Skip to main content
أردوغان: اتفاقية أضنة مدخل مشروع لمكافحة الإرهاب في سورية
جابر عمر ــ إسطنبول
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن اتفاقية أضنة المبرمة بين تركيا وسورية في عام 1998، مدخلٌ مشروع لمكافحة الإرهاب في سورية، وفق ما دفع به نظيره الروسي فلاديمير بوتين، نافياً أن يتطلب تطبيق الاتفاقية التنسيق مع النظام.

ونشرت صحيفة "حرييت" اليوم الجمعة، تصريحات لأردوغان، أدلى بها للصحافيين في طائرة العودة من روسيا، بعد قمة مع بوتين قبل يومين.

واستهل أردوغان الحديث بمنطقة منبج، التي تضم بحسب المعلومات التي تمتلكها أنقرة، "نحو ألف مقاتل من "وحدات حماية الشعب" الكردية، بعضهم يقول إن هذا العدد غير صحيح، ولكن هذه هي أرقام تمتلكها تركيا، وأن نحو 90 في المئة من سكان المنطقة هم من العرب السنة، ومعروف من هم أصحاب المنطقة الحقيقيون، وكان عدد سكان المنطقة سابقاً 700 ألف، لكن دخول التنظيمات الإرهابية هجّر أهلها، والآن هناك مرحلة جديدة بحسب الأميركيين والروس، حيث سيتم إخلاء منبج من الوحدات، ونأمل بذلك خروج هذه الوحدات لشرق الفرات".

وفي ما يخص اتفاقية أضنة، بيّن الرئيس التركي أنها "عقدت في زمن الأسد الأب، وتشمل تسليم المطلوبين من العمال الكردستاني، وكانت خطوة جيدة، وطرح الاتفاقية من قبل بوتين، يذكر المنطقة الجغرافية بالثقل التركي فيها، ويجب تناول هذه الاتفاقية رداً على من يقول (من دعا تركيا لسورية)، إذ إن الاتفاقية وقع عليها مندوبو الأسد الأب".

ولفت أردوغان إلى أن "تركيا على اتصال دائم مع جميع الفاعلين من أجل تطهير سورية من العناصر الإرهابية، والهدف التركي بعد تطهير منبج، تأمين عودة واستقرار أهل المنطقة مجدداً، فالولايات المتحدة ارتكبت خطأ فادحاً في الرقة، وكان ثمنه كبيراً، فلو كانت قد وافقت على مقترحاتنا (لم يحددها)، لكنا وقفنا أمام عمليات التهجير وموت المدنيين".

وفي ما يتعلق بصلاحية اتفاقية أضنة، قال: "لم يقل أحد إن تلك الاتفاقية غير نافذة، بل على العكس، أشار بوتين إلى أن الاتفاقية هامة لتركيا في مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة، والاتفاقية جرى العمل بها للعام 2011، ولا يمكن أن يكون لتركيا اتصال رفيع مع من تسبب بمقتل مليون إنسان، وأجبر الملايين على اللجوء"، قاصداً بشار الأسد.

وأضاف الرئيس التركي: "نعمل بشكل مكثف مع إيران وروسيا للحل في سورية، وساهمت الجهود المشتركة في منع تشكيل كيان إرهابي شمال سورية، وتركيا دافعت عن نفسها إزاء خطر الإرهاب بهذه المنطقة، ودخلنا جرابلس والباب وعفرين، ويسألون عن الطرف الذي دعانا لسورية، من دعانا هو مقتل نحو 100 مدني تركي نتيجة قصف الإرهابيين، والشعب السوري كذلك دعا تركيا لحمايته، وكذلك العشائر وخاصة عشائر الرقة".

كما أوضح أن "موضوع إدلب تم النقاش فيه، ولن يسمح بتحرك التنظيمات الإرهابية في المنطقة"، لافتاً إلى أن القمة الثلاثية للضامنين (تركيا وروسيا وإيران)، ستعقد في شباط/فبراير المقبل، وفيها "سيتم الحديث عن الانتقال السياسي".

ورداً على سؤال عما إذا كانت الأوضاع في سورية تتجه للحل النهائي، قال: "لا نشعر حتى الآن بقرب النهاية، أعتقد أن هناك أعمالا كثيرة يجب إنجازها، مثلاً هناك أطراف حريصة على إنهاء مسار أستانة، ولكننا نقول إنه مسار مهم، ونسعى للوصول به إلى النهاية، والقمة المقبلة الثلاثية دليل على الأهمية التي نوليها لهذا المسار، وسيتم تنظيم القمة الثلاثية في تركيا وإيران لاحقاً، كما أن هناك مسألة اللجنة الدستورية السورية، ونحرص على إحراز تقدم فيها، ونتمنى إنجاز دستور جيد، مع جهود جيدة من المبعوث الأممي الخاص، وكان الحديث عن 150 يشكلون أعضاء اللجنة الدستورية. ولكن، هل يقل العدد أو يتم الحفاظ عليه، هذا موضوع نقاش، ونأمل بعدها بدايةَ مسار جنيف مجدداً بشكل فعال".

وفي ما يخص إدلب، أكد أنه "جرى إحراز تقدم كبير مع روسيا، حيث تم إنقاذ الوضع هناك، ولو لم يكن هناك تعاون بين روسيا وتركيا في إدلب، لكان مئات الآلاف قد أجبروا على النزوح، ونستمر باتفاق سوتشي، ولكن هناك عناصر راديكالية تحاول التأثير على الاتفاق، الأمر الذي يزعج روسيا، ويجب تجاوز هذا الأمر بأسرع وقت ممكن".