أسعار النفط تعود للهبوط بتجدد التوتر بين أميركا والصين

أسعار النفط تعود للهبوط مع تجدد التوتر التجاري بين أميركا والصين

04 مايو 2020
سوق النفط أصبحت هشة إزاء التطورات الدولية (فرانس برس)
+ الخط -

عادت أسعار النفط إلى الهبوط في التعاملات المبكرة، اليوم الإثنين، متأثرة بتجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الذي قد يعرقل التعافي الاقتصادي العالمي بعد بدء تخفيف إجراءات العزل لاحتواء فيروس كورونا الجديد، الذي شل مختلف الأنشطة وتسبب في انهيار أسعار النفط خلال الأسابيع الماضية.

وفقدت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.46 دولار بما نسبته 7.6% إلى 18.27 دولارا للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت العالمي 90 سنتا أو 3.4% إلى 25.54 دولارا للبرميل، بينما كان قد ارتفع الأسبوع الماضي بنحو 23% بعد أن تكبد خسائر لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.

ولاقت الأسواق دعما الأسبوع الماضي، إذ كان من المقرر أن يبدأ منتجو النفط الكبار بقيادة السعودية وروسيا خفض الإنتاج في أول مايو/أيار الجاري بنحو 10 ملايين برميل يوميا.

لكن تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي هدد فيها ببحث زيادة الرسوم الجمركية على الصين رداً على تفشي فيروس كورونا، جددت المخاوف من أن التوتر التجاري قد يعرقل التعافي الاقتصادي وينهي مكاسب أسعار النفط.

وتصاعد القلق أكثر من التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست، يوم الخميس الماضي، نقلا عن شخصين على علم بالمناقشات الداخلية في الإدارة الأميركية، أن بعض المسؤولين يبحثون فكرة إلغاء بعض الديون الأميركية الهائلة التي تحوزها الصين كوسيلة لتوجيه ضربة لبكين بسبب نقص ملحوظ في صراحتها بشأن جائحة كورونا.

لكن لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، نفى في تصريح لوكالة رويترز وجود هذه المناقشات، قائلا "الإيمان وجدارة الثقة الكاملة لالتزامات الدين الأميركي أمر مقدس. نقطة".

وأضحت سوق النفط هشة إزاء أي تطورات دولية، وتتزايد المخاوف من اتساع تداعيات انهيار الأسعار، فقد ذكر الموقع الإلكتروني لإذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، في الثاني من إبريل/نيسان، أن الانهيار يمكن أن يتسبب في إفلاس بعض الشركات المنتجة للنفط، ويعصف باستقرار حكومات العديد من دول "أوبك".

وتعمل الأسعار الرخيصة على جر الموارد المالية للبلدان المنتجة للنفط إلى الانهيار، حيث كشف تقرير لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني العالمي، في وقت سابق من هذا الشهر، أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم،  بحاجة إلى سعر 91 دولاراً للبرميل، لتحقيق نقطة تعادل في موازنتها.

وفي مارس/آذار الماضي، حذر صندوق النقد الدولي من اندثار ثروات السعودية في عام 2035، إذا لم تتخذ "إصلاحات جذرية في سياساتها المالية" التي ترتكز بشكل أساسي على عائدات النفط مثل باقي دول الخليج، التي توقع أن تندثر أيضاً ثرواتها في سنوات متفاوتة، لتكون البحرين الأقرب إلى هذا السيناريو عام 2024.