أسلحة إسرائيلية دمرت زراعة غزة

أسلحة إسرائيلية دمرت زراعة غزة

06 نوفمبر 2014
طفل فلسطين يعاين الدمار(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
كشف رفض الاحتلال الإسرائيلي تصدير مزروعات قطاع غزة بمختلف أنواعها إلى الضفة الغربية، إلا بعد إخضاعها لشروط صارمة فرضت حديثاً، عن استخدام الاحتلال أسلحة فتّاكة أضرت بالتربة والمزروعات، خلال اعتداءاته العسكرية المتكررة على القطاع.
ويشترط الاحتلال وضع المنتجات المصدرة داخل صناديق محكمة الإغلاق بما يضمن عدم تسرب حتى الأتربة داخل المناطق الخاضعة لسيطرته، بدعوى أن أراضي القطاع موبوءة بالأمراض.
وتعرضت غزة خلال الثماني سنوات الماضية، لثلاث حروب أشعل فتيلها الاحتلال، الذي استهلك خلالها عشرات أطنان المتفجرات، بعد قصفه بالصواريخ والقنابل آلاف المنشآت العمرانية، فتجلت معالم الدمار على سطح الأرض، بينما بقيت أسرار المواد المتفجرة مدفونة في الأعماق، مما دفع بالمختصين الزراعيين إلى التحذير من التداعيات الخطرة للقذائف على التربة والقدرات الإنتاجية للأراضي الزراعية خلال السنوات المقبلة.
وطلب الجانب الإسرائيلي خلال اجتماع، عقد في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في معبر بيت حانون (إيرز)، شمالي القطاع، جمع عشرين تاجراً ومزارعاً غزياً، ومسؤولين إسرائيليين عن المعابر الحدودية ودائرة وقاية النباتات وبحضور ممثلين عن وكالة التنمية الاميركية، قائمة بالمنتجات الزراعية المتوفرة في غزة، لكي يحدد ما هو مسموح وممنوع من التصدير.
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية غزة الزراعية، أحمد الشافعي، لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال اشترط للشروع في عملية التصدير للضفة الغربية المحتلة فقط، تزويده بعينة لإخضاعها لفحوصات في مختبراته الخاصة،
بجانب وضع المنتجات في صناديق مغلقة مكتوب عليها بشكل بارز مصدر المنتجات (قطاع غزة) وتاريخ انتاجها، وأوضح أن حركة التصدير لم تبدأ حتى الآن.
ويضيف الشافعي أن الاحتلال الإسرائيلي تذرع لفرض شروطه، بحجة أن أراضي القطاع موبوءة بالأمراض، ويخشى أن تنقل مسببات الأمراض إلى أراضيه أثناء عمليات النقل والشحن، أو وصول آفات الأمراض النباتية للمستهلك الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي أوضح أنه يضع مصائد للحشرات الناقلة للآفات الزراعية عند الأراضي الزراعية التي توازي السياج الحدودي الشرقي لقطاع غزة.
وأرجع الاحتلال منتصف الشهر الماضي، شاحنات محملة بـ 7 أطنان من البطاطا الحلوة، ومثلها من البلح الأحمر، كانت في طريقها من قطاع غزة، إلى الضفة الغربية، للمرة الأولى منذ توقف حركة التصدير والتبادل التجاري عام 2007، بعد ساعات من قرار الاحتلال بالسماح بتصديرها.
وفور انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، اشتكى عدد من المزارعين من تراجع القدرات الانتاجية لأراضيهم الزراعية، خصوصاً في المناطق الحدودية التي كانت تتعرض على مدار الساعة لوابل من القذائف المتفجرة، الأمر الذي يشير إليه نائب المدير العام للتربة والري في وزارة الزراعة، نزار الوحيدي.
ويقول الوحيدي لـ"العربي الجديد"، إن الطواقم الميدانية لوزارته رصدت موت العديد من الأشجار دون سبب ظاهر وجفاف الكثير من المحاصيل، بجانب بروز تشوهات جنينية في بعض الكائنات الحية الحيوانية التي ولدت بعد العدوان الأخير.
ويوضح الوحيدي أن الحروب الثلاث التي تعرض لها القطاع، أضرت بتربة غزة وصلاحيتها للزراعة، ولكن حتى الآن لا يوجد تقارير علمية دقيقة في هذا الإطار.
ويذكر المسؤول الحكومي بغزة، أن من المعيقات التي تواجه عمليات الفحص، إخفاء الاحتلال لأنواع الأسلحة التي استخدمها في عمليات القصف، وطبيعة المواد التي تحتويها القنابل وتركيز كل مادة، مبيناً أن هناك اعتقاداً جازماً بأن الاحتلال استخدم قنابل معالجة باليورانيوم المخصب، وتحتوي على مواد مشعة ومسرطنة، تبقى في التربة والمياه والكائنات الحية لفترات طويلة جداً.

المساهمون