أزمة صحافيي "لوموند" تشتدّ: كريتينسكي لن يوقع

أزمة صحافيي "لوموند" تشتدّ: كريتينسكي لن يوقع

13 سبتمبر 2019
مطالبات بحق النقض في عمليات الاستحواذ (ليونيل بونافنتور/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تتفاقم أزمة صحافيي اليومية الفرنسية "لوموند"، بعدما أبدى أحد المساهمين البارزين فيها عدم استعداده لتوقيع اتفاقية معهم، تضمن لهم استقلالية السياسة التحريرية.

وكان مصدر مقرب من رجل الأعمال التشيكي دانييل كريتينسكي قال إنه لا يتفق مع الصحافيين حول معظم بنود الاتفاقية المقترحة، واصفاً إياها بـ "غير المنطقية اقتصادياً"، وإنه "على الأرجح لن يوقعها بصيغتها الحالية"، وفق ما نقلته صحيفة "ذا تايمز" اليوم الجمعة.

المهلة النهائية لتوقيع الاتفاقية توافق يوم الثلاثاء المقبل، بعد 11 شهراً من المفاوضات بين الصحافيين في "لوموند، ومقرها باريس، والمساهمين البارزين فيها كزافييه نيل وماثيو بيغاسي ودانييل كريتينسكي".

وقد وقع كزافييه نيل على الاتفاقية، على عكس بيغاسي وكريتينسكي.

ووجّه أكثر من 460 صحافياً في "لوموند" رسالة مفتوحة، يوم الثلاثاء الماضي، دفاعاً عن استقلالية الصحيفة التحريرية. وطلب الصحافيون إشراكهم رسمياً في عملية الإشراف واتخاذ القرارات، ومنحهم حق نقض أي عملية استحواذ في الصحيفة.

وكان دانييل كريتينسكي اشترى 10 في المائة من إجمالي أسهم "لوموند"، العام الماضي، بنحو 40 مليون يورو.

وكان رجال الأعمال، كزافييه نيل وماثيو بيغاسي والراحل بيير بيرجي، أنقذوا الصحيفة عام 2010، باستثمار 110 ملايين يورو مقابل 75 في المائة من الأسهم، وتعهدوا بمشاركة السلطة مع موظفيها.

لكن الصفقة بدأت بالتزعزع، العام الماضي، حين باع بيغاسي نصف حصته إلى كريتينسكي التي تمثل 27 في المائة من إجمالي "مجموعة لوموند" الإعلامية الفرنسية، وقيمتها 35 مليون يورو (38.6 مليون دولار أميركي)، ثم تضافرت جهودهما، وتحولا إلى شراء 20 في المائة من أسهم "لوموند"، ونصف قيمة حصة المهندس ماديسون كوكس التي ورثها من شركة بيير بيرجي (27 في المائة)، ما يعني أنهما سيتمتعان بالسيطرة الكاملة.

وفي حال باع بيغاسي حصته إلى كريتينسكي، يصبح المسيطر الوحيد على "لوموند".

ويتخوف العاملون في "لوموند" من سيطرة المستثمر التشيكي الجديد على الصحيفة التي اعتمدت نهجاً صديقاً للبيئة خلال سنوات، خاصة أن كريتينسكي يعدّ من أبرز رجال الأعمال في مجال الطاقة ومتهم بأنه أحد أكبر الملوثين في أوروبا. ويواجه كريتينسكي مزاعم بأنه سيستغل الصحيفة في التملق للكرملين، خاصة أن مصالحه التجارية تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي المنقول عبر سلوفاكيا في خط أنابيب "يوستريم" Eustream التي اشترى فيها حصة نسبتها 49 في المائة مقابل 2.6 مليار يورو.

ولمعت شهرته في فرنسا، العام الماضي، حين وافق على شراء مجلة "إل" Elle ومنشورات أخرى أقل شهرة تابعة للمجموعة الفرنسية "ليغاردير" Lagardère. واستحوذ على المجلة الفرنسية ذات الميول اليسارية "ماريان" Marianne، خلال الصيف الماضي.

ويملك صحفاً عدة في جمهورية التشيك، أبرزها "بليسك" Blesk.

يذكر أن "لوموند" تأسست عام 1944 بعد تحرير العاصمة باريس خلال الحرب العالمية الثانية.

المساهمون