أزمة غذائية تفاقم معاناة سكان الزنتان الليبية

أزمة غذائية تفاقم معاناة سكان الزنتان الليبية

19 نوفمبر 2014
الليبيون يواجهون ندرة في الغذاء وارتفاعات صاروخية للأسعار(أرشيف/Getty)
+ الخط -
تواجه مدينة الزنتان، 170 كيلومتراً شمال غرب العاصمة الليبية طرابلس، أزمة غذائية قابلة للتفاقم، بسبب نقص حاد في المواد الغذائية، واستمرار إغلاق المصارف أبوابها؛ لعدم حصولها على سيولة نقدية من المصرف المركزي منذ ثلاثة أشهر، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها، قبل أكثر من شهرين، إثر عدم وصول أي إمدادات غذائية للمدينة، التي يقدر سكانها بنحو 33 ألف شخص.
وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، قال الهادي بلقاسم، وهو تاجر في المدينة، إن "حصاراً اقتصادياً على الزنتان منذ ما يقرب من شهرين، لا تصل إلى المنطقة مواد غذائية ولا أدوية ولا وقود".
وكشف أن معظم السلع الغذائية التي تصل إلى المدينة، على قلتها، تدخل عبر الصحراء، حيث تقطع بها شاحنات مسافة تزيد عن 300 كيلومتر، وتقتصر هذه الشحنات على سلع ضرورية، مثل حليب الأطفال.
وأدت ندرة المواد الغذائية إلى تسجيل ارتفاعات صاروخية في الأسعار، حيث وصل سعر لتر الحليب إلى 5 دنانير ليبية (ما يعادل 3.8 دولار أميركي).
وأفاد سكان محليون مراسل "العربي الجديد" بأن "السلع الغذائية والأدوية كانت تأتي عبر معبر دهيبة، أحد المنافذ الرئيسية مع تونس مند بداية يوليو/تموز الماضي، قبل أن تنقطع إمدادات السلع، خاصة الغذائية، إثر سيطرة قوات فجر ليبيا على هذا المعبر".
وأكد أن بعض السلع لم تصل إلى المدينة منذ ثلاثة أشهر، كما انقطعت إمدادات الوقود منذ منع ناقلة للوقود قادمة من مصفاة الزاوية من الدخول إلى المدينة في شهر أغسطس/آب الماضي، بحسب تصريحات سكان من الزنتان.
وفي المقابل، نشط تهريب الوقود من المناطق المجاورة، وإن كان يقتصر على كميات قليلة تتراوح بين 40 و100 لتر كل أسبوع، وفق المصادر نفسها، ما أسهم في اشتعال أسعار الوقود في المنطقة.
وشهدت المدينة حركة نزوح قوية نحو تونس خلال الأسابيع الأخيرة، غير أنه لا توجد بيانات رسمية بشأن حجم النزوح.
وتعيش مدن ليبية أخرى أوضاعا معيشية مشابهة، حيث تهافت سكان بنغازي، شرق البلاد، خلال الأيام الأخيرة، على تخزين السلع الغذائية والضرورية، وسط قفزات في الأسعار، بسبب توقف حركة البضائع وإغلاق ميناء المدينة وأغلب الأسواق والمتاجر.
وأفادت مواطنون وتجار من المدينة، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، بأن الأسعار زادت 30% الأسبوع الماضي، متوقعين أن تواصل ارتفاعها الصاروخي.

المساهمون