أسبوع نقّاد "كان" في بيروت

أسبوع نقّاد "كان" في بيروت

02 يوليو 2014
مشهد من فيلم "تنفّس" لـ ميلان لوران
+ الخط -

للسنة الثامنة على التوالي، انطلقت عروض "أسبوع النقاد" (مهرجان "كان") في العاصمة اللبنانية (حتّى 9 تموز/ يوليو)، حيث يتابع محبو السينما سبعة أفلام طويلة، وعشرة قصيرة سبق لها المشاركة في دورة هذا العام من "المونديال" السينمائي الفرنسي الدولي التي نال سعفة الذهب فيها الفيلم التركي "سبات شتوي" لمخرجه نوري جيلان.

وينظر صانعو الأفلام وجمهورهم على حد سواء إلى "أسبوع النقاد" في "كان" على أنّه بوصلة اكتشاف المواهب البازغة في فلك السينما العالمية، نظراً إلى اختصاصه بعرض باكورة أفلام مخرجين قدموا من أصقاع الأرض المختلفة. إذ يحصر الـ"أسبوع" (انطلق في 1961 ـ 1962) الذي ترعاه "النقابة الفرنسية للنقّاد السينمائيين"، اهتمامه بأول وثاني فيلم لكل مخرج، مع ما يعنيه ذلك من تركيز مستحق على شرائط الشباب، واهتمام أكبر بالأفلام القصيرة، التي عادة ما يبدأ مشوار كل مخرج منها.

ورغم الجو الأمني غير المستقر، والتجاذب السياسي المستعر في البلاد؛ ستدور هذا العام على شاشة سينما "متروبوليس" في بيروت بكرات شرائط "القبيلة" لميروسلاف سلابوسبيتسكي (أوكرانيا)، و"أمل" لبوريس لوجكين (فرنسا)، و"أكثر ضباباً من منتصف الليل" لسيباستيانو ريزو (إيطاليا)، و"هيبوقراط" لتوماس ليلتي (فرنسا)، و"أهل الخير" لفرانكو لوللي (إنتاج كولومبي-فرنسي)، وجميعها أفلام طويلة.

أمّا فيلم الافتتاح فكان مع الفيلم الفرنسي "تنفّس" (2014) لميلان لوران، الذي يسبر السنوات المبكرة في حياة تشارلي، المراهقة القلقة التي تبلغ من العمر 17 عاماً (جوزفين جابي)، وتتجاذبها انفعالات الشباب الأولى، مع طموحات ريادة هذا العالم الذي سرعان ما تتكشف لها أوجهه الأخرى، غير العذراء، بعد أن تلتقي صديقتها سارة (لو دولاج) الأكثر اندفاعاً، والتي تتأرجح رحلتها النفسية الداخلية على الطرف النقيض من مركب تشارلي السارح بحثاً عن إجابات على أسئلتها الخاصة عن الحياة. أجوبة قد لا تكون شافية تماماً عند الوقوع على بعضها مع سارة اللعوب والمنطلقة بذراعين مفتوحين نحو المجهول.

وبينما تنشغل لجان النقاد السينمائيين في الإعداد لبرنامج العام المقبل 2015 من مهرجان "كان"؛ يمنّي المشاهدون في لبنان النفس في الوقوع على كنوز بصرية جديدة بين هذه العروض، خاصة وأنّ كثيراً من الأسماء السينمائية اللامعة اليوم تمّ تطويبها للمرة الأولى عبر تظاهرة "نصف شهر المخرجين" الذي أتى كنتيجة منطقية لثورة الطلاب في فرنسا (1968)، رداً على شيوع استخدام السينما للترويج للأنظمة السياسية في حينه، وعبر "أسبوع النقاد" هذا الذي كرّس على نحو ما فضاءً موازياً لسينما مستقلة يحلو لبعضهم وصفها بالطليعية والجديدة. فعلى يده خرجت إلى الضوء أسماء من أمثال الإيطالي برناردو برتولوتشي، والمكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، والصيني وانغ كارواي، والفرنسيان جاك أوديار، وفيليب غاريل.

وتضم عروض الـ"أسبوع" الذي توقف بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان (2006)، ومعارك مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي "فتح الإسلام" (2007)؛ أفلاماً قصيرة وصلت من بلاد عديدة مثل إسبانيا، وكندا، وكرواتيا، وبولونيا، والبرتغال، والهند.

المساهمون