أزمة مياه في أعزاز السورية بسبب توقف الدعم

أزمة مياه في أعزاز السورية بسبب توقف الدعم

13 اغسطس 2020
يتحمل الأهالي أعباء إضافية جراء أزمة المياه (Getty)
+ الخط -

يعاني سكان مدينة أعزاز في ريف حلب شمالي سورية، المسيطر عليها من قبل فصائل مسلحة معارضة مدعومة من تركيا، من أزمة مياه جراء توقف شركة المياه عن الضخّ لتوقف الدعم، ما دفع الأهالي إلى تحمل أعباء مادية إضافية مع اضطرارهم لشراء الماء عبر الصهاريج الخاصة.

وأصبحت زيارة الخزان والاطمئنان على نسبة المياه بداخله، عادة شبه يومية لدى أبو مصطفى الحسين، المقيم في مدينة أعزاز، قائلاً، لـ "العربي الجديد"، إنه "إذا لم أراقب كمية المياه بشكل دائم قد ينفذ الماء لديّ دون أن أشعر بذلك، وعندها تبدأ معاناة جديدة، فقد أنتظر يوماً كاملاً حتى أحصل على الماء".

وتابع "الصهريج سعة 20 برميلا قد يصل سعره إلى 30 ليرة تركية، بحسب مزاج صاحبه، والحجج متعددة من سعر الوقود إلى المسافة إلى الضخ، سواء لخزان أرضي أو وجود المنزل في طابق ثانٍ أو ثالث مثلاً".

ويخشى كثير من سكان أعزاز من أن تطول أزمة المياه، ما يحمّلهم عبئاً مادياً جديداً، كحال أبو محمد يزن طيفور (47 عاماً)، مبيّناً، لـ "العربي الجديد"، أنّ "الوضع المادي لا يحتمل نفقات إضافية، والمشكلة أنّ الموضوع متعلّق بالماء، فلو كانت حاجة أخرى لفكّر الشخص بالاستغناء عنها، كما استغنينا عن كثير من المواد الغذائية مثل اللحوم والفواكه".

وأضاف "في كثير من الأحيان لا أستطيع شراء صهريج ماء بـ30 ليرة تركية، فإما أتشارك مع أحد الجيران، أو أشتري صهريجاً متوسطاً بـ15 ليرة تركية، وطبعاً هذا المبلغ ليس هو المشكلة الوحيدة، فقد يضطر الواحد منا إلى أن يمضي يومه وهو يلاحق الصهريج وينتظره، أما عندما يصل فأدخل بسباق مع الوقت، ما بين السطح والصهريج حتى أطمئن أنّ الخزان امتلأ، وإن زاد القليل من الماء لا أدع وعاء حتى أجلبه ليفرغ ما تبقى من ماء".

وحول سبب أزمة المياه في أعزاز، قال مدير شركة المياه في المدينة محمود حاجولة، لـ "العربي الجديد"، "حالياً الضخ متوقف في أعزاز، بسبب انتهاء عقد تغطية تكاليف الوقود مع الجهة الداعمة منذ بداية الشهر الحالي"، لافتاً إلى أن "باقي الكلفة التشغيلية يتحمّلها المجلس المحلي من صيانة دورية و طارئة لمراكز الضخ والشبكة، بالإضافة إلى أجور ورواتب الموظفين".

وبيّن أنّ عدد المشتركين في الشبكة أكثر من ثمانية آلاف مشترك، وكان يضخ فيها يومياً نحو 3500 متر مكعب من الماء، في حين يبلغ الاشتراك الشهري 25 ليرة تركية، إلا أنّ نسبة الجباية لم تتجاوز 7%، الأمر الذي زاد من عجز تغطية النفقات". 

وأوضح أن "العائلة تحتاج في الشهر  إلى صهريجين بقياس كبير بالحد الأدنى، ثمن نقلة الصهريج الواحد من الماء، بحسب تسعيرة الشركة الرسمية، 25 ليرة تركية أي 50 ليرة على الأقل شهرياً ثمن الماء، وهذا مبلغ كبير على غالبية العائلات".

وقال حاجولة "نحن نحاول إعادة الضخ بأسرع وقت ممكن، ونبحث مع العديد من المنظمات الإنسانية لتأمين الدعم اللازم لإعادة ضخ المياه".

يشار إلى أن أكثر من 200 ألف شخص يعيشون في أعزاز، بينهم نحو 145 ألف نازح، يعانون من أوضاع اقتصادية غاية في السوء، في ظل غلاء الأسعار وعدم توفر فرص العمل.  

المساهمون