أسواق تعز الشعبية: مآثر تراثية لاستعادة ذكرى الأجداد
كمال البنا ــ تعز



تعدّ أسواق تعز الشعبية بمثابة مآثر تراثية يقصدها اليمنيون من المُدن والأحياء الحضرية، إضافة إلى القادمين من خارج اليمن لاستعادة ذكريات الأجداد وتاريخهم، واقتناء الموروثات التقليدية الخاصة بكل مدينة على حدة، كالأزياء والحليّ وغيرها من المقتنيات القديمة كالتحف، والأواني الخزفية.

وتتميز هذه الأسواق الشعبية بأسماء ذات دلالة قديمة، وتُعقد في يوم واحد خلال الأسبوع. وما زالت تشكل قبلة للمواطنين القادمين من المناطق اليمنية الحضرية، ويبلغ عددها اثني عشر سوقاً شعبياً في تعز.

كاميرا "العربي الجديد" جالت في العديد من هذه الأسواق في محافظة تعز، ورصدت حركة الناس فيها وعاداتهم.

وفي السياق تحدث المواطن محمد الجزار لـ "العربي الجديد"، عن سوق الأربعاء في "منطقة البيرين" بتعز، الذي يعتبر أكبر الأسواق الشعبية في المحافظة، قائلاً إنّ "هذا السوق مخصص للمتاجرة بالمواشي؛ الأغنام والأبقار والإبل، التي تأتي من الأرياف والقرى. إلى جانب ذلك، تعرض فيه كل المصنوعات اليدوية الشعبية، إضافة إلى الخضراوات بكافة أنوعها، التي تكون غالباً مزروعة في الأرياف".

ويشير إلى أن السلع في سوق الأربعاء تباع بأسعار رخيصة مقارنة بأسعار الأسواق المركزية في المدينة، منوهاً بالرمزية التاريخية للسوق، حيث كان الآباء والأجداد يرتادونه منذ مئات السنين، والآن توارثه الأحفاد كإرث ثقافي يذكّرهم بكل ما له علاقة بالتراث.

ويلفت الجزار إلى توافد الكثير من الزوار على هذا السوق، من مختلف مناطق اليمن من أجل إقامة جولة من التسوق التراثي الممتع.

بدوره، يوضح المواطن قاسم شمسان لـ "العربي الجديد"، أن هناك إلى جانب هذا السوق؛ أسواقًا شعبية أخرى كثيرة تتميز بها محافظة تعز، منها سوق النشمة، ويُنظّم كل يوم جمعة في الأسبوع. ويشير إلى سوق ثالث، له نفس المكانة والرمزية، وهو سوق المسراخ، الذي يُقام كل يوم خميس في الأسبوع. ويؤكد شمسان أن سوق الخميس هو الأكثر تدنيًا من حيث الأسعار، ويشتهر بالحلوى الشعبية القروية المحض، "كالمشبك" "وأصابع الغزال".


ويوجد إضافة إلى ذلك، سوق الأحد في منطقة "وادي الضباب" ويُقام كل يوم أحد من كل أسبوع، ويوجد جنوب مدينة تعز.

وتمثل هذه الأسواق الشعبية بالنسبة لليمنيين رمزية تاريخية عظيمة، وتحتل مكانة خاصة في الوجدان الشعبي الاجتماعي، وهي بمثابة مزارات سياحية يقصدها القادمون من المُدن والأحياء الحضرية، إضافة إلى القادمين من خارج اليمن.