أسامة الدناصوري.. منزل أخير وأصدقاء جدد

أسامة الدناصوري.. منزل أخير وأصدقاء جدد

09 يناير 2016
(الدناصوري، 1960 - 2007)
+ الخط -

لم يخل الحفل -الذي وضع تصميمه السينوغرافي الفنان التشكيلي محمد عبلة- من بعض الارتباك التنظيمي الذي شمل قاعة الاحتفال نفسها؛ بدءاً بالأضواء الخافتة الزرقاء والبرتقالية التي كست جدران القاعة وخانتها الرؤية الجمالية، وليس انتهاءً بمستنسخات ضوئية من قصائد الشاعر الراحل تدلّت من السقف وحجبت معظم الوقت وجوه المتحدّثين.

هكذا استقبلت "دار ميريت للنشر"، قبل أيام، حفل إعلان "جائزة أسامة الدناصوري لقصيدة النثر" في دورتها الأولى. وعلى هامش الاحتفالية، أُقيمت ليلة استعادية ضمّت قراءات لأشعار الراحل وشهادات من أصدقائه عن تجربته.

نبتت فكرة الجائزة في رأس الشاعر المصري المقيم في إسبانيا، أحمد يماني، وجمعته مع أصدقاء الراحل، لتُعلن قبل أشهر، وكان أحد شروطها أن يكون العمل المرشَّح هو مخطوطة عمل أول وغير منشور.

قدّم الحفل الشاعر علاء خالد الذي قال في بداية الأمسية إن واحدة من أهم صفات الدناصوري (1960-2007) هي أنه كان محبّاً للحياة، وأُحيط بمحبة أصدقائه مع حالته المرضية المزمنة، وأضاف "حياة أسامة كانت شاهداً على الكتابة، والكتابة كانت ترفد الحياة".

الشهادات عن الراحل بدأها الشاعر وائل عبد الفتاح بالقول "أسامة لا يمكن تثبيته عند لحظة الرثاء، وتظل استعادتنا لشعره حية، ليس بسبب وفاته؛ إنما بسبب حياة قصيدته"، مضيفاً أن الراحل أحب قصيدة النثر من أنسي الحاج ومحمد الماغوط "وأيقن أنه يحرث في أرض مفارقة لمدوّنة أمل دنقل، لكنه ظل يحبه".

في شهادة ياسر عبد اللطيف، الشاعر المصري المقيم في كندا، والمعنونة "منازل أسامة الدناصوري"، والتي ألقاها نيابة عنه الشاعر أحمد ندا، انطلق صاحبها من عنوانها، من البيوت التي سكنها أسامة، وصولاً إلى عمق الصداقات التي صنعت شعره وحياته، وانتهت بأمنية من الشاعر باستمرار الجائزة "لتكون بيته الأخير بعد وفاته".

بينما تناول الناقد عبد الحكم سليمان، في شهادته، مفصلية تجربة الشاعر الراحل مع قصيدة النثر في وجودها المصري، معتبراً أن زمن الشاعر التسعيني شكّل ذروة الصراع مع المؤسّسة الرسمية، "لكن ظلت قصيدة النثر تُعرّف بتضادها مع أنواع أخرى".

أمّا الشاعر أحمد ندا، فقال إنه شعر بورطة أثناء كتابة شهادته، كونه لم يعاصر الراحل ولم يره، لكنه اختار أن يقدّمها من زاوية "رؤية أسامة من خلال قصائده"، مؤكّداً أن صاحب "عين سارحة وعين مندهشة" مثّل له علامة فارقة في علاقته بالشعر.

لم يكن الدناصوري غزير الإنتاج، وأعماله الكاملة صدرت في كتاب واحد من 450 صفحة من القطع المتوسط، احتوى أربع مجموعات شعرية بينها ديوان بالعامية ورواية وحيدة.

في نهاية الأمسية، أعلن الناقد محمد بدوي قرار لجنة التحكيم المكوّنة من كل من الشعراء أحمد يماني وإيمان مرسال وياسر عبد اللطيف وعلاء خالد والناقد عبد الحكم سليمان، بفوز شاعرين مناصفةً؛ هما نهى البُلُك عن ديوانها "هرم أبيض من السكّر يسرّ الناظرين" و"أحمد عبد الرحيم محمد" عن مجموعته "كل هزيمة لها رمز لما بداخلي"، تلا ذلك قراءة شعرية لكل فائز.

في واحدة من قصائده، كتب الدناصوري: "ذهب أصدقائي إلى البحر وتركوني وحيداً، بجوار ملابسهم وأحذيتهم". هذا المرة كان أصدقاؤه جميعاً هناك، مع أصدقاء جدد.

دلالات

المساهمون