أسواق غزة الرمضانية... من الحامض إلى الحلو

أسواق غزة الرمضانية... من الحامض إلى الحلو

01 يونيو 2018
المحال تحول نشاطها لبيع أقراص القطايف(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"من الحامض للحلو"، مصطلح يستخدمه الفلسطينيون للدلالة على توفر كل شيء، وهذا ما يبدو فعلاً في أسواق قطاع غزة المنتشرة من الشمال حتى الجنوب، وتحديداً مع دخول شهر رمضان، إذ تكتظ الأسواق المركزية والموسمية بمختلف المعروضات الغذائية والتموينية والترفيهية أيضاً.
وتتنوع المنتجات المعروضة في فصل الصوم بين المواد الغذائية، مكملات الطعام، المأكولات الموسمية الخاصة بشهر رمضان، الفوانيس والزينة، الألعاب البلاستيكية، الألعاب النارية، ما يُضاعف أعداد الباعة الثابتين والمتجولين في طرقات وأزقة الأسواق.
في مداخل الأسواق يتواجد بكثرة باعة متجولون، يحملون باقات الأعشاب الخضراء، كـ: النعناع، البقدونس، الجرجير، الفجل، عين الجرادة، إكليل الجبل، الزعتر الأخضر، وغيرها من الأعشاب التي يزين بها أهالي قطاع غزة سفرتهم الرمضانية، أو حتى سُفرة السحور.
ويلحظ زائر السوق فور دخوله مجموعة من باعة "الخبز البلدي"، وهو خبز مكبب، صغير الحجم، ينتشر بيعه في شهر رمضان، وإلى جانبهم باعة "زبادي السمك"، وهي أيضاً أكلة يذيع صيتها وبيعها في أوان فخارية صغيرة، مغلفة بورق الألمنيوم حفاظاً على نكهتها.
وتحتوي كذلك مداخل الأسواق التي تعج بالباعة الموسميين، على باعة الكعك، القرشلة، وكذلك باعة الخضار والفواكه، وإلى جانبهم عدد من الباعة يفرشون بضاعتهم في أوان معدنية فيها أصناف التمور، الزبيب، أصناف المكسرات النيئة – التي تدخل في بعض الأكلات والحلوى الرمضانية – والفواكه المجففة.
وتنتشر مع دخول شهر رمضان عربات بيع الفلافل العادي، والفلافل المحشو بالبصل والسماق، إذ تشهد هذه الأكلة الموسمية إقبالاً كبيراً مع دخول ساعات المساء، وإلى جانبها ينتشر باعة "الحُمص المُعلب"، والمزين ببعض البهارات، والبقدونس، وزيت الزيتون.
وتشهد الأسواق الفلسطينية في قطاع غزة كذلك انتشار ثلاجات بيع البوظة المُعلبة بعلب كبيرة الحجم، مزينة بالكرز، يشتريها البعض لتناولها بعد وجبة الإفطار، وإلى جانبها عربات بيع المكسرات بمختلف أصنافها، يزيد الطلب عليها كذلك مع توجه نسبة كبيرة من المواطنين للسهر حتى ساعات السحور.
إلى الداخل، تكتظ المحال التجارية بمختلف أصناف المعروضات الرمضانية، الخاصة بالإفطار والسحور الرمضاني، كذلك الحلويات، إذ يزيد عرض الأجبان بمختلف أنواعها، اللحوم المُصنعة والمُعلبة، الحمص، الفول، البهارات، المربى، الفواكه المجففة، التمور بأصنافها، قمر الدين، البقوليات، الزيوت، ومختلف أصناف العطارة.
اللافت في شهر رمضان أن المحال التجارية في الأسواق تحاول توفير المخللات – الطراشي – بشكل ملحوظ، وعرضها بشكل هرمي جذاب، وتكتظ مداخل تلك المحال التجارية بأصناف الزيتون وألوانه، والمخللات بأنواعها، كذلك المقدوس، وأصناف أخرى من الخضار المُغطسة بزيت الزيتون.
ويُحول بعض أصحاب المحال نشاطهم خلال شهر رمضان إلى بيع أقراص حلوى القطايف، إذ يتم نصب الفرن المخصص لها، وخبزها، وبيعها، كذلك يتم بيع حشوة القطايف بمختلف أصناف المكسرات – حسب رغبة الزبون – وإلى جانبها علب القطر، لتحلية القطايف بعد تجهيزها.
مفترقات الطرق داخل السوق كذلك تشهد انتشاراً لعدد من الباعة الجُدد، يصففون مختلف أنواع الألعاب النارية الصغيرة، والمفرقعات، والأصابع المشتعلة، والتي يزيد الإقبال عليها في رمضان، إذ يلهو بها الأطفال في الفترة ما بين تناول وجبة الإفطار وصلاة التراويح.
وتنتشر كذلك الفوانيس بمختلف أنواعها، القماشية، البلاستيكية، الخشبية، والتي يتم تزيينها بألوان زاهية، وعبارات رمضانية، كذلك حبال الزينة، وحبال الإضاءة، والتي يتم بها تزيين مداخل البيوت والمنشآت، والمتاجر، ومفترقات الطرق، وإلى جانبها مختلف أنواع الألعاب الطفولية، التي يتم تحضيرها لعيد الفطر.






ويأتي عرض مختلف أنواع وأصناف البضائع في أسواق قطاع غزة على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، نتيجة تواصل الحصار الإسرائيلي منذ 11 عاماً، وتأخر صرف الرواتب، وعدم انتظامها، ما أثر سلباً على الحركة الشرائية، لكن ذلك لم يؤثر على مشهد الأسواق الغزية في رمضان.

المساهمون