أزمة كهرباء تفاقم معاناة سكان دمشق مع ارتفاع درجات الحرارة

أزمة كهرباء تفاقم معاناة سكان دمشق مع ارتفاع درجات الحرارة

29 اغسطس 2020
لا برنامج تقنين واضح، في ظلّ الانقطاع المتكرر للتيار (جوزف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

عادت ساعات تقنين الكهرباء الطويلة إلى العاصمة السورية دمشق، إضافة إلى تكرّر الانقطاعات غير المنتظمة، وضعف عام في شدّة التيار، لتعود معاناة الأهالي، في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة، وخسارة بديل مهم للغاز المنزلي، فيما يتذرّع النظام بنقص كمية الغاز المستخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء.

يحار ياسر جابر (33 عاماً)، وهو متزوج ولديه طفل ويقيم في أطراف دمشق الجنوبية، في كيف يخفّف من درجات الحرارة المرتفعة، خاصة في وقت ذروتها عند الظهيرة، في وقت غالباً ما يكون التيار الكهربائي فيه مقطوعاً. ويضيف: "نكاد نحترق من درجات الحرارة المرتفعة، خاصة طفلي الذي أخشى عليه، فتجدني في كثير من الأوقات أجلسه في الماء، حتى إنني بالأمس سكبت الماء في أرض الغرفة واستلقينا عليها جميعاً". 

وتابع: "حتى في الليل عندما ينقطع التيار، سرعان ما نستيقظ من النوم ونحن نسبح بالعرق، فيكفي أن تنقطع الكهرباء لخمس دقائق حتى نُحرَم النوم".

ولفت إلى أنّ "حتى الثلاجة لا تستطيع تبريد الماء، جرّاء الانقطاعات المتكرّرة للكهرباء، وبعض الأحيان لا تدور الثلاجة بسبب ضعف التيار".

من جانبها، قالت أم ورد سكر (45 عاماً)، وهي ربة أسرة مكوّنة من 3 أطفال، مقيمة في ريف دمشق: "وضع الكهرباء سيّئ جداً، كنّا نتوقع أن الوضع سيكون أفضل مقارنة بالشتاء، الذي عانينا فيه من برنامج تقنين، وقد تحسّن الوضع بشكل ملموس في أشهر الربيع، لكن مع بداية الشهر الجاري، راحت الأوضاع تسوء، حتى أصبحنا اليوم لا نشعر بأنّ هناك كهرباء، فلا برنامج تقنين واضح، في ظلّ الانقطاعات المتكررة".

وتابعت: "انقطاعات الكهرباء غير المنتظمة أثّرت بحياتنا اليومية، فبعد شحّ الغاز المنزلي وقرار توزيع أسطوانة غاز كل 60 يوماًً، في حين أنّ الأسطوانة بالكاد تكفي لـ20 يوماً، انتقلت للطهو على الكهرباء. لكن حالياً الكهرباء تنقطع عدّة مرات وأنا أطبخ، وبعض الأيام، لا أتمكّن من إنجاز الطبخة".  

 

ولفتت إلى أنّ "انقطاع الكهرباء المتكرّر والطويل، سبّب تلف الكثير من الأطعمة، رغم أنها في الثلاجة، في وقت بالكاد نستطيع تأمين فيه طعام يومنا، ولا نقوى على تحمّل هدر بالمواد الغذائية".

أما سليم بركة، وهو موظف في دمشق، فيتساءل عمّن يتحمّل مسؤولية الأضرار التي تلحق بالمواطن جراء الانقطاع المتكرّر للتيّار الكهربائي، قائلاً: "بسبب ضعف التيار احترق محرّك البراد لدي، وإصلاحه كلّفني نحو 140 ألف ليرة سورية، أي أكثر من ضعفي راتبي. اليوم، إن تعطّلت أيّ من الأدوات الكهربائية، لم أعد قادراً على إصلاحها، حتى المصباح الكهربائي سعره ثمانية آلاف ليرة، وليس باستطاعتي استبداله كلما احترق جرّاء اهتزازات التيار الكهربائي".

وأضاف: "لا أستطيع فهم عجز شركة الكهرباء عن تنظيم التيار! إن سلّمنا أنّ هناك نقص غاز ولا يوجد إنتاج كافٍ، فلماذا لا يوزّع المتوافّر منه بشكل يضمن تلبية حاجة المواطنين؟ فهم يتحدثون عن حجّة الأحمال الزائدة منذ سنوات، آن الأون ليكون لديهم معلومات دقيقة عن كمية استجرار كلّ منطقة، وهذا أهون الشرور، فالوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل خسائر إضافية". وتابع: "لقد أصبح هناك مصادر أخرى للطاقة المستخدمة لتوليد الكهرباء، إضافة إلى الغاز والفيول، كطاقة الرياح والشمس، وهي متوافرة ومجانية، لكن لا أحد يريد إيجاد بدائل".

وتعاني مناطق سيطرة النظام من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرّر وغير منتظم، إضافة إلى ساعات تقنين طويلة تصل إلى نحو 12 ساعة، الأمر الذي تعيده مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى وجود نقص في الغاز عقب انفجار خط الغاز العربي بالقرب من دمشق قبل أيام، وهو وقود رئيسي للعديد من محطات توليد الكهرباء، إضافة إلى زيادة الحمل على الشبكة نتيجة الاستجرار الزائد الذي يعود إلى زيادة تشغيل المكيّفات والمراوح، في ظلّ موجة الحر الشديد التي تعيشها دمشق.

يشار إلى أنّ موقع "الوطن" المحلي، نقل عمّا سمّاه "مصدراً مسؤولاً" في وزارة النفط والثروة المعدنية، منتصف الشهر الجاري، قوله إنّ مليشيا قسد قطعت منذ خمسة أيام الغاز الواصل من المنطقة الشرقية بكمية 1,2 مليون متر مكعب يومياً، ما ينعكس على كمية التوليد في محطات التوليد الكهربائية، مضيفاً أن العمل جارٍ لإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

المساهمون