يعيش اتحاد الكرة الجزائري والمنتخب الأول على وقع أزمة جديدة بطلها دائماً المدير الفني للمنتخب رابح ماجر، الذي جدد مرة أخرى رفضه الاستقالة من منصبه، رغم أن الوضع الذي يعيشه المنتخب يتطلب ذلك، في ظل التراجع في أداء ومستوى المنتخب "الأخضر"، وكذلك إجماع مختلف الأطراف، بداية من مسؤولي اتحاد الكرة والرياضة والإعلام والجماهير، على ضرورة رحيله.
وسقط المنتخب الجزائري في فخ الهزيمة خلال اللقاء الودي الذي لعبه ليلة الخميس أمام البرتغال التي سحقت الجزائر بثلاثية نظيفة على ملعب "النور" في العاصمة لشبونة. وهي الهزيمة الرابعة توالياً، بعد الخسارة أمام إيران والسعودية ومنتخب الرأس الأخضر. وأججت الهزيمة من قبل البرتغال مشاعر الغضب لدى مسؤولي الاتحاد الكرة ووسائل الإعلام والجماهير التي كانت تنتظر إعلان صاحب "الكعب الذهبي" الاستقالة من منصبه مباشرة بعد المباراة، قبل أن يصدمها ماجر بحديثه عن البقاء في المنتخب وعن المستقبل وأنه يخطط للتحضير لمباراة غامبيا في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، في الجولة الثانية من تصفيات كاس أمم أفريقيا 2019.
وقال ماجر في المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء البرتغال "لعبنا ضد منتخب كبير وخسرنا بشرف"، مضيفاً "لقد لعبنا جيداً أمام البرتغال وكل اللاعبين أدوا ما عليهم، وأنا أطلب أن يتم تقييمنا خلال المباراة الرسمية التي سنلعبها أمام غامبيا في العاصمة بانجول في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل"، وتابع "هناك بعض المنتخبات المتأهلة للمونديال تعرضت لهزيمة ثقيلة على غرار المنتخب المصري الذي انهزم بثلاثية نظيفة أمام بلجيكا"، وهي رسالة واضحة من ماجر لمسؤولي الاتحاد الجزائري بأنه لن يرحل، أو على الأقل لن يستقيل بمحض إرادته، وإنما ينتظر "الإقالة" حتى يضمن الحصول على تعويضات مالية كبيرة، في حال فسخ عقده من طرف واحد، إذ يمتد عقده حتى شهر يوليو/ تموز 2019.
وقاد ماجر المنتخب الجزائري في ثماني مباريات، منها سبع مباريات ودية، وقد فاز في ثلاث مباريات أمام أفريقيا الوسطى ورواندا وتنزانيا، وتعادل في واحدة أمام نيجيريا، قبل أن يمنحه الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" نقاط الفوز بعد إشراك نيجيريا للاعب في وضع غير قانوني. وخسر المنتخب الجزائري بقيادة ماجر خلال الأربع مباريات الأخيرة أمام كل من إيران والسعودية والرأس الأخضر والبرتغال.
وكان رابح ماجر قد هاجم مسؤولي الاتحاد، وأكد أنه ضحية "مؤامرة" للإطاحة به من منصبه، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة البرتغالية لشبونة، قبيل لقاء الجزائر الودي مع البرتغال. وحرص ماجر على مخاطبة الإعلام البرتغالي بشكل خاص، إذ قال: "الصحافيون في الجزائر يعرفون جيداً ما يجري داخل المنتخب، لكن الصحافيين البرتغاليين لا يعرفون شيئاً، وعليهم أن ينقلوا إلى العالم ما أواجهه اليوم من مكائد ومؤامرات، على الرغم أننا قمنا بعمل جيد طيلة 7 أشهر، جلبنا فيها أفضل اللاعبين وعملنا على إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها الفريق". وأضاف ماجر "هل تعتقدون أنه من الطبيعي أن تتم إقالة مدير فني لمجرد الخسارة في لقاء ودي، للأسف هذا هو حال كرة القدم في الجزائر".
وكانت أنباء إقالة ماجر من تدريب المنتخب الجزائري قد انتشرت قبل أسابيع، وبالضبط بعد الهزيمة من السعودية (2 -0) في إسبانيا في شهر مايو/ أيار الماضي، وقام بعدها اتحاد الكرة الجزائري باتخاذ خطوة في طريق إعفاء ماجر من منصبه، بعد أن سحب منه مهمة تدريب المنتخب الثاني، وعلى الرغم من ذلك بقي ماجر متمسكاً بمنصبه، وذلك حتى الهزيمة من منتخب الرأس الأخضر ودياً يوم الجمعة الماضي (3 – 2) في الجزائر، إذ تقرر بعدها التخلي عن ماجر وجهازه الفني بعد مباراة البرتغال مباشرة، بسبب الضغوط التي تمارس على اتحاد الكرة.