أسير محرر يعرض بيته للبيع بهدف العلاج

أسير محرر يعرض بيته للبيع بهدف العلاج

12 ابريل 2015
أسرى لا يستجدون ثمن العلاج حفاظاً على كراماتهم (GETTY)
+ الخط -


يخشى الأسير المحرر المريض محمد التاج من مصير مماثل للأسير المحرر الشهيد جعفر عوض الذي قضى شهيداً قبل أيام، بعد تدهور وضعه الصحي، رغم مناشدات عائلته المتلاحقة، التي لم تجد أي صدى، لذلك قرر عرض بيته للبيع ليستطيع توفير نفقات علاجه.

أن يقرر الفلسطيني أن يبيع بيته، فهذا يعني أن إحباطه ويأسه وصل عنان السماء، لكن عندما يقرر أسير محرر مريض أمضى في المعتقلات الإسرائيلية نحو 15 عاماً، أن يبيع بيته ثمناً لعلاجه من أمراض تسبب بها سجانوه وزنزانته الباردة، فهذا يعني أنه لا يريد أن يهدر المزيد من كرامته وهو يستعطف ويناشد المسؤولين.

"لم يبق أمامه سوى أن يبيع بيته، والسقف الذي يظلله، ليدفع ثمن علاجه" تقول أم محمد التاج بيأس كبير. وتبكي الأم وهي تشرح مدى التدهور الكبير الذي طرأ على صحة ابنها، فهو يتقيأ باستمرار، وبات يحتاج إلى كرسي متحرك ينقله من غرفة نومه للحمام.

وعرض الأسير المحرر محمد التاج بيته الكائن في بلدة بيتونيا قرب رام الله للبيع يوم أمس، لتوفير مبلغ (200 ألف دولار) وهو ثمن زراعة رئة له في الهند. وتقول أمه: "لا يستطيع ابني أن ينتظر حتى تجرى عمليته في المستشفيات الإسرائيلية التي أبلغته أن عليه أن ينتظر عاماً ونصف العام إلى أن يصله الدور".


وقام التاج (42 عاماً) وزوجته التي تزوجها بعد تحرره، بمراسلة العديد من المستشفيات، ووجدا أخيراً مستشفى في الهند يستطيع أن يجري العملية له، فقاما بمراسلة المستشفى والحصول على قبول لإجراء العملية، وأرسلا قيمة العملية للمسؤولين في السلطة الفلسطينية، لكن لم يتلقيا أي إجابة منذ أسابيع طويلة.

وتقول الأم: "وضعنا مأساوي ونحن ننتظر، ولا أحد يجيب، لذلك قرر ابني أن يبيع بيته ليجمع ثمن عمليته".

وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير المحرر محمد التاج عام 2013 بعد تدهور كبير في صحته، إذ أصيب خلال سنوات اعتقاله الإحدى عشرة، بتليف في رئتيه، وبات وضعه مهدداً بالموت في أي لحظة.

ومنذ تحرره أطلق التاج وعائلته صرخات استغاثة كثيرة للمستوى الرسمي الفلسطيني، أسفرت عن توقيع الرئيس محمود عباس على كتاب لعلاجه في النمسا، حيث ذهب إلى هناك بعد نحو سبعة أشهر من تحرره لكنه عاد من دون أن يستكمل العلاج، وعندما أراد أن يعود مرة ثانية بعد أن تدهور وضعه الصحي كان الجواب الذي تلقاه "لم يعد هناك مال".

وتضيف والدته "طرأ تحسن كبير على وضعه الصحي في النمسا، لكنه انقطع عن العلاج بعد أن ذهب المال الذي رصده الرئيس محمود عباس لعلاجه وقيمته 144 ألف يورو هباء منثوراً". وتتابع الأم بأسف "لقد تقاسموا أموال علاجه" في إشارة إلى شبهات فساد مالي أدّت إلى اختفاء الأموال التي رصدها الرئيس عباس لعلاجه.

وناشدت والدته الرئيس محمود عباس عبر "العربي الجديد" قائلة: "أناشد الرئيس أبو مازن أن يطلع على كل كبيرة وصغيرة بالنسبة لشعبه، ويدقق أكثر في المواضيع التي تستدعي الاستعجال خصوصاً الأسرى المرضى".

وتابعت: "الرئيس ما عنده تقصير، لكن ما بيعرف شو بدور حوليه".

اقرأ أيضاً: تفعيل قضية 1500 أسير فلسطيني مريض بيومهم العالمي  

المساهمون