآخر، مثل البرد، مثل الصداع، والملل لا يصنع فنّاً، فقط أناساً مملين" (أروى صالح)
أصبحت سورية البلد الأول المصَدر للاجئين في العالم، بعدما كانت من أرحب الدول استقبالاً للاجئين. في اليوم العالمي للاجئين، يردد السوريون في المخيمات، وفي بقاع الشتات الكبيرة، عبارة "راجعين"، هذا بعدما أفقدتهم الحرب مكتسباتهم، ليعودوا إلى بدائية الإنسان. هذه الكلمة التي تحمل معاني عدة، وتُعتبر كلاشيه، رددها الفلسطينيون من قبل، اليوم يرددها السوريون، كما يُخيل للسامع مفتاحٌ كبير عتيق، معلقٌ في صدور النساء، يورثنه لأبنائهن الذين لم يروا بيوتهم، ولربما لن يروها أبداً. في سورية، لم تبق منازل عامرة بأهلها، وإن بقيت، فهي خاوية، مثل مدن الأشباح.
الكارثة السورية، التي نعيش وقائعها اليوم، هي الأخطر، بكل المقاييس، في مسلسل نكبات المنطقة وكوارثها. فإن ما حصل، لم يكن تدميراً للعمران في سورية وحسب، بل هو تدمير للوطن، بكل ما يحمل من أبعاد وعناصر، وفي مقدمتها الإنسان. نحن نتحدث عن أرقام مريعة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، والتي تقول إن 9.3 ملايين شخص في سورية، يحتاجون للمساعدة والغوث، بينهم 4.7 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، هذا ما يسمى كارثة القرن.
الأعداد المذكورة تحتاج يومياً إلى ملايين الدولارات، من أجل تأمين الطعام والمياه والتعليم، فضلاً عن احتمال عدم العودة إلى الوطن بشكل نهائي. إضافة إلى احتمال أن يصبح توطين اللاجئين الحل الوحيد المتوفر، بسبب عدم توفر حلول واضحة وقطعية في الأفق. حيث يقول المكتب الأوروبي للإحصاء إن من أصل 50 ألف سوري فروا من بلادهم، في العام الماضي، إلى الاتحاد الأوروبي حصل 35 ألف منهم على وضعية الحماية.
سيحمل السوريون مفاتيح بيوتهم، وسينقشون عبارة "عائدون" على لوحاتهم المتصدرة خيامهم وبيوتهم البلاستيكية، وسيصبح الحلم قضية، وربما سيحتفلون به كل عام في ظروفٍ من الصعب التنبؤ بها، وستطغى رائحة التراب والمطر في الوطن على رائحة رحلات اللجوء، وعلى الطائرات وحقائب السفر.
أصبحت سورية البلد الأول المصَدر للاجئين في العالم، بعدما كانت من أرحب الدول استقبالاً للاجئين. في اليوم العالمي للاجئين، يردد السوريون في المخيمات، وفي بقاع الشتات الكبيرة، عبارة "راجعين"، هذا بعدما أفقدتهم الحرب مكتسباتهم، ليعودوا إلى بدائية الإنسان. هذه الكلمة التي تحمل معاني عدة، وتُعتبر كلاشيه، رددها الفلسطينيون من قبل، اليوم يرددها السوريون، كما يُخيل للسامع مفتاحٌ كبير عتيق، معلقٌ في صدور النساء، يورثنه لأبنائهن الذين لم يروا بيوتهم، ولربما لن يروها أبداً. في سورية، لم تبق منازل عامرة بأهلها، وإن بقيت، فهي خاوية، مثل مدن الأشباح.
الكارثة السورية، التي نعيش وقائعها اليوم، هي الأخطر، بكل المقاييس، في مسلسل نكبات المنطقة وكوارثها. فإن ما حصل، لم يكن تدميراً للعمران في سورية وحسب، بل هو تدمير للوطن، بكل ما يحمل من أبعاد وعناصر، وفي مقدمتها الإنسان. نحن نتحدث عن أرقام مريعة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، والتي تقول إن 9.3 ملايين شخص في سورية، يحتاجون للمساعدة والغوث، بينهم 4.7 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، هذا ما يسمى كارثة القرن.
الأعداد المذكورة تحتاج يومياً إلى ملايين الدولارات، من أجل تأمين الطعام والمياه والتعليم، فضلاً عن احتمال عدم العودة إلى الوطن بشكل نهائي. إضافة إلى احتمال أن يصبح توطين اللاجئين الحل الوحيد المتوفر، بسبب عدم توفر حلول واضحة وقطعية في الأفق. حيث يقول المكتب الأوروبي للإحصاء إن من أصل 50 ألف سوري فروا من بلادهم، في العام الماضي، إلى الاتحاد الأوروبي حصل 35 ألف منهم على وضعية الحماية.
سيحمل السوريون مفاتيح بيوتهم، وسينقشون عبارة "عائدون" على لوحاتهم المتصدرة خيامهم وبيوتهم البلاستيكية، وسيصبح الحلم قضية، وربما سيحتفلون به كل عام في ظروفٍ من الصعب التنبؤ بها، وستطغى رائحة التراب والمطر في الوطن على رائحة رحلات اللجوء، وعلى الطائرات وحقائب السفر.